المصري رامي يوسف يفوز بجائزة أفضل ممثل في «غولدن غلوب» (فيديو)

«1917» مفاجأة الحفل... و«نتفليكس» حصدت جائزة واحدة

رامي يوسف (أ.ب)
رامي يوسف (أ.ب)
TT

المصري رامي يوسف يفوز بجائزة أفضل ممثل في «غولدن غلوب» (فيديو)

رامي يوسف (أ.ب)
رامي يوسف (أ.ب)

فاز الممثل المصري رامي يوسف بجائزة أفضل ممثل في مسلسل كوميدي أو موسيقي، عن دوره في مسلسل «Ramy»، في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب» في نسختها السابعة والسبعين بمدينة لوس أنجليس، مساء أمس (الأحد).
وعبر الممثل المصري عن فرحته خلال الكلمة، عقب تسلم الجائزة قائلاً: «أريد أن أشكر الله. الله أكبر»، ومازح الحضور بأنه يعلم أن الحاضرين في الحفل لم يشاهدوا مسلسله.
https://twitter.com/nbc/status/1214013690078322689
كما فاز فيلم «باراسيت» بجائزة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، ليصبح أول فيلم كوري جنوبي يفوز بهذه الجائزة. ويتناول الفيلم الذي أخرجه المخرج بونغ جون هو، قصة أسرة كورية فقيرة تدمج نفسها في حياة عائلة ثرية.
وفجر الفيلم الدرامي «1917» الذي تدور أحداثه عن الحرب العالمية الأولى مفاجأة، بحصوله على جائزة أفضل فيلم درامي، ونال مخرجه سام منديز جائزة أفضل مخرج، ليتفوق الفيلم بذلك على الفيلمين المتصدرين للتوقعات «قصة زواج» (ماريدج ستوري) و«الآيرلندي» (ذي أيرش مان) وكلاهما من إنتاج شركة «نتفليكس».

وحصل فيلم «وانس آبون آتايم إن هوليوود» الذي تدور أحداثه في الستينات من القرن الماضي، وأنتجته شركة «سوني بيكتشرز» على جائزة أفضل فيلم كوميدي -موسيقي، وخرج من الحفل بالنصيب الأكبر بثلاث جوائز، حسبما ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء.
وخرج فيلم «ذي أيرش مان» للمخرج مارتن سكورسيزي خالي الوفاض، في ليلة مخيبة للآمال لمنصة البث الرقمي «نتفليكس»، قد تؤثر على فرصها في حفل جوائز الأوسكار في فبراير (شباط).
ونشرت الصفحة الرسمية لجوائز «غولدن غلوب» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أسماء الفائزين بالجوائز في الحفل.
ونالت «نتفليكس» جائزة واحدة فحسب في سباق الأفلام، بعدما ذهبت جائزة أفضل ممثلة مساعدة للورا ديرن، عن دورها كمحامية طلاق قاسية في فيلم «ماريدج ستوري».

وفي أول حضور لها بموسم الجوائز، لم تنل منصة البث «أبل تي في بلس» التابعة لشركة «أبل» أي جائزة من الترشيحات الثلاثة لها عن مسلسل «البرنامج الصباحي» (ذا مورنينغ شو).
وحصل المخرج منديز على جائزة أفضل إخراج عن فيلم «1917» الذي أنتجته شركة «يونيفرسال»، الذي لا يضم ممثلين معروفين، وبدأ عرضه في الولايات المتحدة قبل عشرة أيام فحسب. وقال منديز وقد بدت عليه الدهشة: «هذه مفاجأة كبيرة. أتمنى أن يعني هذا أن الناس سيذهبون لمشاهدته».
وحصل الممثل يواكين فينكس الذي جسد شخصية «الجوكر»، والممثلة رينيه زلويجر التي جسدت شخصية المغنية جودي جارلاند في فيلم «جودي» على جائزتي التمثيل في فئة الدراما، بينما نال الممثل تارون إيجرتون والممثلة أكوافينا جائزتي التمثيل في فئة الكوميديا - الأعمال الموسيقية، عن فيلمي «روكت مان» و«الوداع» (ذا فيرويل).

وحصل المخرج كوينتن تارانتينو على جائزة أفضل سيناريو، عن فيلمه «وانس آبون آتايم إن هوليوود»، بينما نال الممثل براد بيت جائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في الفيلم.
وتخلى الممثل الكوميدي البريطاني ريكي جيرفيس الذي قدم الحفل للمرة الخامسة، عن الحذر تماماً، وألقى النكات اللاذعة عن هيمنة منصات البث الرقمي، وعن التنوع، وفضائح هوليوود الجنسية، الأمر الذي قوبل بضحكات متوترة من مشاهير الصناعة.

