المغرب: الأساتذة المتعاقدون يتوعدون بشن إضرابات متتالية

TT

المغرب: الأساتذة المتعاقدون يتوعدون بشن إضرابات متتالية

خاض عدد من الأساتذة المتعاقدين في المغرب إضراباً وطنياً لمدة يومين، انتهى أمس، لكنهم توعدوا بشن إضراب جديد مدته أربعة أيام متتالية أواخر يناير (كانون الثاني) الحالي، وتنظيم مسيرة وطنية في 29 من الشهر نفسه في الدار البيضاء، بهدف الضغط على وزارة التربية والتعليم لتلبية مطالبهم. وقال أعضاء التنسيقية المضربين إن نسبة المشاركة في الإضراب كانت عالية في عدد من الأكاديميات.
وأوضحت التنسيقية، في بيان لها، أن هذه الخطوات الاحتجاجية تأتي في «ظل تعاطي الحكومة والوزارة الوصية اللامسؤول مع ملف الأساتذة، الذين فرض عليهم التقاعد، بعدم فتح حوار حقيقي يفضي إلى الحل النهائي للملف المطلبي في شموليته، المتمثل في إسقاط مخطط التقاعد، وإدماج جميع الأساتذة المتعاقدين».
واعتبرت تنسيقية الأساتذة المتعاقدين أن «الدولة تستمر في سياسة التجاهل، منشغلة بتنزيل شعاراتها الرنانة (اللاتمركز، العدالة المجالية والجهوية المتقدمة)، ومتناسية أن أساس الوطن هو التعليم».
وحمّلت التنسيقية «المسؤولية التامة للوزارة الوصية على الزمن الدراسي المهدور للمتعلمين»، كما حملت الحكومة «المسؤولية التاريخية لما ستؤول إليه الأوضاع في الأيام المقبلة».
في سياق ذلك، جددت التنسيقية الوطنية لأساتذة التعاقد رفضها لـ«مخطط التعاقد والتوظيف العمومي الجهوي»، مطالبة «بإدماج جميع الأساتذة في أسلاك الوظيفة العمومية دون قيد أو شرط، عاجلاً وقبل فوات الأوان».
وأعادت الإضرابات الجديدة للأساتذة المتعاقدين مطلع العام الجديد ملفهم إلى الواجهة، بعد سلسلة احتجاجات خاضوها طوال الأشهر الماضية، استمر بعضها 6 أسابيع متتالية، وانتهت بتعليق الإضراب بعد اجتماعات عقدتها وزارة التربية والتعليم مع ممثلي التنسيقية ونقابات التعليم المساندة لهم؛ حيث قررت الوزارة «توقيف جميع الإجراءات الإدارية والقانونية المتخذة بحق بعض الأساتذة، وصرف الأجور الموقوفة، وإعادة دراسة وضعية الأساتذة الموقوفين». إلا أن الوزارة ظلت متشبثة بنظام التعاقد ولا تنوي التراجع عنه.
وترى الحكومة المغربية أن نظام التوظيف بالتعاقد «خيار استراتيجي»، جاء ضمن توصيات الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم، والميثاق الوطني لإصلاح منظومة التعليم. وقد لجأت الحكومة إلى فرض التعاقد من أجل سد العجز الحاصل في فئة المدرسين، و«العجز المهول في المنظومة التعليمية في المغرب»، بالنظر إلى أن المدرسين المحالين على التقاعد أكبر بكثير من الذين يتم توظيفهم بطريقة نظامية.
وساهم نظام التوظيف بالتعاقد في تقليص الاكتظاظ في أقسام التدريس في مختلف المستويات الدراسية.
إلا أن عدداً من المدرسين المتعاقدين، الذين وافقوا في البداية على هذا النظام تراجعوا، وأصبحوا يطالبون بإلحاقهم بنظام الوظيفة العمومية، بدل نظام التعاقد الذي شرعت الحكومة في اعتماده في قطاع التعليم في 2016، رافضين كل التعديلات التي أدخلتها الحكومة على النظام.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».