لندن تعتبر رفض واشنطن تسليمها زوجة دبلوماسي «إنكاراً للعدالة»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني (أرشيفية-رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني (أرشيفية-رويترز)
TT

لندن تعتبر رفض واشنطن تسليمها زوجة دبلوماسي «إنكاراً للعدالة»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني (أرشيفية-رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يصافح بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني (أرشيفية-رويترز)

ندّدت المملكة المتحدة اليوم (الجمعة) برفض الولايات المتحدة تسليمها زوجة دبلوماسي أميركي متّهمة بأنها مسؤولة عن حادث سير مميت في بريطانيا، معتبرة أنه «إنكار للعدالة».
وفي 27 أغسطس (آب) الماضي، قضى هاري دان البالغ من العمر 19 عاماً، في حادث تصادم بين دراجته النارية وسيارة آنا ساكولاس في وسط بريطانيا. وكانت السائقة غير المعتادة على القيادة على اليسار، تقود سيارتها على الجهة الخاطئة من الطريق قرب القاعدة الأميركية حيث يعمل زوجها. وأثار مقتل الشاب تأثرا كبيرا لدى الرأي العام في بريطانيا.
وتُضاف القضية إلى المسائل الخلافية بين لندن وواشنطن، بما فيها المشروع البريطاني لفرض ضرائب على الشركات الرقمية العملاقة واحتمال تكليف شركة «هواوي» الصينية بشبكة إنترنت الجيل الخامس «5 جي» في المملكة المتحدة، في وقت تنوي الحكومة البريطانية التفاوض بشأن اتفاق تجاري جديد مع الولايات المتحدة بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وأوضح متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في تصريح حصلت الوكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منه أنه «في وقت الحادث وأثناء كامل مدة إقامتها في المملكة المتحدة، كانت السائقة وهي مواطنة أميركية، تتمتع بالحصانة». وأضاف أن عملية التسليم في حال حصلت «كانت ستزيل معنى الحصانة الدبلوماسية وكانت ستشكل سابقة مقلقة للغاية».
لكن هذا التصريح بدا غير كاف بالنسبة إلى لندن. وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية البريطانية «نشعر بخيبة أمل لهذا القرار، الذي يبدو أنه إنكار للعدالة». وأضافت «ندرس بشكل عاجل الإمكانيات المتاحة لنا» لمواجهة الموقف.
وبعد أن كرر وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب شعور بريطانيا بخيبة الأمل أثناء مكالمة هاتفية مع السفير الأميركي لدى لندن وودي جونسون، أكد في بيان أن «المملكة المتحدة كانت ستتصرّف بطريقة مختلفة لو أن الأمر تعلق بدبلوماسي بريطاني في الولايات المتحدة».
واستناداً إلى الحصانة الدبلوماسية، عادت آنا ساكولاس (42 عاماً) وهي أم لثلاثة أطفال، إلى الولايات المتحدة بعد وقت قصير من حصول الحادث.
وأدان القضاء البريطاني ساكولاس في أواخر ديسمبر (كانون الأول) بالقيادة الخطرة التي تسببت بالموت. وكانت النيابة العامة البريطانية أطلقت آلية تسلّم، في قرار اعتبرته واشنطن «تجاوزاً».
وقالت أسرة الضحية إنها «لم تُفاجأ البتة» بالرفض الأميركي. ونددت في بيان بالإدارة الأميركية معتبرة أنها «بلا ضمير ولا قانون» ومستعدة «لمهاجمة أقرب حلفائها على الساحة الدولية».
وأثارت هذه القضية توترا دبلوماسيا بين البلدين اللذين يرتبطان بـ«علاقة خاصة» واجهت اختباراً صعباً في السنوات الأخيرة.
واعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنه «حادث مروّع» مشيراً إلى أنه قضاء وقدر وإلى صعوبة أن يعتاد سائق أميركي على القيادة على اليسار.
وفي حين تحدثت الصحافة البريطانية عن وقوع حوادث أخرى قرب القاعدة العسكرية في وسط بريطانيا، قال الوزير راب بأن «الأعمال التي تهدف إلى تحسين السلامة المرورية حول قاعدة كرويتن يجب أن تتواصل».
ورغم هذه النكسة، تعتزم أسرة هاري دان مواصلة معركتها لإحقاق العدالة وتنظّم تظاهرة أمام القاعدة الأحد في الثاني من فبراير (شباط)، وفق ما أعلن المتحدث باسمها راد سيغر عبر شبكة «بي بي سي».
ودعا أيضاً رئيس الوزراء بوريس جونسون إلى القيام بالمزيد من الخطوات وحثه على لقاء الأسرة «ليقول لنا ماذا ينوي أن يفعل».



حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.