وفازت باتريشيا أركيت عن دورها في مسلسل «ذا آكت» التلفزيوني بجائزة أفضل ممثلة مساعدة، في سلسلة محدودة أو فيلم تلفزيوني.
وفي سباق التلفزيون، كان مسلسل «الميراث» (ساكسشن) من إنتاج شركة «إتش بي أو» والمسلسل البريطاني الكوميدي «فليباج» من إنتاج منصة «أمازون» أكبر الفائزين.
وفاز الممثل السويدي ستيلان سكارسغارد بجائزة أفضل ممثل مساعد في مسلسل تلفزيوني، عن دوره مسلسل «تشيرنوبل»، من إنتاج شبكة «إتش بي أوه».
 



مسرح المرأة... خشبةٌ تصرخ نيابةً عن النساء الصامتات

غالبية المسرحيات التي تُنتجها ميشيل فنيانوس تعالج قضايا المرأة وهواجسها (صور فنيانوس)
غالبية المسرحيات التي تُنتجها ميشيل فنيانوس تعالج قضايا المرأة وهواجسها (صور فنيانوس)
TT

مسرح المرأة... خشبةٌ تصرخ نيابةً عن النساء الصامتات

غالبية المسرحيات التي تُنتجها ميشيل فنيانوس تعالج قضايا المرأة وهواجسها (صور فنيانوس)
غالبية المسرحيات التي تُنتجها ميشيل فنيانوس تعالج قضايا المرأة وهواجسها (صور فنيانوس)

ليست العلاقة بين ميشيل فنيانوس والمسرح قديمة العهد ولم تنشأ عن سابق تصوّر وتصميم، لكن فيها من الصلابة ما يدفع بهذه السيدة اللبنانية إلى الوقوف في بهو المسرح لاستقبال الجمهور، قبل كل عرضٍ من عروض المسرحيات التي تُنتجها.

فنيانوس آتيةٌ من عالم العلاقات الدولية والدبلوماسية، لكنّ الشغف غلب التخصّص. يوم اطّلعت من الممثلة وفاء حلاوي عام 2022 على قصة مسرحية «مفروكة»، قررت الانغماس بما اعتبرته قضيّة ثقافية واجتماعية وليست مغامرة فنية فحسب.

المنتجة اللبنانية ميشيل فنيانوس (صور فنيانوس)

«مفروكة»

اليوم، وبعد 4 مسرحيات أنتجتها و3 سنواتٍ في المجال، بات يُنظر إلى فنيانوس كإحدى الأيادي الفاعلة في تحريك عجلة المسرح اللبناني، لا سيّما ذلك الذي يرفع لواء حقوق المرأة.

أولى خيبات فنيانوس النسائية أنها لا تستطيع أن تمنح جنسيتها لأولادها، بما أنها لبنانية متزوّجة من أجنبي. «كلنا ضحايا غياب قانون للأحوال الشخصية خاص بالنساء»، تقول لـ«الشرق الأوسط». هكذا كانت الحال بالنسبة إلى بطلة «مفروكة» التي تَحوّل طلاقها إلى كابوس، فقط لأنها امرأة. «تعاطفتُ مع قصتها وتولّيت الإنتاج التنفيذي للمسرحية، ومنذ ذلك الحين كرّت سبحة المسرحيات».

الممثلات وفاء حلاوي ومروى خليل وسيرينا الشامي في مسرحية «مفروكة» (إنستغرام)

«شو يا قشطة»

جاءت الخيبة النسائية الثانية على هيئة تحرّشٍ لفظيّ تعرّضت له فنيانوس. تزامنَ ذلك مع تجربة مشابهة حصلت مع حلاوي. تمخّضت عن الصدمة مسرحيةٌ جديدة هي «شو يا قشطة»، عُرضت في 2024 ويتجدّد عرضُها حالياً. كان ذاك العنوان الجذّاب كافياً ليضاعف أعداد المشاهدين. لكن ما إن أبصروا ملامح المسرحية، حتى فهموا ألّا ترفيه هنا ولا مزاح.

تشرح فنيانوس كيف أنّ «الجرأة بلغت مداها في (شو يا قشطة)، بما أن العمل طرح قضايا التحرّش والاغتصاب والعنف الأسَري والزوجي والسطوة الذكوريّة». تذكر أنّ كثيراتٍ ممّن شاهدن المسرحية لم يتحمّلن وطأتها إلى درجة البكاء، «لأنها أيقظت لديهنّ صدماتٍ مؤلمة سبق أن تعرّضن لها». أما معظم الرجال من بين الجمهور، فصُدموا بما لم يكونوا يعرفونه عن معاناة المرأة.

بلغت مسرحية «شو يا قشطة» ذروة الجرأة في طرح قضايا المرأة (صور فنيانوس)

تقول فنيانوس إنها تتعمّد دعوة وزراء، ونوّاب، وقضاة، ومحامين، وممثلين عن الأجهزة الأمنية إلى المسرحيات التي تنتجها؛ «بأيديهم قرار التغيير. صحيح أننا نحن أهل المسرح غير قادرين على التشريع ولا على سنّ القوانين ولا على تبديل مجتمع بأكمله، لكننا على الأقلّ نضيء على المشكلة ونقوم بواجبٍ توعويّ».

