نزع 7 آلاف لغم حوثي منذ بداية ديسمبر

انقلابيو اليمن يدفعون بتعزيزات إلى مريس الضالع

TT

نزع 7 آلاف لغم حوثي منذ بداية ديسمبر

تمكن مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لنزع الألغام في اليمن (مسام)، خلال الأسبوع الثالث من شهر ديسمبر (كانون الأول) الجاري، من انتزاع 1325 لغماً وذخيرة حوثية غير منفجرة ليصل بذلك مجموع ما تم نزعه منذ بداية ديسمبر ولغاية يوم 19 منه 7147 لغماً حوثياً.
وقال مدير عام مشروع «مسام» أسامة القصيبي، إن «الفرق الميدانية نزعت خلال الأسبوع الثالث من هذا الشهر 1325 لغماً وذخيرة غير منفجرة، ليصل بذلك مجموع ما تم نزعه منذ بداية ديسمبر إلى 7147».
وأضاف، وفقاً لما نقل عنه المركز الإعلامي للمشروع، أن «الفرق نزعت خلال الأسبوع الماضي 914 ذخيرة غير منفجرة وعبوتان ناسفتان، ونزعت خلال الأسبوع ذاته 397 لغماً مضاداً للدبابات و12 لغماً مضاداً للأفراد».
وذكر أن «ما نزعته فرق المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن مسام منذ أواخر يونيو (حزيران) 2018 ولغاية يوم 19 ديسمبر الجاري بلغ 118541 تنوعت بين ألغام، ذخائر غير منفجرة وعبوات ناسفة».
ويسعى المشروع السعودي في اليمن، ممثلاً بمركز الملك سلمان للإغاثة، إلى تطهير الأراضي اليمنية من الألغام والذخائر غير المتفجرة وتدريب كوادر وطنية يمنية على نزع الألغام.
وكانت القوات المشتركة ألقت القبض على خلية إرهابية حوثية تعمل على زراعة المفخخات والألغام في أحياء مديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة، غربا. وقال مصدر عسكري، في تصريح صحافي، وفقاً لما أورده موقع «مسام»، إنه «بعد فشل ميليشيات الحوثي في تحقيق أي تقدم في جبهات الساحل الغربي، لجأت عبر خلاياها إلى التسلل للأحياء المدنية الواقعة تحت سيطرة المقاومة وزراعة الألغام والمفخخات الإيرانية الصنع، في محاولة لقتل المزيد من المدنيين، لكن القوات المشتركة تمكنت من إفشالها والقبض على عدد من الخلايا الحوثية الخطرة».
وأضاف أن «الميليشيات تستخدم الأطفال والنساء في عملية زراعة المفخخات والألغام، بعد تدريبهم، وتلقينهم دورات حوثية طائفية»، مبيناً أن «العناصر التي ألقي القبض عليها بتهمة زراعة الألغام لن يعاملوا معاملة الأسرى، وسيخضعون لعقوبات صارمة ولا يمكن أن تتم مبادلتهم في إطار الصفقات، محذراً المدنيين من الرضوخ لإغراءات الحوثيين للقيام بأي عمل مماثل؛ لأنها جريمة تؤدي إلى مجازر إنسانية كبيرة ويذهب ضحيتها المدنيون».
إلى ذلك، ألقت قوات الشرطة العسكرية في تعز، صباح الأحد، القبض على سجناء متهمين بقتل مرافقي محافظ تعز في مدينة التربة، جنوباً، بعد ساعات من فرارهم.
وقال بيان صادر عن المركز الإعلامي لمحور تعز العسكري، إن «قوات الشرطة العسكرية تمكنت من إلقاء القبض على 10 سجناء بعد ساعات من فرارهم إلى مناطق مجاورة لمدينة التربة».
وأوضحت أن «10 سجناء متهمين بقتل مرافقي محافظ تعز نبيل شمسان، كانوا قد تمكنوا من الفرار من سجن الشبكة بمدينة التربة، في ساعات متأخرة من ليل السبت». وفي تعز، أيضاً، قال العقيد عبد الباسط البحر، نائب ركن التوجيه المعنوي بمحور تعز العسكري، إن «مجاميع مسلحة خارجة عن النظام والقانون في نقطة مستحدثة في منطقة الأصابح في التربة، أقدمت ظهر الأحد، على اختطاف سمير راشد الزريقي، مقرر اللجنة الأمنية في مديرية الشمايتين ومدير مكتب مدير المديرية».
واعتبر أن «اختطاف الزريقي يعد تصعيداً خطيراً وغير مبرر ولا يخدم الأمن والاستقرار في منطقة التربة، بل إنه يزيد من إشعال نار الفتنة التي يخطط لها المتربصون في تعز». وعلى الصعيد الميداني، في الجبهات المشتعلة بمحافظتي الحديدة، غربا، والضالع بجنوب البلاد، سادت أجواء من الهدوء الحذر مختلف النقاط المحورية الواقعة على خطوط المواجهات النارية بجبهات شمال وغربي محافظة الضالع منذ السبت وحتى صباح الأحد. ونقل المركز عن مصدر قيادي في اللواء السابع صاعقة، قوله إن «وحدة المدفعية التابعة لقوات اللواء استهدفت تعزيزات حوثية في منطقة شهور وبيت الشرجي كانت في طريقها إلى جبهتي الجب والفاخر بقعطبة»، وإن «ميليشيات الحوثي لا تزال تدفع بتعزيزات عسكرية ضخمة منذ أيام تصل تباعاً إلى جبهات الضالع، والنتيجة شنت الميليشيات سلسلة هجمات واسعة صوب مواقع القوات الجنوبية في مختلف جبهات الضالع الممتدة من الفاخر وحتى مريس وأيضاً جبهة الأزارق ولكن دون تحقيق أي نتائج تذكر سوى تكبيدها بالخسائر المادية والبشرية».
وبالانتقال إلى الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر، أفادت مصادر محلية بقيام ميليشيات الانقلاب بشن قصفها على الأحياء المكتظة بالسكان والأسواق الشعبية في مدينة حيس، جنوباً، حيث سقط عدد من القذائف على مقربة من منازل المواطنين وفي الأسواق دون ذكر الخسائر المادية وإن كان هناك إصابات أو قتلى بين أوساط المدنيين.
وقال بيان للمركز الإعلامي لقوات الوية العمالقة الحكومية إن «ميليشيات الحوثي تشن هجمات شبه يومية على حيس في محاولة منها لتحقيق تقدم يذكر، ولكن سرعان ما يتم إخماد كل تلك المحاولات الهجومية البائسة وتبوء بالفشل بفعل شجاعة واستبسال القوات المشتركة، وتتكبد ميليشيات الحوثي خسائر فادحة في العتاد والأرواح، حيث سقط في صفوف مسلحيها عشرات القتلى والجرحى بينهم قيادات، بالإضافة إلى تدمير عتادها من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة».
ونقل المركز عن العقيد أكرم دعاك، رئيس عمليات اللواء السابع عمالقة، تأكيده أن «القوات المشتركة تمكنت من التصدي لكل الهجمات التي تشنها ميليشيات الحوثي على مديرية حيس، والتي كان آخرها الهجوم الذي شنته الميليشيات مساء السبت».
وقال إن «القوات المشتركة تصدت لهجوم الميليشيات على المواقع، وكبدوا عناصرها خسائر في الأرواح، حيث سقط قتلى وجرحى من مسلحي الحوثي الذين هاجموا المواقع»، وإنه «مع تواصل الخروقات والهجمات الحوثية على مديرية حيس تتلقى الميليشيات هزائم متتالية وتتكبد خسائر فادحة خلال تصدي القوات المشتركة لتلك الهجمات».
وصباح الأحد، شنت ميليشيات الحوثي قصفاً على مواقع القوات المشتركة من الجيش الوطني في منطقة الجبلية بمدينة التحيتا، جنوب الحديدة، بـقذائف مدفعية الهاون الثقيل عيار 82، وبالأسلحة المتوسطة عيار 12.7، والأسلحة عيار 14.5 بشكل مكثف، علاوة على إطلاق نيران أسلحتها القناصة على المواقع.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.