البرلمان التركي ربما يصوّت هذا الأسبوع على إرسال قوات إلى ليبيا

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال حديثه أمام أعضاء حزبه الحاكم الخميس الماضي في أنقرة (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال حديثه أمام أعضاء حزبه الحاكم الخميس الماضي في أنقرة (أ.ب)
TT

البرلمان التركي ربما يصوّت هذا الأسبوع على إرسال قوات إلى ليبيا

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال حديثه أمام أعضاء حزبه الحاكم الخميس الماضي في أنقرة (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال حديثه أمام أعضاء حزبه الحاكم الخميس الماضي في أنقرة (أ.ب)

طلب حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا من المشرعين أن يكونوا مستعدين للنظر في مقترح سيسمح بإرسال قوات إلى ليبيا، طبقا لما ذكرته قناة «تي.آر.تي» التلفزيونية التركية.
ونقلت وكالة «بلومبرج» للأنباء اليوم (السبت) عن قناة «تي.آر.تي» قولها إن الاقتراح ربما يتم طرحه في البرلمان في 30 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، قبل أسبوع من الموعد المقرر، وربما يُجرى التصويت في الثاني يناير (كانون الثاني) المقبل.
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد قال في وقت سابق إن البرلمان يمكن أن يصوت على الاقتراح في الثامن أو التاسع من يناير، في تمهيد لتدخل عسكري مباشر في ليبيا.
وطلبت حكومة «الوفاق» الليبية، أمس الجمعة، مساعدة عسكرية من أنقرة في مواجهة «الجيش الوطني» الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، على أن ترد تركيا على هذا الطلب، بحسب ما ذكر الجمعة متحدث باسم الرئيس التركي.
وقال فخر الدين ألتون في تغريدة على موقع تويتر «إن الحكومة الليبية طلبت مساعدة عسكرية من تركيا. وكما قال الرئيس إردوغان، سنحترم بالطبع اتفاقنا».
وأضاف ألتون «نحن ندعم الحكومة الشرعية المعترف بها دوليًا في ليبيا. على القوى الخارجية أن تكف عن دعم الجماعات غير الشرعية (المقاتلة) ضد الحكومة الليبية».
وتابع «بما أننا ندعم الحكومة الليبية، فنحن لا نريد أن تصبح ليبيا منطقة حرب»، محذراً من «أن هذه القوى الإقليمية التي تعمل على إنعاش الأنظمة القمعية» غير المشروعة «تنشط في ليبيا، ولن تنجح جهودها لتشكيل حكومات عميلة».
وكان البرلمان التركي صادق الأسبوع الماضي على اتفاق للتعاون العسكري والأمني وقع بين تركيا وحكومة الوفاق، ما يتيح لانقرة تعزيز حضورها في ليبيا.
ودخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ الخميس بعد نشره في الجريدة الرسمية.
وللمبادرة إلى نشر قوات قتالية في ليبيا، على الحكومة التركية الحصول على موافقة البرلمان على تفويض منفصل بذلك، كما تفعل كل عام لإرسال عسكريين إلى العراق وسوريا.
كذلك، وقعت أنقرة خلال زيارة السراج لها في 27 نوفمبر (تشرين)، اتفاقا لترسيم الحدود البحرية تنوي الاستفادة منه لتفرض نفسها لاعبا لا يمكن تجاوزه في استغلال المحروقات في شرق المتوسط، الأمر الذي أثار غضب اليونان ومصر وقبرص وإسرائيل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.