المحتجون يصعّدون ضد السلطات... ويردون على ابنة صدام

إضراب عن الطعام وحملة واسعة لقطع الطرق

متظاهرون يتجمعون في ساحة التحرير وسط بغداد أمس (أ.ف.ب)
متظاهرون يتجمعون في ساحة التحرير وسط بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

المحتجون يصعّدون ضد السلطات... ويردون على ابنة صدام

متظاهرون يتجمعون في ساحة التحرير وسط بغداد أمس (أ.ف.ب)
متظاهرون يتجمعون في ساحة التحرير وسط بغداد أمس (أ.ف.ب)

تلوح جماعات الحراك العراقي بإجراءات تصعيدية جديدة ضد السلطات وكتلها وأحزابها السياسية، بهدف إعاقة جهودها لترشيح شخصية سياسية تابعه لها لشغل منصب رئاسة الوزراء، خلفاً للمستقيل عادل عبد المهدي.
ودشن المحتجون في ساحة التحرير، أمس، أولى خطواتهم التصعيدية المتمثلة بإعلان الإضراب عن الطعام لحين تحقيق المطالب. وفي غضون ذلك، رد المحتجون في ساحة التحرير، أمس، على خطاب لرغد، الابنة الكبرى للرئيس الراحل صدام حسين، بمناسبة الذكرى السنوية لإعدامه عام 2006، أشادت فيه بالحركة الاحتجاجية. وحمل متظاهرون لافتات وضعت فيها صور الرئيس وابنته رفضوا فيها تدخلها. وتتهم بعض الفصائل المسلحة وأحزاب السلطة جماعات «البعث المنحل» بدعم المظاهرات والمشاركة فيها، فيما نفت ذلك جماعات الحراك، وعدتها محاولات للنيل من مظاهراتهم المحقة.
وعن الإجراءات التصعيدية الجديدة التي يعتزم المحتجون المباشرة فيها خلال الأيام المقبلة، يقول الناشط زيدون عماد الذي يعمل ضمن مجموعة «نازل آخذ حقي» الفاعلة في ساحة التحرير إن «شباب 96 خيمة تابعة للمجموعة في التحرير بدأوا فعلياً بالإضراب عن الطعام للضغط على الأحزاب والسلطات، وإرغامها على اختيار رئيس وزراء جديد بعيد عن سطوة الأحزاب».
ويؤكد عماد، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «المحتجين يقومون بمجموعة إجراءات تصعيدية أخرى في الأيام المقبلة، من بينها قطع الطرق الرئيسية في بغداد، في حال استمرت الكتل السياسية في المماطلة، بهدف اختيار رئيس وزراء يخدم مصالحها». وكشف عن قيام الناشطين بالاتصال المباشر برئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وإبلاغه بطريقة حاسمة بضرورة عدم طرح مرشح تابع للأحزاب، مضيفاً: «كما أوضحنا له أنه سيتحمل شخصياً نتيجة ذلك، وقلنا له بصريح العبارة إنك ستكون هدفنا التالي، وسنطلق حملة مضادة لك في جميع ساحات التظاهر في المحافظات، بما فيها محافظة الأنبار التي ينحدر منها».
ويشير عماد إلى أن «جماعات الحراك ستقوم في الأيام المقبلة باستهداف الشخصيات السياسية التي نعتقد أنها تعيق تحقيق مطالبنا بشكل مباشر لحين الإطاحة بها أو إرغامها على تغيير مواقفها».
كان ناشطون قد خرجوا في ساعات متأخرة من ليل الأحد إلى الشوارع، وقاموا بقطع مجموعة من الطرق في العاصمة بغداد، ضمنها طريق محمد القاسم للمرور السريع.
وتواصلت الاحتجاجات والإضرابات وعمليات قطع الطرق في غالبية محافظات وسط وجنوب العراق أمس. وفي هذا الاتجاه، يؤكد المحامي الناشط في محافظة واسط، محمد المشايخي، أن «عملية قطع الطرق والجسور المؤدية لمركز مدينة الكوت مستمرة، بجانب قطع غالبية الطرق الفرعية».
ويقول المشايخي لـ«الشرق الأوسط» إن «غالبية الدوائر والمؤسسات الرسمية متوقفة، باستثناء دوائر الصحة والبلدية؛ الجامعة والمعاهد والمدارس الإعدادية والمتوسطة متوقفة. وبعد الظهر، قطع محتجون الطريق الرابطة بين واسط ومحافظتي بغداد وميسان».
وللمرة الثانية منذ انطلاق الاحتجاجات مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، نظم أمس المئات من الطلبة في جامعة الأنبار مسيرة احتجاجية لدعم المظاهرات الشعبية، رغم الإجراءات التي تتبعها السلطات المحلية هناك لمنع التظاهر في المحافظة.
وتواصلت الاحتجاجات والإضراب في محافظة ذي قار الجنوبية، وقام محتجون أمس بإغلاق الطريق أمام شركة «زيباك» الصينية العاملة في حقل الغراف النفطي، في قضاء الرفاعي شمال المحافظة، للمطالبة بتوفير فرص عمل وحصر الوظائف في أبناء المدينة. كما قام محتجون بتسليم مقر حركة «حزب الله» السابق إلى دائرة صحة ذي قار، بعد أن استولت عليه الحركة طوال السنوات الماضية. وسبق أن أحرق المقر من قبل المتظاهرين في أثناء الهجمة على الأحزاب والفصائل المسلحة وحرق مقارها.
وواصل المتظاهرون في محافظة الديوانية، أمس، احتجاجاتهم الغاضبة، وقاموا بقطع الطريق الواصلة بين المحافظة وبغداد. وأبلغ ناشطون «الشرق الأوسط» أن «سحب الدخان الناجمة عن حرق الإطارات غطت سماء المدينة، إذ يستعمل المحتجون الإطارات المحترقة بشكل كبير لقطع غالبية الجسور والطرق الحيوية في المحافظة». ويؤكد الناشطون أن «المحتجين في الديوانية، وخلافاً لبقية جماعات الحراك، يتمسكون بإطاحة العملية السياسية بأكملها، وليس مجرد تغيير الوجوه أو الإتيان برئيس وزراء جديد».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.