السيستاني يطيح مشروع سليماني لفرض السهيل رئيساً لحكومة العراق

صالح يرمي بكرة «الكتلة الأكبر» في ملعب المحكمة الاتحادية

عراقيون يحملون نعوشا رمزية للقتلى من المحتجين خلال تظاهرة في النجف أمس (إ.ب.أ)
عراقيون يحملون نعوشا رمزية للقتلى من المحتجين خلال تظاهرة في النجف أمس (إ.ب.أ)
TT

السيستاني يطيح مشروع سليماني لفرض السهيل رئيساً لحكومة العراق

عراقيون يحملون نعوشا رمزية للقتلى من المحتجين خلال تظاهرة في النجف أمس (إ.ب.أ)
عراقيون يحملون نعوشا رمزية للقتلى من المحتجين خلال تظاهرة في النجف أمس (إ.ب.أ)

فيما دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني إلى إجراء انتخابات مبكرة في العراق وحذر من الذهاب إلى المجهول، رمى الرئيس العراقي برهم صالح بكرة «الكتلة الأكبر» في ملعب المحكمة الاتحادية بعد انتهاء المهلة الدستورية لتسمية رئيس وزراء جديد خلفا لعادل عبد المهدي الخميس قبل أن تمدد إلى يوم غد.
وقال ممثل المرجع الديني الأعلى الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة في كربلاء أمس إن «الشعب هو مصدر السلطات ومنه تستمد شرعيتها، كما ينص عليه الدستور». وأضاف: «على ذلك فإنّ أقرب الطرق وأسلمها للخروج من الأزمة الراهنة وتفادي الذهاب إلى المجهول أو الفوضى أو الاقتتال الداخلي، لا سمح الله، هو الرجوع إلى الشعب بإجراء انتخابات مبكرة، بعد تشريع قانون منصف لها، وتشكيل مفوضية مستقلة لإجرائها، ووضع آلية مراقبة فاعلة على جميع مراحل عملها تسمح باستعادة الثقة بالعملية الانتخابية». وقال الكربلائي: «لكن الملاحظ تعرقل إقرار قانون الانتخابات إلى اليوم وتفاقم الخلاف بشأن بعض مواده الرئيسة، وهنا نؤكد مرة أخرى على ضرورة الإسراع في إقراره وأن يكون منسجماً مع تطلعات الناخبين، يقرّبهم من ممثليهم، ويرعى حرمة أصواتهم ولا يسمح بالالتفاف عليها». وحذر من أنّ إقرار قانون لا يكون بهذه الصفة لن يساعد على تجاوز الأزمة الحالية». وأشار الكربلائي إلى أنه «إذا تمّ إقرار قانون الانتخابات على الوجه المقبول يأتي الدور للنخب الفكرية والكفاءات الوطنية الراغبة في العمل السياسي لتنظم صفوفها وتعد برامجها للنهوض بالبلد وحلّ مشاكله المتفاقمة في إطار خطط عملية مدروسة، لكي تكون على استعداد لعرضها على الناخبين في أوان الانتخابات، ويتم التثقيف على التنافس فيها لا على أساس الانتماءات المناطقية أو العشائرية أو المذهبية للمرشحين بل بالنظر إلى ما يتصفون به من كفاءة ومؤهلات وما لديهم من برامج قابلة للتطبيق للعبور بالبلد إلى مستقبل أفضل، على أمل أن يقوم مجلس النواب القادم والحكومة المنبثقة منه بالدور المطلوب منهما في إجراء الإصلاحات الضرورية للخلاص من تبعات الفساد والمحاصصة وغياب العدالة الاجتماعية في المدة السابقة». كما دعا السيستاني إلى أن «لا يتأخر طويلاً تشكيل الحكومة الجديدة، التي لا بد من أن تكون حكومة غير جدلية، تستجيب لاستحقاقات المرحلة الراهنة، وتتمكن من استعادة هيبة الدولة وتهدئة الأوضاع، وإجراء الانتخابات القادمة في أجواء مطمئنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للمال أو السلاح غير القانوني وعن التدخلات الخارجية».
وفي هذا السياق يقول عضو البرلمان العراقي السابق حيدر الملا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «كان هناك حتى يوم الأربعاء الماضي إصرار من الخط الإيراني بالضغط على رئيس الجمهورية برهم صالح في تمرير قصي السهيل لا سيما بعد أن أخذوا موافقات إياد علاوي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر غير أن رسالة وصلت من النجف بأن المرجعية ليست مع هذا الخيار مما جعلهم يتراجعون»، مبينا أنه «مع نهاية المهلة الدستورية الخميس يبدو أنهم اتخذوا قرارا بالمضي في ترشيح السهيل بقطع النظر عن موقف مرجعية النجف بالإضافة إلى إنهاء الحراك الشعبي». وأوضح إن «ما عبرت عنه المرجعية خلال خطبة الجمعة (أمس) يبدو أنه أربك الجميع خصوصا الخط المؤيد تماما لفرض السهيل كمرشح وحيد لرئاسة الوزراء حيث أكدت الخطبة على عنصرين الأول أن الشعب مصدر السلطات والثاني هو تشكيل حكومة غير جدلية وهو ما يعني عدم تمرير الشخصية التي يريدون تمريرها (قصي السهيل) الأمر الذي جاء تدعيما لمواقف الكتل الرافضة له وهم الحكمة والنصر كما عززت قوة الحراك الشعبي».
تزامن ذلك مع تواتر أنباء عن تهديدات مباشرة تعرض لها رئيس الجمهورية برهم صالح وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني. غير أن أيا من مكتبي صالح والصدر لم يعلقا على مثل تلك الأنباء في وقت أطلق أعداد من متظاهري ساحة التحرير في بغداد مساء أول من أمس هتافات ضد رئيسي الجمهورية والبرلمان محمد الحلبوسي.
من جهته، أكد فرات التميمي عضو البرلمان العراقي عن تيار الحكمة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المرجعية الدينية رسمت ملامح الفترة القادمة للخروج من الأزمة عبر انتخابات مبكرة بالعودة للشعب الذي هو مصدر السلطات وفق قانون انتخابي عادل يقرب الشعب من ممثليهم». وأضاف أن «الأهم من وجهة نظر المرجعية هي إجراء الانتخابات في ظروف بعيدة عن تأثير السلاح والمال والتأثير الخارجي بالإضافة إلى تشكيل حكومة غير جدلية وهو ما يعني الحصول على توافق سياسي وشعبي وأن تنجز ما عليها بمن في ذلك انتظام الدوام وإعادة هيبة الدولة».
من جهته، أحال الرئيس صالح تحديد مفهوم الكتلة الأكبر إلى المحكمة الاتحادية. وطلب صالح طبقا لمصدر في رئاسة الجمهورية توضيح صلاحيات رئيس الجمهورية برفضِ أو قبولِ مرشحي الكتل في هذه المرحلة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.