«24 ساعة من حياة امرأة»

منذ «مفروكة»، مروراً بـ«شو يا قشطة»، وصولاً إلى «24 ساعة»، تحوّل المسرح الذي تبنّته ميشيل فنيانوس إلى خشبةٍ تصرخ نيابةً عن النساء الصامتات.

الصرخة الثالثة تُطلقها مسرحية «24 ساعة» المقتبسة عن الرواية الشهيرة للكاتب النمساوي ستيفان زفايغ «24 ساعة من حياة امرأة». انطلق عرض المسرحية باللغتَين الفرنسية والعربية في مسرح «لو مونو» (Le Monnot) في بيروت قبل أيام. تتولّى البطولة المنفردة الممثلة اللبنانية الفرنسية جوانا خلف، أما الإخراج فللصينيّة الفرنسية جي تشِن.

«تقول هذه المسرحية إنّ حياة المرأة لا تنتهي بوفاة زوجها أو انفصالها عنه»، توضح فنيانوس. على طريقتهما، وبكثيرٍ من السلاسة والأنوثة والسينوغرافيا الشبيهة بالتطريز، تُحطّم الممثلة والمخرجة المحرّمات المرتبطة بالمرأة الأرملة. «تضيء المسرحية الجديدة على حق المرأة في الحب وفي التعبير عن إحساسها، حتى في الوقت الذي لا يحلّل لها المجتمع ذلك»، تشرح فنيانوس. «لكنها تغوص في المقابل بالخسائر التي قد تتعرّض لها المرأة بسبب الطرف الآخر».

الوجع يتحدّث...

كمُنتجة، أول ما يَنده فنيانوس هو النص المسرحي. «أكثر ما لفتَني في عمل جوانا خلف هو تعريبُها الوفي والمحترف للنص الفرنسي». تحرص المنتجة، ومهما بلغت جرأة مسرحياتها، على عدم قطع ذاك الخيط الرفيع بين الصراحة والابتذال. تؤكّد: «لا أتهاون في هذا الموضوع، خصوصاً أن القضايا المطروحة في مسرحِنا دسمة ودقيقة جداً. هدفُها إنسانيّ توعويّ ولا يتحمّل الاستخفاف». تذهب أبعد لتقول: «بما أنّ المسرحيات كلها نابعة من معاناة واقعية، فليس الإبداع وحدَه مَن يتحدّث فيها، بل الوجع كذلك».

بالتعاون مع فريقها، تتابع فنيانوس عملية الإنتاج خطوةً بخطوة؛ من اختيار عنوان المسرحية، مروراً بتصميم الملصق والحملة التسويقية، وليس انتهاءً بتأمين الميزانية الإنتاجية والإشراف على المبيع.

تنغمس ميشيل فنيانوس بكل تفصيلة من العملية الإنتاجية للمسرحية (صور فنيانوس)

بالحديث عن الميزانيات والأرقام، كانت تعرف فنيانوس مسبقاً أنّ «الإنتاج المسرحي في لبنان ليس مشروعاً مربحاً ولا يؤمّن الاستدامة»، وقد تأكدت من الأمر مع مرور المسرحيات. تعلّق بالقول: «كلّما كانت القضايا المطروحة أكثر دسامةً وجدّيّة، صار التحدّي الجماهيري أكبر. لكن رغم الصعوبات، لديّ إصرار على الاستمرار والاستثمار».

نساءٌ ملهمات

تُلهمها فناناتٌ مثل بيتّي تَوتل، وزينة دكّاش، وأنجو ريحان سردنَ حكاياتهنّ وحكايات نساءٍ صامتات فوضعن حجراً أساساً في «مسرح المرأة»، وساهمنَ مثلَها في النهضة المسرحية التي تشهدها بيروت مؤخّراً. بنظرِها، فإنّ «مسرح المرأة» أصبح واقعاً في لبنان، إلا أنه ما زال «يحتاج إلى لفتةٍ من وزارة الثقافة لعلّه يسلك درب المهرجانات الدوليّة».

ممثلات رائدات في مسرح المرأة: بيتّي توتل زينة دكّاش وأنجو ريحان (إنستغرام)

على قائمة الملهِمات كذلك، والدتها «التي حطّمت محرّمات كثيرة ولم تُشعرني يوماً بأنني غير متساوية مع الرجل». تنضمّ إلى القصص المؤثّرة في حياتها، سيرة الأديبة اللبنانية مي زيادة التي امتزج فيها الإبداع بالتراجيديا. وفق فنيانوس فإنّ «تلك الحكاية تعبّر عن حالنا كنساءٍ عربيات، فمهما بلغت قدراتنا العقلية والإبداعيّة ستبقى مُسيّجة بإطار من الظلم».

لكن في يوم المرأة العالمي، تأخذ فنيانوس إجازة من سرديّات الظلم اللاحق بالمرأة، فتحدّث نفسها قائلةً: «لا تنظري إلى الخلف. واصلي السير. ستصلين يوماً ما». المحطة المقبلة على روزنامة المشوار الطويل مع المسرح الهادف، عملٌ يحمل طابعاً وطنياً من المقرر أن يُعرض في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.