غارات إسرائيلية على غزة بعد إطلاق قذائف وبالونات حارقة

جانب من المواجهات بين محتجين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي قرب رام الله أمس (أ.ف.ب)
جانب من المواجهات بين محتجين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي قرب رام الله أمس (أ.ف.ب)
TT

غارات إسرائيلية على غزة بعد إطلاق قذائف وبالونات حارقة

جانب من المواجهات بين محتجين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي قرب رام الله أمس (أ.ف.ب)
جانب من المواجهات بين محتجين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي قرب رام الله أمس (أ.ف.ب)

شنّت طائرات حربية إسرائيلية غارات جديدة على قطاع غزة، أمس (السبت)، رداً على استمرار إطلاق قذائف صاروخية وبالونات حارقة من القطاع. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، افيخاي ادرعي، إن «مقاتلات حربية وطائرات أخرى أغارت على عدد آخر من الأهداف الإرهابية التابعة لمنظمة حماس في شمال قطاع غزة، ومن بينها مستودعات لتخزين وسائل قتالية ومنشأة تحت الأرض تستخدمها الذراع العسكرية لحماس. وجاءت الغارات رداً على إطلاق القذائف الصاروخية والبالونات المفخخة من قطاع غزة باتجاه إسرائيل السبت».
وحمّل الجيش الإسرائيلي حركة «حماس» مسؤولية ما يجري في قطاع غزة أو ينطلق منه. وقال ادرعي إن جيش الاحتلال «ينظر بخطورة بالغة إلى أي اعتداء تخريبي ضد إسرائيل ويبقى في حالة جاهزية كبيرة في مواجهة سيناريوهات متنوعة وسيواصل التحرك وفق الحاجة ضد محاولات للمساس بمواطني إسرائيل».
وهذا ثالث يوم تشن فيه إسرائيل غارات على القطاع فيما أطلق مسلحون قذائف صاروخية وأرسلوا بالونات حارقة من القطاع. وضربت طائرات إسرائيلية الجمعة أرضاً زراعية وموقعاً عسكرياً وسط القطاع، ما خلّف أضراراً مادية دون وقوع إصابات، وذلك بعد إطلاق 4 صواريخ من غزة. وفي وقت سابق من نفس اليوم استهدف الجيش الإسرائيلي موقعي رصد لفصائل مسلحة على أطراف قطاع غزة بعد تضرر عدة منازل في «سيدروت» المحاذية لقطاع غزة. وكانت الطائرات الإسرائيلية شنت، الخميس، سلسلة غارات على القطاع، كما شاركت دبابات في قصف مواقع لـ«حماس» رغم أن الحركة لا تقف خلف هذه الهجمات. ولم تتبن أي جهة فلسطينية الهجمات على إسرائيل، ويعتقد أن من يقف خلفها مسلحون غاضبون على خطة السلام الأميركية.
والتوتر في غزة جاء في ظل موجة احتجاجات فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة للتنديد بإعلان خطة أميركية للسلام مع إسرائيل يرفضها الفلسطينيون.
ونشر الجيش الإسرائيلي تعزيزات في الضفة الغربية وقرب حدود قطاع غزة لمواجهة الغضب الفلسطيني. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه «بناءً على تقييم الوضع الذي يتم إجراؤه بشكل متواصل في الجيش، تقرر تعزيز القوات القتالية في يهودا والسامرة وغزة». ولا يشير التوتر حتى الآن في القطاع إلى نية لدى الأطراف في تصعيد الموقف. وتريد «حماس» الحفاظ على الهدوء الحالي في القطاع على الرغم من أنها تركز أكثر على اتفاق مصالحة مع السلطة الفلسطينية. ويفترض أن يزور وفد من حركة «فتح» والفصائل الفلسطينية غزة خلال أيام من أجل مباحثات حول المصالحة.
وقال مسؤولون في السلطة إنه إذا نجحت هذه المباحثات فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيزور القطاع للمرة الأولى منذ سيطرة «حماس» عليه في العام 2007، وفق اتفاق سابق بين عباس ورئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في اتصال اتفق فيه الطرفان على «مواجهة صفقة القرن» الأميركية.



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.