مسؤول يكشف «خدعة تركية» لتمرير أسلحة إلى «ميليشيات» طرابلس

«الوفاق» تعلن إسقاط طائرة استطلاع روسية جنوب العاصمة

الناطق باسم الجيش الوطني احمد المسماري
الناطق باسم الجيش الوطني احمد المسماري
TT

مسؤول يكشف «خدعة تركية» لتمرير أسلحة إلى «ميليشيات» طرابلس

الناطق باسم الجيش الوطني احمد المسماري
الناطق باسم الجيش الوطني احمد المسماري

كشف مسؤول عسكري ليبي رفيع المستوى عما وصفه بـ«خديعة» مكّنت تركيا من إنزال شحنة أسلحة ومعدات عسكرية إلى الميلشيات الموالية لحكومة الوفاق، التي يرأسها فائز السراج في العاصمة الليبية طرابلس.
وقال المسؤول الرفيع المستوى في «الجيش الوطني» لـ«الشرق الأوسط»، مشترطا عدم تعريفه، إن القطع البحرية التركية دخلت إلى السواحل الليبية، وتحديدا ميناء طرابلس البحري، بدعوى أنها تمثل حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، وبهدف القبض على الهاربين من المرتزقة السوريين عبر السواحل الليبية، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، باعتبار أن تركيا عضو في الحلف.
وأضاف المسؤول موضحا: «زعم الأتراك أيضا أنهم قبضوا على مهاجرين غير شرعيين، وأنهم بحاجة لتسليمهم إلى خفر السواحل التابع لحكومة السراج... لقد استغل الأتراك اسم حلف الناتو في عمليتهم بحجة مكافحة الهجرة غير الشرعية، واستعملوا الاتصالات اللاسلكية لـ(الناتو) في المرور بحجة حماية الشواطئ الليبية»، مبرزا أنهم «ضمن الحلف، ووجودهم تحت الشرعية الدولية، لكن الغرض يختلف».
وتابع المسؤول ذاته قائلا: «يمكن القول هنا إن عدم ضرب الفرقاطتين التركيتين كان لتفادي أزمة أكبر مع الحلف، باعتبار أنهما تمثلانه»، في إشارة إلى تعهد رئيس البحرية بالجيش الوطني بإغراق أي قطعة عسكرية تركية تقترب من السواحل الليبية.
كما كشف المسؤول العسكري أنه تم توزيع «المرتزقة» السوريين، الذين وصلوا إلى العاصمة طرابلس جوا وبحرا، على محاور القتال للميليشيات الموالية لحكومة السراج، لافتا إلى أن الضباط الأتراك «هم من يخططون ويقودون العمليات».
لكن ناطقا باسم حلف شمال الأطلنطي نفى في المقابل، ضمنيا، لـ«الشرق الأوسط» أن تكون فرقاطة البحرية التركية TCG Gaziantep قد دخلت المياه الإقليمية الليبية مستغلة اسم الحلف. إذ قال دانيل ريج، المتحدث باسم الحلف، إن الفرقاطة «كانت تحت القيادة الوطنية (التركية) في ذلك الوقت»، لكنه فضل إحالة المزيد من الأسئلة إلى وزارة الدفاع التركية للرد حول هذا الحادث.
وكان الجيش الوطني قد أكد على لسان الناطق باسمه، اللواء أحمد المسماري، قيام تركيا بإنزال أسلحة إلى ميناء طرابلس البحري لدعم الميليشيات الإرهابية، والمرتزقة الموالين لحكومة السراج، بعدما تحدث سكان وشهود عيان في العاصمة عن مشاهدة فرقاطتين بحريتين، تحملان العلم التركي قبالة سواحل ميناء طرابلس البحري في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء الماضي، تزامنا مع وصول سفينة شحن مجهولة الهوية إلى الميناء، قامت بإنزال حمولتها من الأسلحة والمعدات العسكرية لصالح الميليشيات الموالية لحكومة السراج.
وتساءل المسماري في مؤتمر صحافي، عقده مساء أول من أمس في مدينة بنغازي (شرق)، عن موقف المجتمع الدولي إزاء ما وصفه بـ«الخرق المستمر للهدنة السابقة»، معتبرا أن الغزو التركي للأراضي الليبية «أصبح اليوم واضحا، سواء أمام الليبيين أو الأشقاء العرب، أو المجتمع الدولي». كاشفا النقاب عن عمليات نقل للمرتزقة من سوريا عبر تركيا إلى ليبيا، عبر مطاري معيتيقة ومصراتة والموانئ البحرية، وقال بهذا الخصوص إن حكومة السراج «تمثل واجهة للميليشيات الإرهابية، وقد رصدنا وصول أكثر من ثلاثة آلاف من المرتزقة تم توزيعهم على عدة محاور للقتال». موضحا في هذا السياق أنه «يتم استغلال المدارس لإقامة المرتزقة، وبعضهم من المنشقين على الجيش السوري، بينما تقيم مجموعة أخرى في معسكر بالقرب من حدود تونس»، بينما يتم نقل وتوزيع باقي المرتزقة في عدة مدن ليبية.
وتحدث المسماري عما وصفه بانفلات أمني خطير في طرابلس، مستدلا على ذلك بوقوع العشرات من عمليات السرقة والسطو المسلح، واعتقال عسكريين على مدى الأيام الثلاثة الماضية فقط.
وردا على أسئلة الصحافيين بشأن اجتماعات اللجنة المعروفة باسم (5+5)، قال المسماري: «نأسف على عدم الإجابة لعدم ورود ما يفيد حول هذه اللجنة من القيادة العامة... وأعتقد أن الأمر ما زال خارج نطاق الإعلام». أما بخصوص استمرار إغلاق الحقول والموانئ النفطية الخاضعة لسيطرة قوات الجيش الوطني، فقد قال المسماري: «بما أننا لسنا أصحاب قرار إغلاق الموانئ النفطية، فإننا نعتذر عن الإجابة عن هذه الأسئلة، فلا نملك قرارا بشأنها، إنه حراك شعبي يقوده الشعب الليبي عن طريق حكمائه وأبنائه».
ميدانيا، ادعت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها الميلشيات الموالية لحكومة السراج، أن دفاعاتها الجوية نجحت أمس في إسقاط طائرة استطلاع من نوع «أورلان»، روسية الصنع، تعود للجيش الوطني جنوب العاصمة طرابلس، ونشرت صورا فوتوغرافية لحطامها، دون أن تخوض في التفاصيل.
واستمرت المناوشات العسكرية والاشتباكات المتقطعة بالأسلحة الثقيلة بين الطرفين في محاور القتال بالعاصمة، خاصة ضواحيها الجنوبية وطريق المطار. لكن دون مواجهات مباشرة.
وما زالت الهدنة الهشة، التي تم التوصل إليها قبل نحو أسبوعين، صامدة حتى الآن، رغم الاتهامات المتبادلة بين قوات الجيش والميلشيات بالمسؤولية عن خرقها، كأحد أبرز نتائج المؤتمر الدولي، الذي عقد مؤخرا في مدينة برلين الألمانية لحل الأزمة الليبية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.