تعديل حكومي في مصر... 6 وزراء جدد وتغيير مهام 4 آخرين

عودة «الإعلام»... دمج «السياحة» و«الآثار»... و«الاستثمار» مسؤولية مدبولي

السيسي يتوسط أعضاء الحكومة المعدلة أمس (الرئاسة المصرية)
السيسي يتوسط أعضاء الحكومة المعدلة أمس (الرئاسة المصرية)
TT

تعديل حكومي في مصر... 6 وزراء جدد وتغيير مهام 4 آخرين

السيسي يتوسط أعضاء الحكومة المعدلة أمس (الرئاسة المصرية)
السيسي يتوسط أعضاء الحكومة المعدلة أمس (الرئاسة المصرية)

بعد عام ونصف العام تقريباً، دخل التعديل الأول على تشكيل حكومة رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، وبموافقة البرلمان، أصبح هناك 6 وزراء جدد ضمن فريق العمل الحكومي، فيما تم تغيير مسميات ومهام 4 وزراء حاليين، وأدوا جميعهم، أمس، اليمين الدستورية لتولي مناصبهم أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتأتي تلك التعديلات على تشكيل الحكومة التي بدأت عملها في يونيو (حزيران) 2018، بعد إشارات سياسية وبرلمانية عدة بشأن قرب إجراء مجموعة من «الإصلاحات». ووفق التعديلات فقد أُسند إلى رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، منصبي الوزير المختص بشؤون الاستثمار، والوزير المختص بشؤون الإصلاح الإداري، فضلاً عن قيادة الحكومة.
وكذلك فقد جمع، الدكتور خالد العناني، حقيبتي السياحة والآثار وباتتا وزارة واحدة، فيما انتقل المستشار عمر مروان، من منصب وزير شؤون مجلس النواب، إلى تولي منصب وزير العدل، أما الدكتورة هالة السعيد، فقد باتت وزيرة للتخطيط والتنمية الاقتصادية، وغادرت الدكتورة رانيا المشاط، وزارة السياحة لإدارة شؤون «التعاون الدولي».
وقال مدبولي، في تصريحات عقب أداء اليمين الدستورية، إن كل «مسؤول سيبني على ما أسسه من سبقوه، ولن يبدأ أحد منهم من الصفر، أو يلغي ما نفذه من سبقوه».
وأوضح أن «ملفات الاستثمار، والإصلاح الإداري من الملفات التي تتشابك وتتداخل فيها عمل الكثير من الوزارات والجهات، ورغبة في دفع عجلة العمل والإنجاز بهما، تم الاستقرار على وضعهما تحت الإشراف المباشر لرئيس الوزراء، مع إعطاء صلاحيات واسعة لعمل الهيئة العامة للاستثمار في مجال التسويق والتوسع في إنشاء المناطق الحرة والاستثمارية، وتركيز عمل مجلس الوزراء على حل مشكلات المستثمرين التي تتداخل فيها الكثير من الجهات».
وشرح أنه «سيتم أيضاً إعطاء مهام الإسراع بملف الإصلاح الإداري للجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، مع تخصيص ملف التحول الرقمي ليكون تحت إشراف وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات».
وبعد نحو 5 سنوات من غيابها عن التشكيل الوزاري، عاد النائب أسامة هيكل، لتولي وزارة الإعلام، التي تولاها لشهور عام 2011 قبل أن يغادر منصبه.
برلمانياً، أعلن رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال، خلو مقعد النائب أسامة هيكل رئيس «لجنة الإعلام والثقافة والآثار»، الذي عين وزيراً للدولة للإعلام. وقال عبد العال، إنه «لا يجوز الجمع بين عضوية الحكومة ومجلس النواب، وأن يخلو مقعده النيابي من تاريخ تعيينه في الحكومة، ما لم يتقدم باعتذار خلال أسبوع».
ومن بين الوزراء الجدد، تولى الطيار محمد منار، وزارة الطيران المدني، ونيفين القباج، التضامن الاجتماعي، ومرزوق القصير، وزيراً للزراعة واستصلاح الأراضي، ونيفين جامع، وزيرة للتجارة والصناعة، والمستشار علاء الدين فؤاد، وزيراً لشؤون مجلس النواب.
مراسم اليمين الدستورية، شملت كذلك تعيين 11 نائباً في تخصصات مختلفة، لوزراء الاتصالات، والصحة، والطيران المدني، والتعليم العالي، والتربية والتعليم، والبترول، والزراعة، والإسكان والسياحة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».