«إعلان وشيك» عن تشكيلة الحكومة التونسية الجديدة

تضم «النهضة» و«تحيا تونس» و«التيار» و«حركة الشعب»

TT

«إعلان وشيك» عن تشكيلة الحكومة التونسية الجديدة

أكد الحبيب الجملي، رئيس الحكومة التونسية المكلف، بعد اجتماع رباعي ضم كلاً من حركة النهضة برئاسة راشد الغنوشي، وحزب «تحيا تونس» بزعامة يوسف الشاهد، وحزب «حركة الشعب» بقيادة زهير المغزاوي، إضافة إلى حزب «التيار الديمقراطي» الذي يقوده محمد عبو، حدوث توافق حول عدد من القضايا المتعلقة ببرنامج الحكومة وميثاقها السياسي، وقال إنّه «لمس إيجابية لدى هذه الأطراف، ووعياً بضرورة العمل على إيجاد حلول للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية» في تونس.
وأسفر الاجتماع الذي قاده الجملي عن وضوح قائمة الأحزاب المستعدة للمشاركة في الائتلاف الحاكم، بعد أن أعلنت القيادات السياسية الأربعة المشاركة في الاجتماع قرب الحسم النهائي في القضايا الخلافية، والنظر في مدى مساهمة هذا «الرباعي» على مستوى الحقائب الوزارية التي ستسند لكل طرف سياسي على حدة.
وتمحورت جلسة المشاورات التي جمعت الجملي بممثلي الأحزاب السياسية الأربعة، حول محتوى الميثاق السياسي للحكومة والمحاور الكبرى لبرنامجها. كما تم التطرق إلى وثيقتين تقدمت بهما الأحزاب الأربعة المشاركة في المشاورات، تضم الأولى 16 نقطة اقترحت الأحزاب إدراجها في «الميثاق السياسي» الذي ستتم صياغته بهدف تحديد العلاقة بين مختلف الأطراف المشاركة في الائتلاف الحاكم.
أما الوثيقة الثانية، فتضمنت مطلب حزب التيار الديمقراطي (يسار) بخصوص إلحاق الشرطة العدليّة بوزارة العدل، وهيئات الرقابة بوزارة الوظيفة العمومية والإصلاح الإداري، علاوة على مناقشة عدد الحقائب الوزارية التي يرغب كل حزب سياسي في تقلدها.
وإثر الاجتماع الذي عقد الليلة قبل الماضية، وتواصل حتى يوم أمس، أعرب المكتب التنفيذي لحركة النهضة عن مساندته لكل الجهود والمشاورات التي يجريها رئيس الحكومة المكلف، معرباً عن أمله في أن يتم الإعلان عن أعضاء الحكومة الجديدة مطلع الأسبوع المقبل.
وكان راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، قد أشار بعد لقائه رئيس الحكومة المكلف، وبقية الأحزاب، إلى أن الاجتماع «لم يكن حاسماً، لكنه فتح الطريق لتجاوز التأخر في تشكيل الحكومة». كما تحدث الغنوشي عن إمكانية الإعلان عن تركيبة الحكومة بداية الأسبوع المقبل، مبرزاً أن «المفاوضات تجمع 4 أحزاب فقط... وكل منها سيعمل على الحصول على حصة ترضيه، دون أن يحقق كل طرف شروطه»، على حد تعبيره.
ورغم لهجة التفاؤل التي طبعت تصريحات الجملي، وحركة النهضة (إسلامية) التي رشحته لتشكيل الائتلاف الحاكم، فإن بقية الأطراف السياسية المشاركة في الاجتماع كانت لها تصريحات حذرة، إذ أكد زهير المغزاوي، رئيس حركة الشعب، مواصلة المشاورات حول تشكيل الحكومة، مشدداً على أن الحسم في الأمر سيوكل إلى مجلس وطني يعقد لهذا الغرض. وهو الموقف نفسه الذي أعلن عنه محمد عبو، رئيس حزب التيار الديمقراطي، حين أشار إلى أن موقفه النهائي سيكون بعد انعقاد مجلسه الوطني.
أما موقف حركة «تحيا تونس»، فقد جاء واضحاً على لسان مروان فلفال، القيادي في الحزب، حيث أكد أن القرار النهائي بخصوص المشاركة في الحكومة سيكون بيد المجلس الوطني الذي سينعقد خلال الـ24 ساعة المقبلة، مبرزاً أن قرار عدم المشاركة تم اتخاذه من طرف المجلس منذ العاشر من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأن تغيير الموقف أمام المستجدات والمتغيرات الحاصلة «يتطلّب انعقاد المجلس الوطني من جديد... وحركة (تحيا تونس) تفاعلت إيجابياً مع مبادرة الوساطة بين الفرقاء السياسيين، والاتصال ببقية الأحزاب أفضى إلى تقارب فيما بينها بخصوص مسار تشكيل الحكومة».
وفي غضون ذلك، سجل الاجتماع السياسي الخاص بتشكيل الحكومة غياب ممثلين عن حزب «ائتلاف الكرامة» الذي يتزعمه سيف الدين مخلوف، وهو ائتلاف سياسي يؤيد توجهات حركة النهضة. وكان هذا الائتلاف قد فاز بالمرتبة الرابعة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وحصل على 21 مقعداً برلمانياً، وهي نتيجة فاجأت الساحة السياسية بسبب التركيبة غير المتجانسة للأطراف التي دعمت هذا التحالف.
وكان من نتائج عدم التجانس هذا أن سجلت الكتلة البرلمانية 3 استقالات، إثر خلافات حول الفصل في ترؤس اثنتين من اللجان البرلمانية، وهي: لجنة تنظيم الإدارة وشؤون القوات الحاملة للسلاح، ولجنة الصناعة والطاقة والثروات الطبيعية والبنية الأساسية والبيئة.



لجنة الاتصال العربية: ندعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

لجنة الاتصال العربية: ندعم عملية انتقالية سورية - سورية جامعة

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.