هنية يقول إن حركته تبلور موقفاً فلسطينياً موحداً ضد الصفقة

غارات على غزة رداً على إطلاق قذيفة صاروخية

وفد من «حماس» يضم رئيس قوات الأمن ومساعده يتوجه لحضور تدريبات الشرطة في غزة أمس (رويترز)
وفد من «حماس» يضم رئيس قوات الأمن ومساعده يتوجه لحضور تدريبات الشرطة في غزة أمس (رويترز)
TT

هنية يقول إن حركته تبلور موقفاً فلسطينياً موحداً ضد الصفقة

وفد من «حماس» يضم رئيس قوات الأمن ومساعده يتوجه لحضور تدريبات الشرطة في غزة أمس (رويترز)
وفد من «حماس» يضم رئيس قوات الأمن ومساعده يتوجه لحضور تدريبات الشرطة في غزة أمس (رويترز)

أغارت طائرات حربية إسرائيلية، أمس، على أراضٍ مفتوحة في منطقة المطار وكرم أبو سالم وصوفا جنوب قطاع غزة، بعد ساعات من غارات استهدفت محيط منطقة المطاحن شمال خان يونس جنوب قطاع غزة، بالإضافة إلى أرض زراعية شرق دير البلح وسط القطاع.
والغارات الإسرائيلية جاءت رداً على إطلاق قذيفة صاروخية من غزة إلى جانب استمرار إطلاق البالونات الحارقة. وقال الجيش الإسرائيلية، إنه ضرب «أهدافاً حمساوية في جنوب قطاع غزة رداً على إطلاق قذيفة صاروخية باتجاه المجلس الإقليمي إشكول، وعلى استمرار إطلاق البالونات الناسفة».
وأوضح الناطق بلسان الجيش، أن مقاتلات وطائرات أخرى قصفت مواقع عدة، بينها منشأة، لإنتاج وسائل قتالية وبنية تحت أرضية. وأكد أن «حماس» تتحمل مسؤولية ما يجري في القطاع وما ينطلق منه وتبعات العمليات العدائية ضد مواطني إسرائيل.
دوت صافرات الإنذار في منطقة «كيسوفيم» المتاخمة لقطاع غزة. وقالت وسائل إعلام عبرية، إن صاروخاً واحداً أطلق من قطاع غزة، وسقط بمنطقة مفتوحة دون الحديث عن أي أضرار أو إصابات.
والهجوم المنفرد جاء على الرغم من نشر تعزيزات في الضفة الغربية وقرب حدود قطاع غزة لمواجهة الغضب الفلسطيني بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن خطته للسلام. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إنه «بناءً على تقييم الوضع الذي يتم إجراؤه بشكل متواصل في الجيش تقرر تعزيز القوات القتالية في فرقتي يهودا والسامرة وغزة». والتوتر المحدود لا يشير إلى نية لدى الأطراف في تصعيد الموقف.
وتستعد «حماس» لاستضافة وفد من حركة «فتح» والفصائل الفلسطينية خلال أيام، من أجل بحث إقامة الوحدة وإنهاء الانقسام رداً على الصفقة الأميركية. وقالت الحركة، أمس، إن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية بعث رسائل لكل ملوك وأمراء ورؤساء الدول العربية والإسلامية وللأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وللأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين، ولرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي تدعوهم للتحرك العاجل لرفض «صفقة القرن».
وذكرت الحركة، أن هنية «دعا القادة في رسائله إلى العمل والتحرك العاجل للرفض القاطع لما أعلنه الرئيس الأميركي في بنود وخطط مشروع ما يسمى بصفقة القرن». وقال هنية: «إننا في حركة (حماس)، وفي سبيل توحيد الصف الفلسطيني في مواجهة هذه الصفقة العدوانية على الأرض والشعب الفلسطيني؛ فقد بادرنا بالاتصال بالأخ الرئيس محمود عباس، وبحثنا معه الاتفاق على عمل مشترك للتصدي لهذا الإعلان المشؤوم».
وأضاف: «رحبنا بتوجه وفد من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، كما أجرينا اتصالات بالإخوة قادة العمل الوطني الفلسطيني؛ من أجل بلورة الموقف الفلسطيني الموحد، والوقوف صفاً واحداً ضد ما أعلنه الرئيس الأميركي». وشدد رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» على أن كل الخيارات باتت مشروعة أمام شعبنا الفلسطيني وقواه الحية في مواجهة قرارات وبنود هذه الصفقة العدوانية والجائرة، مضيفاً: «شعبنا لن يسمح بتمرير هذه الصفقة، كما أسقط كل محاولات النيل من حقوقه وثوابته عبر التاريخ»، مؤكداً أن «شعبنا سيحمي أرضه وثوابته ومقدساته، وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».