انتقدت الصين مسؤولين في الولايات المتحدة ودول أخرى لتهنئتهم رئيسة تايوان تساي إينغ ون بإعادة انتخابها بفارق كبير، فيما اعتبرته بكين مناقضا لحملتها ضد الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.
وحققت تساي، التي روجت لنفسها كمدافعة عن القيم الديمقراطية الليبرالية في مواجهة بكين، نتائج استثنائية في الانتخابات الرئاسية السبت. وأصدر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وكذلك دبلوماسيون كبار في بريطانيا واليابان، بيانات تهنئة لتساي والانتخابات الديمقراطية في الجزيرة، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأدانت بكين، التي تعتبر تايوان جزءا من أراضيها، تلك البيانات معتبرة أنها تنتهك مبدأ الصين الواحدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جينغ شوانغ: «تعبر الصين عن استيائها العميق ومعارضتها الشديدة لذلك». وأضاف شوانغ في بيان «نعارض أي شكل من أشكال التواصل الرسمي بين تايوان، والدول التي لها علاقات دبلوماسية مع الصين». وحاولت الصين أيضا التقليل من فوز تساي والتشكيك في شرعية حملتها، إذ اتهمها الإعلام الصيني الرسمي أمس بـ«الغش» وباتباع «أساليب قذرة».
وفازت إينغ ون التي ركزت حملتها على مهاجمة بكين، بـ57. 1 في المائة من الأصوات، رغم حملة التخويف الاقتصادية والدبلوماسية التي شنتها السلطات الصينية المركزية لعزل الجزيرة. وكتبت وكالة أنباء الصين الجديدة في افتتاحيتها: «من الواضح أن هذه ليست انتخابات طبيعية»، وأضافت أن تساي والحزب التقدمي الديمقراطي استخدما «أساليب قذرة مثل الغش والقمع والترهيب للحصول على الأصوات».
واتهمت افتتاحية أخرى الرئيسة المنتخبة بشراء أصوات، وحمّلت «قوى خارجية ظلامية» جزءا من مسؤولية نتائج الانتخابات.
واعتبرت الوكالة الصينية أن فوز تساي إينغ ون التي حصلت على 8.1 مليون صوت، متجاوزة نتائجها في الانتخابات الرئاسية عام 2016 مجرد «ضربة حظ»، وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها وتعهدت سابقا استعادة السيطرة عليها: «ولو بالقوة إذا احتاج الأمر».
ويسود التوتر ضفتي مضيق تايوان لرفض تساي الاعتراف بمبدأ وحدة تايوان والصين ضمن بلد واحد، وهو ما تطالب به السلطة الشيوعية.
واعتبرت جريدة «غلوبال تايمز» ذات التوجه القومي أن هذا التوتر «مدبر» من قبل تساي إينغ ون وحزبها لـ«لتخويف التايوانيين من القارة».
وأطلقت بكين، منذ وصول تساي إينغ ون إلى السلطة في 2016، حملة تخويف اقتصادية وسياسية ودبلوماسية على أمل دفع الناخبين لدعم مرشح أكثر قربا منها، لكنها لم تنجح.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الصينية في بيان مقتضب بعد إعادة انتخاب تساي إينغ ون: «بصرف النظر عن التغييرات التي تحدث في الوضع الداخلي في تايوان، لن تتغير الحقيقة الأساسية المتعلقة بعدم وجود سوى صين واحدة في العالم، وأن تايوان جزء من الصين».
بكين تنتقد واشنطن لتهنئتها رئيسة تايوان بالفوز في الانتخابات
وسائل إعلام صينية اتّهمت تساي بـ«الغش» و«القمع» و«الترهيب»
بكين تنتقد واشنطن لتهنئتها رئيسة تايوان بالفوز في الانتخابات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة