بوتين يلوح بـ«خطة الطوارئ» لاستكمال «سيل الشمال 2»

استعدادات لبدء الإمداد عبر تركيا مطلع العام المقبل

سفينة «بايونيرينغ سبيريت» التي انسحبت في وقت سابق من مشروع «سيل الشمال 2» الروسي (رويترز)
سفينة «بايونيرينغ سبيريت» التي انسحبت في وقت سابق من مشروع «سيل الشمال 2» الروسي (رويترز)
TT

بوتين يلوح بـ«خطة الطوارئ» لاستكمال «سيل الشمال 2»

سفينة «بايونيرينغ سبيريت» التي انسحبت في وقت سابق من مشروع «سيل الشمال 2» الروسي (رويترز)
سفينة «بايونيرينغ سبيريت» التي انسحبت في وقت سابق من مشروع «سيل الشمال 2» الروسي (رويترز)

فيما يترقب العالم الخطوة المقبلة لروسيا عقب إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات من شأنها عرقلة خطط موسكو لاستكمال خط أنابيب «سيل الشمال 2» الذي يصل إلى ألمانيا، ذكرت صحيفة «كوميرسانت» اليومية نقلا عن مصادر لم تسمها أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن لدى بلاده «سفينة متخصصة في مد خطوط الأنابيب» يمكنها استكمال بناء خط أنابيب الغاز المعني.
وأفادت كوميرسانت أن بوتين تحدث عن السفينة أمام تجمع لكبار رجال الأعمال في روسيا في وقت متأخر من الأربعاء. وقال - بحسب الصحيفة - إن مدة تنفيذ المشروع «ستطول» لعدة أشهر بسبب العقوبات.
وفرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب عقوبات الأسبوع الماضي على خط الأنابيب «سيل الشمال 2» الذي تهدف موسكو من خلاله إلى تجنب مرور غازها بأوكرانيا وزيادة إمدادات الغاز عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا، وهي أكبر عميل للطاقة الروسية. وعلقت شركة أوولسيز السويسرية الهولندية، التي تعمل في مد خط الأنابيب باستخدام سفينتين هما بايونيرينغ سبيريت وسوليتير، العمل لتجنب العقوبات الأميركية.
وفي 2016 اشترت شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم سفينة متخصصة في مد خطوط الأنابيب اسمها «الأميرال تشيركاس» لاستخدامها كملاذ أخير إذا أوقفت شركات أوروبية العمل في «سيل الشمال 2». وقال مصدر في غازبروم إن متوسط سرعة تشيركاس في مد خطوط الأنابيب أبطأ من بايونيرينغ سبيريت؛ لكنه لم يقدم تقديرا محددا. ووفقا لبيانات رفينيتيف، فإن تشيركاس راسية حاليا في ميناء ناخودكا الروسي على المحيط الهادي.
وفي وقت سابق أكد رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف توفر بديل لدى «غازبروم» (عن الشركة التي انسحبت) لمواصلة أعمال مد الأنابيب، وقال إن إنجاز المشروع سيتطلب نتيجة العقوبات وقتا إضافيا، حدده بـ«عدة أشهر»، ورأى أنه لا يوجد في هذا كله «ما يدعو للقلق»، لا سيما على ضوء توقيع اتفاقية الترانزيت مع أوكرانيا، وفق ما نقلت عنه صحيفة «آر بي كا».
وقبل إعلان واشنطن عن عقوبات على الشركات التي تشيد «سيل الشمال 2»، قال مسؤولون روس إن خط الأنابيب سيعمل قبل منتصف عام 2020 أو قرب ذلك الموعد. وأكد ديميتري كوزاك، نائب رئيس الحكومة الروسية أن بلاده ستنجز المشروع، وعبر عن ثقته باستمرار التعاون في مجال الغاز مع الاتحاد الأوروبي و«التوصل إلى حل وسط» بشأن التأخير بسبب العقوبات الأميركية.
ويأتي ذلك بينما تستعد روسيا لافتتاح شبكة أنابيب «السيل التركي» في الموعد المحدد، على الرغم من العقوبات الأميركية، وذلك بعد أن استكملت عملياً جميع الخطوات الضرورية، بما في ذلك إنجاز أعمال مد الأنابيب في صربيا وبلغاريا، التي تمر عبرها الشبكة نحو الأسواق الأوروبية.
وتشير آخر تطورات مشروع «السيل التركي» لنقل الغاز الروسي إلى تركيا، وعبرها إلى الأسواق الأوروبية، أن العقوبات الأميركية الأخيرة لن تتمكن من عرقلته، أو التأثير على الجدول الزمني لبدء ضخ الغاز عبره إلى أوروبا. ويستعد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان للمشاركة في حفل رسمي يوم 8 يناير (كانون الثاني) القادم في تركيا، للإعلان عن بدء ضخ الغاز عبر هذا «السيل»، الذي يمتد من روسيا عبر قعر البحر الأسود، حتى البر التركي، ومن هناك نحو بلغاريا وصربيا لتزويد مناطق جنوب شرقي أوروبا بالغاز. وتتألف الشبكة من أنبوبين، واحد لتلبية احتياجات السوق التركية، والآخر للسوق الأوروبية.
وبينما تتواصل الاستعدادات لهذا الحدث، أعلنت صربيا يوم أمس عن الانتهاء من مد الجزء من الأنبوب الأوروبي من شبكة «السيل التركي»، بطول 403 كم، وبذلك انتهت أعمال ربط الشبكة من تركيا حتى بلغاريا ومن ثم صربيا، وصولا إلى هنغاريا. في غضون ذلك لم يتضح الموقف بعد بالنسبة لـ«سيل البلقان»، أي الجزء من أنبوب «السيل التركي» الذي يمر عبر الأراضي البلغارية. وكان بويكو بوريسوف، رئيس وزراء بلغاريا، قال في تصريحات مطلع الشهر الحالي إن العمل عبر الأنبوب البلغاري سيبدأ نهاية عام 2020، وفي رده على تصريحات بوتين، التي اتهم فيها بلغاريا بأنها «تتعمد المماطلة في مد الشبكة على أراضيها»، لم ينف بوريسوف «التأخير» في أعمال مد الشبكة، لكنه أحال ذلك إلى «إجراءات ضرورية كان لا بد من إنجازها»، وأكد «نقوم الآن، يوميا، بمد 5 كم من الأنابيب»، وعبر عن أمله بإنجاز كامل الأعمال مع نهاية العام القادم.
إلا أن فلاديمير مالينوف، مدير عام شركة «بلغار ترانس غاز» أكد في تصريحات يوم 9 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، لصحيفة «24 تشاسا» (24 ساعة)، أن منظومة شبكات نقل الغاز البلغارية قادرة على استقبال غاز «السيل التركي» اعتبارا من مطلع 2020، وأشار إلى أن 11 كم من الأنابيب فقط يتطلب مدها للربط مع تركيا، وقال إن هذا العمل سيتم إنجازه في أقرب وقت، وإن «بلغار ترانس غاز» ستبدأ عملية ملء هذا الأنبوب بالغاز، في الوقت الذي ستبدأ فيه تركيا بملء الجزء البري منه بالغاز. إلا أن هذا العمل سيتأخر قليلا عن موعد الافتتاح الرسمي للشبكة، وحسب توقعات مالينوف قد يبدأ الضخ عبر الأنبوب البلغاري في 15 أو 20 يناير.



صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
TT

صربيا تحذر من عقوبات أميركية على شركة تمدها بالغاز مدعومة من روسيا

مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)
مصفاة نفط نيس جوغوبترول في بانشيفو صربيا (أ.ب)

كشف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش أن الولايات المتحدة تخطط لفرض عقوبات على المورد الرئيسي للغاز لصربيا الذي تسيطر عليه روسيا.

وقال الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصربية إن صربيا أُبلغت رسمياً بأن قرار العقوبات سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يتلقَّ حتى الآن أي وثائق ذات صلة من الولايات المتحدة، وفق «رويترز».

تعتمد صربيا بشكل شبه كامل على الغاز الروسي الذي تتلقاه عبر خطوط الأنابيب في الدول المجاورة، ثم يتم توزيع الغاز من قبل شركة صناعة البترول الصربية (NIS)، المملوكة بحصة أغلبية لشركة احتكار النفط الحكومية الروسية «غازبروم نفت».

وقال فوسيتش إنه بعد تلقي الوثائق الرسمية، «سنتحدث إلى الأميركيين أولاً، ثم نذهب للتحدث إلى الروس» لمحاولة عكس القرار. وأضاف: «في الوقت نفسه، سنحاول الحفاظ على علاقاتنا الودية مع الروس، وعدم إفساد العلاقات مع أولئك الذين يفرضون العقوبات».

ورغم سعي صربيا رسمياً إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، فقد رفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى شحنات الغاز الروسية الحاسمة.

وقال فوسيتش إنه على الرغم من التهديد بالحظر، «لست مستعداً في هذه اللحظة لمناقشة العقوبات المحتملة ضد موسكو».

وعندما سئل عما إذا كان التهديد بفرض عقوبات أميركية على صربيا قد يتغير مع وصول إدارة دونالد ترمب في يناير، قال فوسيتش: «يجب علينا أولاً الحصول على الوثائق (الرسمية)، ثم التحدث إلى الإدارة الحالية، لأننا في عجلة من أمرنا».

ويواجه الرئيس الصربي أحد أكبر التهديدات لأكثر من عقد من حكمه الاستبدادي. وقد انتشرت الاحتجاجات بين طلاب الجامعات وغيرهم في أعقاب انهيار مظلة خرسانية في محطة للسكك الحديدية في شمال البلاد الشهر الماضي، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني). ويعتقد كثيرون في صربيا أن الفساد المستشري والمحسوبية بين المسؤولين الحكوميين أديا إلى العمل غير الدقيق في إعادة بناء المبنى، الذي كان جزءاً من مشروع سكة ​​حديدية أوسع نطاقاً مع شركات حكومية صينية.