وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات: 5 تهديدات تواجه الشرق الأوسط

قرقاش أكد أنه يتفق مع النظرة السعودية حول طبيعة العلاقة مع إيران

وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات: 5 تهديدات تواجه الشرق الأوسط
TT

وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات: 5 تهديدات تواجه الشرق الأوسط

وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات: 5 تهديدات تواجه الشرق الأوسط

شدد الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات على وجود حاجة ملحة إلى تعزيز الفهم المشترك للتحديات الإقليمية، وإلى اصطفاف التفكير الاستراتيجي من أجل كبح التهديدات الناشئة.
وأضاف: «لا يصح هذا الأمر أكثر مما يصح الآن وهنا في الشرق الأوسط حيث يرزح السلم والاستقرار الإقليميان مرة أخرى تحت التهديد»، مشيرا إلى أن التهديدات التي تواجها المنطقة اليوم أصبحت ذات عدد غير مسبوق، وتتضمن 5 تهديدات تتمثل في الحرب الطائفية في كل من العراق وسوريا والتي أشعلها الحكم القمعي، والصعود السريع لتنظيم داعش والذي يذكيه المقاتلون الأجانب من كل أنحاء العالم. إضافة إلى عنف الميليشيات وإخفاق الدولة في ليبيا، والهجمات على سيادة اليمن من المتمردين الحوثيين الذين يتلقون تمويلا أجنبيا، وأخيرا العنف في غزة في الآونة الأخيرة واستمرار احتلال إسرائيل لفلسطين.
وأكد قرقاش الذي كان يتحدث في الدورة الأولى من ملتقى أبوظبي للحوار الاستراتيجي الذي يستضيفه مركز الإمارات للسياسات، أنه وفي وجه هذه التهديدات «هناك حاجة واضحة للحوار المتزايد والعمل المنسق». وقال: إن «الإمارات العربية المتحدة تدرك مسؤولياتها الإقليمية وهي مستعدة للتصرف في سياق جهد جماعي».
وحول إيران قال الدكتور أنور قرقاش «إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية وإيران جاران ولدينا مسؤولية مشتركة حيال هذا الجوار، وفي هذا الصدد ترحب الإمارات بالمفاوضات النووية الجارية بين مجموعة 5+1 وإيران، على أننا نعد أن من المهم جدا أن يكون أي اتفاق مستقبلي مع إيران حول ملفها النووي اتفاقا محكما وخاليا من نقاط الضعف.. فالإخفاق في التوصل إلى اتفاق متماسك يمنع الانتشار النووي يمكن أن تكون له عواقب خطيرة ليس فقط في منطقتنا بل في مناطق أبعد بكثير وذلك من خلال تقويض نظام عدم الانتشار».
وأكد أنه يتفق تماما مع تعليقات الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في الآونة الأخيرة والتي جاءت عبر مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الألماني، حيث ميز وزير الخارجية السعودي ما بين إيران الدولة والمجتمع من جهة وإيران كسياسة خارجية توسعية وعدوانية، وقال: «نحن نرحب بالأولى ونعدها جارة جغرافية وتاريخية ذات أهمية كبيرة نرى تعاونا مشتركا مستمرا معها. لكن النزعة التوسعية المستمرة للنفوذ الإيراني في العالم العربي تشكل تهديدا للعلاقات الخليجية الإيرانية وللعلاقات العربية الإيرانية بوجه عام». وتابع: «تطول القائمة هنا وتشمل البحرين وسوريا والعراق ولبنان واليمن الذي انضم إلى القائمة على نحو دراماتيكي في الآونة الأخيرة»، وأضاف: «وإن الحقيقة التي مفادها أن هذه السياسة الخارجية طائفية بطبيعتها تجعل التوتر في المنطقة أكثر استفحالا. وإن علاقة عربية - إيرانية تعاونية ومريحة سوف تعتمد كثيرا على مبدأ عدم التدخل واحترام الكيانات الوطنية وسيادة السياسات الوطنية».
وأكد أن بلاده تمتلك رؤية واضحة وليست لديها طموحات للعب دور إقليمي أكبر بكثير، وقال: «سياستنا الخارجية في هذه الفترة الصعبة ستواصل دعم قوى الاعتدال والاستقرار والانفتاح، وهي سترفض محاولات إعادة تشكيل عالمنا وفق خطوط متطرفة وطائفية، ولهذا السبب كانت الإمارات عازمة ومستعدة لتحمل المسؤوليات إلى جانب شركائها لتعزيز ونشر الاستقرار والاعتدال والحيوية الاقتصادية وكذلك الديناميكية الاقتصادية».



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.