انعقدت بعد ظهر الاثنين في محكمة مدينة أنتويرب شمال بلجيكا الجلسة الخامسة من جلسات الاستماع في قضية تجنيد وتسفير الشباب للقتال في الخارج، وخصوصا في سوريا والعراق، والتي يحاكم فيها 46 شخصا منهم 37 شخصا يحاكمون غيابيا لوجود عدد منهم حتى الآن في مناطق الصراع، ومعظم الأسماء في لائحة الاتهام مرتبطة بجماعة تعرف باسم «الشريعة في بلجيكا». وخصصت جلسة أمس لآخر المرافعات، وتحدث محامي متهم بلجيكي يدعى مايكل، ومحامي شخص آخر من أصول إسلامية يدعى حسين ترددت أنباء عن وفاته في القتال بسوريا، وحضر الجلسة 5 متهمين فقط بينما سمح للثلاثة الآخرين بالغياب وحضور فريق الدفاع نيابة عنهم، وفور انطلاق الجلسة طلب القاضي من شقيق المتهم الأول فؤاد بلقاسمي مغادرة القاعة بعد أن وجه كلمات إلى أحد المتهمين ويدعى جيجوين، اعتبرتها المحكمة إهانة للمتهم جيجوين، الذي أدت اعترافاته عقب عودته من سوريا إلى بدء التحقيقات في هذا الملف وتعاون مع رجال التحقيق بالإجابة على كل الأسئلة حسب ما ذكره محاميه في مرافعاته، وبعد وقت قصير من انطلاق الجلسة تقرر أيضا خروج أحد الحضور من المتابعين للجلسة داخل القاعة، بحسب ما ذكره الإعلام المحلي. ويتبقى جلسة الاثنين القادم، وستخصص للاستماع إلى تعقيب الادعاء العام على ما ورد في مرافعات الدفاع خلال الجلسات السابقة. وكانت المحكمة استمعت إلى مرافعات الدفاع عن 7 من المتهمين في جلسات سابقة وطالبوا بالبراءة.
وحددت المحكمة يوم العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني) القادم موعدا لانتهاء المسار القضائي في هذا الملف. وكانت الجلسة الأولى انعقدت نهاية الشهر الماضي وحصل الادعاء العام على فرصة لمرافعاته، وأشار إلى أن لديه من الأدلة ما يكفي لجعل القضاء ينظر إلى جماعة الشريعة في بلجيكا على أنها حركة إرهابية بحسب ما جاء على لسان أنا فرانسن رئيسة مكتب الادعاء العام البلجيكي.. التي أشارت إلى أن هناك عددا من الأشخاص في عداد الموتى ولكن لا بد أن تتأكد المحكمة من هذا الأمر، وأن المحكمة هي الجهة الوحيدة المختصة بتأكيد ثبوت وفاة الأشخاص الـ9 في قائمة المتهمين.
يذكر أن غالبية المتهمين يحاكمون غيابيا لوجودهم حاليا في الخارج للمشاركة في العمليات القتالية، وخصوصا في سوريا والعراق. ومن بين المتهمين يوجد 7 أشخاص ممن اعتنقوا الإسلام، ويعتبر 16 شخصا من بين المتهمين بمثابة قيادات في جماعة «الشريعة في بلجيكا» وعلى رأسهم المغربي فؤاد بلقاسمي الموجود حاليا في السجن ويواجهون أحكاما قد تصل إلى 15 عاما بالسجن، بينما هناك أعداد أخرى كان لها دور مساعد في أنشطة الجماعة ويواجهون أحكاما قد تصل إلى 5 سنوات بالسجن. كما يواجه 13 شخصا منهم اتهاما يتعلق باختطاف وسجن زميل لهم في سوريا يدعى جيجوين، ولذلك يعتبر الأخير متهما وضحية في نفس الوقت. ومسألة تسفير الشبان صغار السن إلى مناطق الصراعات للمشاركة في العمليات القتالية تثير منذ فترة قلقا في الأوساط السياسية والأمنية والاجتماعية بعدما أعلنت السلطات أن هناك 350 شخصا سافروا بالفعل وأحبطت محاولات أعداد أخرى بسبب التأثر بالفكر الراديكالي وخصوصا عبر الإنترنت.
يذكر أن السلطات البلجيكية قد أعلنت في وقت سابق أن هناك أكثر من 300 شاب يقاتلون حاليا في سوريا، وقد عاد عدد قليل منهم كما لقي عدد آخر مصرعهم هناك، وتعتبر بلجيكا واحدة من الدول المتضررة من مسألة تسفير الشباب الأوروبي إلى سوريا للقتال، وتجري مشاورات على مستويات مختلفة مع الدول الأخرى المتضررة من هذا الملف سواء في أوروبا أو على الحدود مع سوريا لإيجاد حلول للحد من سفر المزيد من الشباب إلى سوريا للقتال هناك.
بلجيكا: انتهاء المرافعات في جلسات المحاكمة في قضية تسفير أشخاص للقتال بالخارج
طرد شقيق المتهم الأول لإهانته متهما تعاون مع رجال التحقيق
بلجيكا: انتهاء المرافعات في جلسات المحاكمة في قضية تسفير أشخاص للقتال بالخارج
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة