خبراء دوليون يشككون في تقرير «اختراق هاتف بيزوس»

خبراء دوليون يشككون في تقرير «اختراق هاتف بيزوس»
TT

خبراء دوليون يشككون في تقرير «اختراق هاتف بيزوس»

خبراء دوليون يشككون في تقرير «اختراق هاتف بيزوس»

قال خبراء دوليون في الأمن السيبراني إنه لا يزال هناك كثير من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها في التحقيق الذي أجراه جيف بيزوس، مالك شركة «أمازون»، والذي خلص إلى اختراق هاتفه المحمول بعد تلقي ملف فيديو يحتوي على برنامج تجسس ضار، من حساب «واتساب» ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقال الخبراء إن الأدلة الواردة في التقرير، الذي تم إعداده من قِبل القطاع الخاص عبر شركة FTI الاستشارية، لا تظهر على وجه اليقين أن هاتف بيزوس قد تم اختراقه بالفعل، ناهيك من كيفية اختراقه أو نوع الفيروس أو البرنامج الضار الذي تم استخدامه.
ونقلت وكالة «أسوشييتد برس»، عن هؤلاء الخبراء قولهم إنه رغم احتمال حدوث اختراق لهاتف الملياردير جيف بيزوس، فإن التحقيق الذي نُشر يوم الأربعاء الماضي، «لم يثبت ذلك بشكل قاطع». وقال روبرت بريتشارد، مدير شركة «سايبر سيكيوريتي إكسبرت» التي يُوجد مقرها في بريطانيا وتقدم استشارات في الأمن الإلكتروني وعمليات القرصنة «في بعض النواحي يعتبر التحقيق غير مكتمل على الإطلاق، ولا أعتقد أن الاستنتاجات التي توصل إليها مدعومة بالأدلة».
وبالمثل، كتب أليكس ستاموس، المدير السابق لشعبة الأمن في شركة «فيسبوك» العملاقة، والذي يدير الآن مركزاً للأمن السيبراني في مدينة ستانفورد شمال شرقي لندن، على حسابه في «تويتر» أن «التقرير مليء بالأدلة الظرفية، ولكن دون دليل قاطع». وأضاف ستاموس قوله إن «الشيء المضحك هو أن شركة FTI الاستشارية تتصرف كما لو أنها تملك سلاح الجريمة، لكنها لم تتوصل بعد إلى كيفية اختباره».
وتتركز إحدى النقاط المثيرة للجدل حول نظام تشفير «واتساب» للرسائل بين المستخدمين، والذي ذكر التقرير أنه «من المستحيل فعلياً فك تشفير محتويات برنامج التنزيل لتحديد ما إذا كان يحتوي على فيروس ضار». وهذا يعني أن الباحثين لم يتمكنوا من استنتاج ما إذا كان ملف الفيديو الذي أرسل من حساب «واتساب» التابع للأمير محمد بن سلمان فعلاً يحتوي فيروسا ضارا، وما إذا كان الغرض هو اختراق هاتف بيزوس.
كما شكك بيل ماركزاك، وهو باحث كبير في مؤسسة «سيتزن لاب»، في ادعاء التقرير، مؤكداً أنه من الممكن فك تشفير محتويات ملفات «واتساب». ولإثبات ذلك نشر ماركزاك على موقع «ميديوم» رابطاً لتعليمات كيفية فك التشفير ورمزه.
وعلى المنوال نفسه، قال متحدث باسم «فيسبوك» إن معدي التقرير التابعين لشركة FTI، لم يتواصلوا حتى مع شركة «واتساب» لطلب المساعدة قبل أن يعدوا تقريرهم.
ولم ترد شركة FTI على رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية التي أرسلتها لها وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء سعياً وراء الحصول على تعليق والإجابة عن بعض الأسئلة الغامضة. وقالت الشركة في بيان لها إن جميع التقارير التي تقدمها لعملائها تعتبر سرية، وإن الشركة لا «تعلق على أو تؤكد أو تنكر تعاملاتها مع العملاء».
من جانبه، قال مات سويش، وهو رجل أعمال فرنسي ومؤسسة شركة الأمن السيبراني «كوماي تكنولوجيز»، إن ملف الفيديو (الضار) من المفترض أن يكون على جهاز الآيفون (التابع لبيزوس) لأن تقرير الشركة أظهر لقطة له على شاشة الهاتف. وأضاف: «إذا تم حذف الملف فكان ينبغي على التقرير ذكر ذلك، وإذا لم يُحذف فعلى التقرير أن يشرح لماذا لا يمكن استعادة الفيديو. لكنهم لم يفعلوا ذلك... وهذا يدل على ضعف جودة التحقيق».
وكان التقرير الذي أعدته شركة FTI قد أشرف عليه أنتوني فيرانت، الرئيس السابق لقسم الأمن السيبراني في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي ونُشر يوم الأربعاء الماضي.
واعتمد التقرير في استنتاجاته على ما اعتبره الكم الكبير غير المعتاد للبيانات التي أُرسلت من هاتف بيزوس «آيفون» X» » في غضون الـ24 ساعة التي أعقبت تسلمه ملف الفيديو من حساب «واتساب» التابع للأمير محمد بن سلمان، في 1 مايو (أيار) 2018، أي بعد شهر من تبادل أرقام الهواتف بين الأمير وبيزوس، وفق ادعاء التقرير. كما ادعى التقرير أن حجم ملف الفيديو يشير إلى أنه قد تم تضمين حمولة برامج ضارة.
لكن السعودية نفت ما جاء في التقرير وقالت إنه غير واقعي. كما وصف وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود هذه المزاعم بأنها «تخمين بحت»، وقال إن المملكة تتطلع إلى رؤية أي دليل حقيقي.


