تصاريح دفن الموتى والعملة المعدنية على خط الإشاعات في مصر

TT

تصاريح دفن الموتى والعملة المعدنية على خط الإشاعات في مصر

دخلت تصاريح دفن الموتى والعملة المعدنية «الفكة» على خط الإشاعات في مصر، أمس، ما دفع الحكومة المصرية للتحرك، ونفي مزاعم تتعلق «بفرض ضريبة على تصاريح دفن الموتى، ونقص العملة المعدنية».
وفي تحرك رسمي للرد على إشاعات ترددت على بعض المواقع الإلكترونية، وصفحات التواصل الاجتماعي، وأثارت غضباً وبلبلة في الشارع، نفت الحكومة أمس «بيع أصول الدولة، وتغيير شكل العملة الورقية فئة العشرة جنيهات، وانتشار أسراب الجراد على الحدود».
وكشف «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» أنه في ضوء ما تردد من أنباء حول قيام الحكومة بحصر أصول الدولة، وتسجيلها إلكترونياً في قاعدة بيانات موحدة، تمهيداً لبيعها، فقد تواصل مع وزارة المالية التي أكدت أنه «لا نية لبيع أي من أصول الدولة. والهدف الأساسي من حصر أصول الدولة، وإعداد قاعدة بيانات موحدة لها، هو تعظيم استغلال هذه الأصول بالشكل الأمثل، الذي يدر أعلى عائد للدولة، بهدف تحقيق فائض لصالح مشروعات التنمية المستقبلية، دون التفريط في أي من هذه الأصول».
في سياق آخر، نفت «المالية» فرض ضريبة قدرها 150 جنيهاً على تصاريح دفن الموتى، مؤكدة أن «تصاريح الدفن، وشهادات الوفاة، تصدر مجاناً دون تحصيل أي ضرائب أو رسوم»، موضحة أنه «لا يتم فرض أي ضرائب جديدة إلا بنص قانوني، وبعد موافقة مجلس النواب المصري (البرلمان)».
كما نفت «المالية» أيضاً وجود أزمة في توفر العملة المعدنية «الفكة»، مؤكدة أن «هناك سيولة في توفرها بكافة فئاتها بالأسواق، دون أي عجز»، وأن «مصلحة الخزانة العامة وسك العملة تعمل بكامل طاقتها التشغيلية، وهناك احتياطي من العملة المعدنية المساعدة (الفكة)، يتم من خلاله تلبية احتياجات المواطنين».
وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن بلاده تواجه أنواعاً مختلفة من التحديات، منها ما وصفه بـ«حرب نفسية وأكاذيب» تستهدف «إثارة الشك والحيرة وبث الخوف والإرهاب».
كما تكذب الحكومة المصرية أسبوعياً ما تقول إنه «إشاعات تستهدف نشر البلبلة بين المواطنين»، وتناشد من وقت لآخر المواطنين «بتحري الدقة والموضوعية ‏في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية للتأكد قبل نشر ‏معلومات لا تستند إلى أي حقائق».
ودخلت العملة الورقية على خط الإشاعات أمس، وبهذا الخصوص قال «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء»، إن «البنك المركزي نفى ما تردد بشأن تغيير تصميم العملة الورقية فئة العشرة جنيهات»، مؤكداً أن «كافة العملات النقدية الورقية المتداولة بالأسواق كما هي تماماً، دون أي تغيير، أو طرح لأي عملات ورقية جديدة».
في غضون ذلك، نفت الحكومة ما تردد من أنباء حول تهجير سكان منطقة «علم الروم» بمحافظة مطروح، قسرياً، وذلك في إطار خطة تطوير المنطقة، موضحة أن «تطوير المنطقة يهدف إلى رفع كفاءة الخدمات بها، وتحسين الأحوال المعيشية لساكنيها؛ حيث يتم تطوير شبكات المياه والصرف الصحي، ومد خطوط الغاز الطبيعي، دون المساس بأي حق من حقوق المواطنين المقيمين بها». كما نفت أيضاً أنباء بشأن انتشار أسراب الجراد على الحدود؛ حيث أكدت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي «امتلاكها خطة متكاملة للتصدي لأي هجوم للجراد في أي منطقة على مستوى مصر، فضلاً عن قيامها برفع حالة الطوارئ القصوى كإجراء احترازي، وتنفيذ عمليات مسح شاملة بشكل يومي، تحسباً لأي هجوم مفاجئ للجراد».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».