هذه هي مقالتي الأولى في عام 2020 ومن البديهي أن تكون البدايات موزعة ما بين أمنيات وأهداف وطموحات... أمنياتي لكم جميعاً بالصحة والعافية وراحة البال وأمنياتي لرياضتنا العربية أن تنهض وترتقي لمستوى طموحات شعوبها، خاصة أن الكثير من الدول العربية لديها الإمكانيات البشرية أو المادية أو الاثنتان معاً كي نكون شيئاً مهماً على الخريطة العالمية وليس مجرد ضيوف شرف أو عابري سبيل أو أصحاب استضافات رائعة وأظن أنه من الغريب والمعيب أن ينال سباح واحد من الميداليات الذهبية والفضية ما ناله كل العرب عبر تاريخ مشاركاتهم في دورات الألعاب الأولمبية منذ انطلاقها قبل 124 سنة علما بأن العرب (كل العرب) أحرزوا خلال 124 سنة من العمر الأولمبي 108 ميداليات ملونة منها 26 ذهبية و27 فضية 55 برونزية (بداية المشاركات العربية كانت في دورة استوكهولم السويدية عام 1912) فيما حقق سباح أميركي واحد هو مايكل فيلبس 28 ميدالية هي 23 ذهبية وثلاث فضيات وبرونزيتان يعني تقريباً نال من الذهب ما نالته 22 دولة عربية في 100 سنة خلال مشاركته في أولمبيادات أثينا 2004 وبكين 2008 ولندن 2012 وريو دي جانيرو 2016...
هذا الكلام مزعج جداً قياساً لحجم المنشآت الرياضية المرعبة الموجودة في العالم العربي وقياساً على الموارد البشرية والمواهب في رياضات غير كرة القدم مثل ألعاب القوى (المغرب العربي والسعودية أحياناً والبحرين وقطر حالياً) والسباحة (تونس ومصر وسوريا) والجمباز والملاكمة والمصارعة والكاراتيه والجودو والتايكواندو (مصر وسوريا والأردن والعراق والجزائر والمغرب) والرماية (مصر والكويت والإمارات) ورفع الأثقال (العراق وسوريا ومصر على الغالب) والفروسية (السعودية غالباً) ومواهب بالآلاف في بقية الألعاب إضافة إلى وسائل إعلام قوية جداً وعشرات القنوات الرياضية المتخصصة ومئات البرامج والصحف والملاحق وكل ما من شأنه أن يهيئ الفرصة لرياضة أهم وأقوى بكثير مما نراه حاليا ففي آخر دورة للألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو أحرز كل العرب ذهبيتين وأربع فضيات وثماني برونزيات فيما نال الكويتي فهيد الديحاني ذهبية الحفرة المزدوجة دبل تراب ومواطنه عبد الله الرشيدي برونزية السكيت، ولكن البطلين شاركا تحت العلم الأولمبي وليس علم بلادهما الكويت ولهذا لا يمكن احتساب الميداليات (رسمياً) ضمن الحصيلة العربية، إلا أننا لا يمكن أن نغفل الظروف التي رافقت هذه المشاركة وأنا سأضم الرقم للحصيلة العربية التي تبقى في مطلق الأحوال (.....) وتركت الكلمة لكم بين قوسين لتضعوا ما ترونه مناسباً لجهد نحو 400 مليون عربي خلال بطولة فيها 28 لعبة للجنسين فهل يعقل أننا لم نجد سباحاً أو رافع أثقال أو عداء أو مصارعاً أو ملاكماً بين كل ملاعب ومنشآت وصالات العرب من غنيهم إلى فقيرهم يحمل لنا ربع أو خمس أو سدس أو واحداً بالعشرة ما حمله مايكل فيلبس إلى بلاده؟!
ألم يحن الوقت لنتعلم أن الميداليات تأتي من ألعاب غير كرة القدم التي نصرف عليها (دم قلبنا) ولم نحرز فيها أي ميدالية منذ 124 سنة ولم نتأهل إلا لدورها الثاني لثمانية منتخبات شاركت خلال 84 سنة من عمر كل كؤوس العالم؟!
كل عام وأنتم بخير 2020
كل عام وأنتم بخير 2020
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة