حول العالم

واو الناموس
واو الناموس
TT

حول العالم

واو الناموس
واو الناموس

جبل واو الناموس ـ ليبيا:
وصفه مسؤولو مرصد الأرض التابع لوكالة «ناسا» الأميركية على النحو التالي: «لدى رؤيته من الفضاء، قليل من البراكين الخامدة يبدو على هذا القدر من الغرابة والروعة مثل واو الناموس».
هو عبارة عن جبل بركاني خامد جنوب وسط ليبيا، يبدو جلياً من الفضاء بفضل بحيرة من الرماد البازلتي الأسود المحيطة به والممتدة لمسافة تتراوح بين 6 و12 ميلاً حول الفوهة البركانية في تناقض رهيب مع الصحراء المحيطة. وداخل الفوهة، توجد 3 بحيرات تحيطها مساحات خضراء صغيرة من نباتات.
في قلب الصحراء الكبرى الشاسعة ورمالها الصفراء القاحلة تبرز بركة سوداء من رماد بركاني بازلتي تظهر جلية من الفضاء الخارجي وتمتد لمسافة تتراوح بين 6 و12 ميلاً حول فوهة جبل بركاني خامد يبلغ اتساعها ميلين وعمقها 330 قدماً تضم 3 بحيرات متلألئة تحيطها مساحات مرقطة من نباتات خضراء مثل البوص والنخيل ونباتات المستنقعات. هذا المزيج المدهش من الأسود والأخضر والأزرق في قلب الصحراء الصفراء هو جبل واو الناموس، الذي لا تزال أسئلة علمية كثيرة حول نشأته قائمة دونما إجابة. ومثلما يوحي الاسم، تجذب المنطقة إليها كميات هائلة من الناموس، لذا يتعين على الزائرين اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لحماية أنفسهم من خيم مخصصة لصد الناموس ومواد أخرى طاردة له.
يقع الجبل على بعد نحو 250 ميلاً من واحة سابها، ويمكن تنظيم زيارات للمنطقة انطلاقاً من المدن الليبية الكبرى، لكن ظروف الحرب تسببت في تقليص أعداد الجولات السياحية للجبل بدرجة كبيرة.
البحيرة المرقطة ـ كندا:
واحدة من الظواهر الطبيعية الاستثنائية على الأرض، وهي «المكان الأكثر سحراً في كندا». تقع البحيرة التي ظلت لغزاً محيراً لحقب طويلة في شمال غربي مدينة أوسيوس بكولومبيا البريطانية التابعة لكندا. وإذا واتتك الفرصة لزيارة المنطقة في الصيف ومع ارتفاع معدلات تبخر مياه البحيرة، لن تملك سوى أن تفغر فاك من الدهشة أمام مشهد من المؤكد أنك لن تراه بمكان آخر في العالم.
مع ارتفاع درجات الحرارة، تتبخر مياه البحيرة تاركة وراءها مئات البرك المالحة الضخمة التي تتنوع ألوانها بين الأصفر والأخضر والأزرق، لتبدو المنطقة بأكملها لوحة مرقطة بالألوان البراقة. وتقدر أعداد البرك الملونة بالبحيرة بـ365!
التفسير العلمي يشير إلى أن هذه البرك نتاج تركز شديد لمعادن منها الكالسيوم وكبريتات الصوديوم والماغنسيوم في الماء. كانت هذه المعادن وكذلك مجموعة من الأملاح قد انتقلت إلى المنطقة من التلال المحيطة. ويعتمد لون البرك على تركيز المعادن بكل منها. وظلت ملكية الأرض المحيطة بالبحيرة خاصة، حتى اشترتها منظمة «أوكاناغان نيشن»، الممثلة للسكان الأصليين لكندا، عام 2001 وحولتها إلى موقع ثقافي وبيئي يخضع للحماية. ولا يسمح لزوار المنطقة بالاقتراب بشدة منها أو الاستحمام بها، وجرى بناء حاجز حولها، وذلك لكونها منطقة ذات حساسية ثقافية وبيئية. يذكر أن سكان كندا الأصليين يؤمنون أن لمائها القدرة على الشفاء من أمراض.
وللوصول إليها، يمكن الانطلاق من فانكوفر في رحلة برية بالسيارة تستغرق نحو 4.5 ساعة، لكن للأسف لا تتوافر حالياً وسائل نقل عامة إلى البحيرة.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».