كارمن سليمان: موسم الرياض «مبهج» وأعمل بنصائح «فنان العرب»

اعتبرت أن التمثيل مهنة «شاقة»

كارمن سليمان
كارمن سليمان
TT

كارمن سليمان: موسم الرياض «مبهج» وأعمل بنصائح «فنان العرب»

كارمن سليمان
كارمن سليمان

شاركت الفنانة المصرية كارمن سليمان في فعاليات «ليالي الدرعية»، ضمن موسم الرياض الذي تنظمه المملكة العربية السعودية، بعد أسابيع قليلة من طرحها أغنيتها الجديدة «بصاتك» التي تتعاون فيها مع شركة «سوني» العالمية.
وفي حوارها مع «الشرق الأوسط»، قالت إن «الغناء في موسم الرياض كان أمراً مبهجاً، ومن أكثر الأشياء التي أسعدتني خلال الآونة الأخيرة. فمنذ انطلاق موسم الرياض وأنا أتمنى المشاركة فيه، لا سيما أنني كنت أتابع معظم حفلاته عبر القنوات العربية المختلفة، وسعدت للغاية بعد اختياري للغناء هناك. وأعتقد أن أجمل ما يميز الموسم هو استمراره لفترة طويلة، وأتمنى أن يظل الموسم مستمراً حتى نهاية العام الجاري؛ لأنه يُحدث بهجة وسعادة لكل المطربين المشاركين، بجانب الجمهور السعودي والعربي المحب للفنون والطرب».
وتؤكد سليمان أن «ظهورها في موسم الرياض لم يكن الظهور الأول لها في المملكة، بعد مشاركتها في أول حفل غنائي نسائي أقيم في مدينة الرياض قبل فترة، وهو الحفل الذي جمعها بالفنانة السورية أصالة نصري»، وتقول: «كانت أجواء الحفل في ذلك الوقت أكثر من رائعة، والنساء الحاضرات تفاعلن معي بشكل لافت، لذلك فإن حفل موسم الرياض هو الحفل الثاني لي بالمدينة، وكنت أشعر بالراحة خلاله؛ لأنه كان يشبه الجلسات الغنائية، فالفنان مهما بلغت شهرته ومكانته سيظل متخوفاً من الوقوف على المسرح، ولذلك كنت أشعر خلال حفل موسم الرياض بأني أغني وسط عائلتي».
وعن تجربتها مع الفنان الكبير محمد عبده، قالت: «تشرفت أكثر من مرة بالتعاون مع هذا العملاق، الذي لحَّن لي أغنية (أخباري) التي اخترتها عنواناً لألبومي الأول، فأنا لم أصدق نفسي حينما أبلغني بأنه سيلحن لي، وأيضاً حينما اختارني لكي أشاركه في أغنية (طيري معي)، وهو بكل تأكيد تجربة ستظل علامة من علاماتي الفنية؛ لأنني ظهرت معه في كليب الأغنية كمطربة، وأشدو على المسرح، فيكفي أن (فنان العرب) يطلبني بالاسم لكي أشدو معه».
وأضافت: «دائماً ما يعطيني نصائح، من أهمها عدم الغرور، فهو يقول لي إن سبب نجاح أي فنان التعامل الطبيعي مع الناس، وأنا - الحمد الله - لم يتملكني الغرور، كما أحافظ كذلك على اختياراتي الفنية، ولا أغير منها كثيراً».
وعن سبب اعتمادها بشكل كبير على الأغنيات «السينغل»، قالت: «سمة هذا العصر هي الأغنيات (السينغل) التي نطرحها عبر قنواتنا وقنوات شركتنا عبر موقع الفيديوهات (يوتيوب)، وأيضاً عبر المنصات الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي، إذ لم يعد هناك اعتماد بشكل كبير على الألبوم الغنائي الكامل، بسبب صعوبات ومعوقات الصناعة، وعدم وجود شركات إنتاج كبرى قادرة على تحمل تكاليف إنتاج ألبوم غنائي يتضمن 10 أغنيات، وكل أغنية فيه تتكلف ما بين 200 إلى 300 ألف جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 15.7 جنيه مصري)، وفي النهاية يكون النجاح من نصيب أغنية أو أغنيتين، فالأفضل والأضمن لأي فنان أن يضع كل اهتمامه وعمله على أغنية يطرحها كل فترة ويركز فيها».
وأعربت سليمان عن سعادتها لكونها واحدة من المطربات العرب القليلات، المتعاونات مع شركة «سوني» العالمية.
وكشفت أنها لم تكن تفكر في طرح أغنيتها الأخيرة «بصاتك»، بسبب جرأتها إلى حد ما؛ خصوصاً أن «معظم أغنياتي التي أحبها الجمهور كانت متعلقة بمسلسلات درامية، مثل (فرح ليلى)، مع الفنانة ليلى علوي، ومسلسل (ليالي الحلمية 6)، وتلك الأعمال نجحت لكونها تتحدث عن سياق درامي، ولكن هذه ليست المرة الأولى التي أقدم فيها أغنية سريعة، مثل (بصاتك)، فهناك واحدة من أكثر أغنياتي التي أحبها كانت سريعة، وطرحتها منذ فترة بعنوان (حبيبي مش حبيبي)».
وعن إمكانية تكرار تجربتها في التمثيل مرة أخرى، قالت: «أحببت التجربة كثيراً وقت المشاركة في الجزء السادس من مسلسل (ليالي الحلمية)، ولكن التمثيل يحتاج إلى وقت ومجهود كبير. هو أمر سيعطلني كثيراً عن الغناء، وأنا الأولوية بالنسبة لي دائماً هي الغناء، وأعترف بأن التمثيل مهنة شاقة ومتعبة جداً».



لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».