مقالات ذات صلة

عام مذهل لمليارديرات أميركا... كم ارتفعت ثرواتهم في 2024؟

الولايات المتحدة​ رزمة من الدولارات الأميركية من فئة 100 دولار (رويترز)

عام مذهل لمليارديرات أميركا... كم ارتفعت ثرواتهم في 2024؟

وصفت مجلة «نيوزويك» الأميركية عام 2024 بأنه كان عاماً مذهلاً لمليارديرات أميركا، حيث ارتفع صافي ثرواتهم الجماعية بمئات المليارات من الدولارات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» جيف بيزوس (أ.ب)

بعد علاقة متوترة... جيف بيزوس يتناول العشاء برفقة ترمب في فلوريدا

شوهد مؤسس شركة «أمازون» جيف بيزوس وهو يتجول في مقر إقامة الرئيس المنتخب دونالد ترمب بولاية فلوريدا، في وقت متأخر من ليلة الأربعاء حيث تناول العشاء معه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص تقدم «APS» أدوات تحليل بيانات فورية تساعد التجار على مراقبة المعاملات واتخاذ قرارات ذكية خلال فترات الذروة (أدوبي)

خاص «أمازون» تنتهز موسم الرياض لإثبات حضورها في خدمات الدفع الإلكتروني

تعالج «أمازون لخدمات الدفع الإلكتروني» تحديات الطلب المرتفع من خلال حلول قابلة للتطوير وبنية تحتية مصممة للتعامل مع زيادات الطلب بسلاسة.

نسيم رمضان (لندن)
الولايات المتحدة​ مؤسس شركة «أمازون» الأميركية العملاقة جيف بيزوس متحدثاً في لاس فيغاس (أ.ب)

عمالقة التكنولوجيا يخطبون ودّ ترمب… بالملايين

اصطف مليارديرات صناعة التكنولوجيا الأميركيون، وآخرهم مؤسس «أمازون» جيف بيزوس، لخطب ود الرئيس المنتخب قبل عودته للبيت الأبيض من خلال تبرعات بملايين الدولارات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ شعار شركة «أمازون» في مركز لوجيستي للشركة في فرنسا - 8 أغسطس 2018 (رويترز)

بعد «ميتا»... «أمازون» ستتبرع بمليون دولار لصندوق تنصيب ترمب

تعتزم شركة «أمازون» التبرُّع بمليون دولار لصندوق تنصيب دونالد ترمب، ضمن خطوات لشركات التكنولوجيا العملاقة لتحسين العلاقة مع الرئيس الأميركي المنتخَب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.