من بديهيات الحياة أن الرجل يتقاسم الأرض مع المرأة، وتكاملهما هو اللبنة الأساسية للمجتمعات التي تبدأ من الأسرة، وكلنا نعرف أن الأم هي عماد الأسرة، والأب هو ربان سفينتها (أو هكذا يفترض)...
وسابقاً قالها الشاعر الكبير حافظ إبراهيم:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
وهذا اعتراف بمكانة المرأة في تثقيف أبنائها وتعليمهم، كونها الطرف الأكثر مكوثاً معهم، وبالتأكيد ليس الكلام عن مكانة المرأة ومساحتها، لأنها بكل بساطة نصف المجتمع، ولكن الكلام عن مساحة الاهتمام بالمرأة رياضياً في عالمنا العربي، حيث تتفاوت نسب الاهتمام بين دولة وأخرى، ولكن الثابت أن هذا الحجم أقل بكثير مما تستحق، وأقل بكثير مما هي قادرة على أن تقدمه لبلادها، وحتى عندما تحقق الإنجاز الأهم تبقى العيون مركزة على لعبة واحدة هي كرة القدم التي تأكل الأخضر واليابس من الاهتمام الإعلامي والجماهيري.
ورغم أنه كان للعرب دورة للألعاب الرياضية للرجال والسيدات، إلا أن بطولاتنا العربية مزاجية وانفعالية وعاطفية لهذا تحضر مرة وتغيب مرات.
لهذا من حق الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي قرينة حاكم الشارقة وصاحبة فكرة دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، التي تحافظ على استمراريتها للدورة الخامسة على التوالي، من حقها علينا أن نشكرها على الاهتمام برياضة المرأة العربية ودعمها للأندية، حتى وصل عدد المشاركين هذه السنة إلى 78 نادياً من 18 دولة عربية. ولم يقف الأمر عند دعم اللاعبات، بل الدعم يشمل أيضاً الحكام (الإناث) والمدربات والإداريات والإعلاميات والمنظمات والمتطوعات، وكل من لها يد أو علاقة بالتعامل مع رياضة المرأة، هذه المرأة التي منحت دولاً مثل سوريا والبحرين أول ميدالية ذهبية في تاريخها الأولمبي، ومنحت المغرب والجزائر وتونس ذهباً، ولمصر الفضة والبرونز، وكل الميداليات الأقل من عشرين بين ذهب وفضة وبرونز كانت في ألعاب القوى (الجري والسباعي) والمبارزة والجودو ورفع الأثقال والتايكواندو والمصارعة، وكلها ألعاب شهيدة رجالاً وسيدات، ولا تلقى أي اهتمام إعلامي يذكر، فكل التركيز على كرة القدم التي لم تحقق أي ميدالية لكل للعرب منذ اختراع الألعاب الأولمبية إلى الآن.
الشارقة ونصف الدنيا
الشارقة ونصف الدنيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة