تركيا: لن نرسل مزيداً من العسكريين إذا استمر وقف إطلاق النار في ليبيا

TT

تركيا: لن نرسل مزيداً من العسكريين إذا استمر وقف إطلاق النار في ليبيا

أعلنت تركيا أنها لن ترسل المزيد من العسكريين إلى ليبيا، حال الالتزام بوقف إطلاق النار، في وقت تواصل فيه مجموعة من العسكريين مهامها التدريبية للقوات التابعة لحكومة الوفاق، برئاسة فائز السراج.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، إن بلاده «تواصل تقديم الخدمات الاستشارية لأشقائها الليبيين... لدينا في ليبيا فريق للتدريب والاستشارات يقدم الدعم لأشقائنا الليبيين، ونواصل خدماتنا الاستشارية هناك».
وأضاف أكار، في تصريحات أمس، أن تركيا لديها ماضٍ يعود إلى 500 عام وصداقة وأخوة وتاريخ وثقافة مشتركة مع ليبيا، مبرزاً أن الاتفاقات التي أبرمتها مع حكومة السراج متوافقة مع القانون، وأن الأمم المتحدة تعترف بهذه الحكومة.
ووقّعت تركيا مذكرتَي تفاهم مع حكومة السراج في 27 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أولاهما تتعلق بالتعاون العسكري والأمني، والأخرى بتحديد مناطق السيادة في البحر المتوسط. وقد أرسلت تركيا عسكريين إلى ليبيا، بناءً على طلب من حكومة السراج، وأعلنت أنها ستبدأ خلال العام الجاري التنقيب عن النفط في المناطق التي حددتها مذكرة التفاهم البحرية مع ليبيا.
لكن التحركات التركية تواجه رفضاً من دول المنطقة، فضلاً عن الاتحاد الأوروبي الذي يعارض قيام تركيا بالتنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل قبرص، الدولة العضو بالاتحاد، وفرض عقوبات على تركيا لهذا السبب.
في سياق متصل، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده أرسلت إلى العاصمة الليبية طرابلس عدداً محدوداً من المستشارين العسكريين، وليس مئات الكتائب المقاتلة، مؤكداً أنها لن ترسل المزيد منهم ما دام تم احترام وقف إطلاق النار.
وأضاف أوغلو أن موافقة جميع الأطراف المشاركة في مؤتمر برلين حول ليبيا، على مخرجاته الـ55 تعد بداية جيدة لحل الأزمة القائمة في هذا البلد، مؤكداً وجوب التزام أطراف الصراع في ليبيا بوقف إطلاق النار.
في سياق ذلك، أوضح أوغلو أن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فائز السراج، وافق على البيان الختامي لمؤتمر برلين، وعلى البند الإضافي الذي ينص على امتناع جميع الأطراف المعنية عن إرسال قوات إلى ليبيا إذا استمر وقف إطلاق النار. وقال بهذا الخصوص لصحيفة «بيلد» الألمانية، أمس، إن قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر «لم يبدِ موقفاً إيجابياً أو سلبياً حيال مخرجات مؤتمر برلين... وإذا استمرت الحرب في ليبيا، فإن استقرار المنطقة سيكون مهدداً، وقد استندنا في دعمنا لحكومة السراج إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2259 ولدينا اتفاقية تعاون أمني مع ليبيا».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.