ليبيا: اتهامات متبادلة بخرق الهدنة بموازاة إغلاق حقول للنفط

«الخطوط الأفريقية» تنفي نقل مرتزقة من تركيا

TT

ليبيا: اتهامات متبادلة بخرق الهدنة بموازاة إغلاق حقول للنفط

اتهمت القوات الموالية لـ«حكومة الوفاق» الليبية برئاسة فائز السراج في العاصمة طرابلس، قوات «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، أمس، بانتهاك الهدنة المعلن عنها منذ يوم الأحد الماضي، فيما نفى مسؤول عسكري بارز بالجيش الوطني لـ«الشرق الأوسط» هذه الاتهامات.
وذكرت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها قوات موالية للسراج، ارتكاب قوات حفتر «خرقاً جديداً لوقف إطلاق النار»، مشيرة إلى أنها «فتحت النار في محور الخلاطات». كما نقلت وسائل إعلام محلية عن أحد قادة قوات السراج بمحور طريق المطار أن قوات الجيش حاولت منذ صباح أمس التسلل واستفزاز قوات الوفاق من خلال إطلاقها النار عليهم، واتهم قوات الجيش بإطلاق قذيفة هاون سقطت على أحد المنازل الواقعة خلف خزانات النفط ما أدى إلى اشتعال النيران فيه. في المقابل، نفى قيادي بارز بالجيش الوطني هذه الاتهامات، وقال إن قوات الجيش ما زالت ملتزمة بالهدنة ولم تقدم على أي تحرك عسكري على الأرض في مختلف المحاور، رغم تعرضها لما وصفها باستفزازات متكررة من الميليشيات المسلحة الموالية لحكومة السراج. وأبلغ القيادي، الذي طلب عدم تعريفه، وهو من أبرز مساعدي حفتر، أن قوات الجيش ستدخل إلى المدينة سلما أو حربا. ومع ذلك، فقد بدا أقل تفاؤلا بما سينتج عن مؤتمر برلين، حيث أضاف: «لست متفائلا كثيرا... القضية التي نحملها على عواتقنا، هي تحرير هذا الوطن من الإرهاب».
من جهة أخرى، تواصلت أمس عملية إغلاق المزيد من حقول النفط في ليبيا من قبل قبائل وجماعات مؤيدة للجيش الوطني، حيث أعلن بشير الشيخ زعيم حراك غضب فزان، نسبة إلى منطقة صحراء فزان بجنوب غربي ليبيا، أن الحراك يستعد لإغلاق حقلي الشرارة والفيل للدفع بمطالب اقتصادية وأمنية.
ونقلت وكالة «رويترز» عنه قوله: «نحن الآن نستعد لإغلاق حقلي الشرارة والفيل. حتى الآن لم نغلق (الحقلين). ويبلغ إنتاج حقل الشرارة نحو 300 ألف برميل يوميا، بينما ينتج حقل الفيل نحو 70 ألف برميل يوميا، وكلاهما يخضع لسيطرة قوات الجيش الوطني. وكانت مؤسسة النفط الموالية لحكومة السراج أعلنت حالة القوة القاهرة أول من أمس في موانئ النفط بعد ساعات فقط من إغلاق موانئ وحقول في الشرق، واتهمت قوات الجيش الوطني بأنها تقف وراء هذا الإغلاق، الذي حذرت من أنه سيؤدي إلى خسائر في إنتاج النفط بمقدار 800 ألف برميل يوميا، أي أكثر من نصف الإنتاج الكلي للبلاد».
من جهته، اتهم اللواء أحمد المسماري الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأنه يقود الإرهاب بمختلف مكوناته ويقود العصابات الإجرامية المسلحة في طرابلس من خلال قواته المسلحة، وقال إنه كان مسؤولا عن نقل مقاتلين من معسكرات في ليبيا إلى تركيا ومن تركيا إلى سوريا. ولفت في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس في مدينة بنغازي بشرق البلاد إلى أن «قاعدة معيتيقة بطرابلس أصبحت قوة عسكرية تركية خالصة»، مضيفا «أكثر من 2000 إرهابي تم نقلهم إلى ليبيا من تركمان سوريا وميليشيات لواء سمرقند وسلطان مراد ونور الدين زنكي وعناصر إرهابية أخرى تمول من قطر، عن طريق مطاري معيتيقة ومصراتة». وبعدما اتهم المخابرات التركية بالإشراف على نقل الإرهابيين من مالي وتشاد والنيجر، رأى المسماري أن «إردوغان مسؤول عن الإرهاب في تركيا من خلال تجنيد مئات الشباب من أوروبا في تنظيمي (داعش) و(القاعدة) والزج بهم في الحرب بسوريا»، معتبرا أن إردوغان يحاول التسويق لأمور غير واقعية للرأي العام الدولي وللتأثير على مؤتمر برلين. وأكد أن تركيا تدعم حكومة السراج، التي تتكون قواتها من مجموعة ميليشيات مدرجة على لائحة مجلس الأمن، كما تأوي بعض المطلوبين دوليا. ونفى المسماري مسؤولية الجيش الوطني عن إغلاق الحقول والموانئ النفطية الذي قال إنه نتاج حراك شعبي وبمحض الإرادة الشعبية.
من جانبها، قالت شركة الخطوط الأفريقية الليبية إن مقطع الفيديو المتداول لمقاتلين سوريين وهم على متن طائرة تابعة لها نقلتهم من تركيا إلى ليبيا، تمّت فبركته خارج مطارات المنطقة الغربية. وهددت الشركة في بيان أمس بأنها ستقاضي «كافة المتورطين في نسج هذه المؤامرة التي تهدف للنيل من سمعة الشركة وإثارة الرأي العام ضدها»، على حد تعبيرها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.