منافس نتنياهو على {ليكود} يتهمه بتأييد قيام دولة فلسطينية

ساعر يرى الحل بحكم ذاتي مرتبط بالأردن

TT

منافس نتنياهو على {ليكود} يتهمه بتأييد قيام دولة فلسطينية

اختار النائب جدعون ساعر، في معركته الانتخابية الداخلية على رئاسة الليكود، أن ينافس بنيامين نتنياهو من مواقع الطرف اليميني للخريطة الحزبية. فهاجمه على أنه «كان شريكا لوهم حل الدولتين للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وأدار مفاوضات مع الفلسطينيين، لا بل إنه التقى عدة مرات مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس».
وكان ساعر، قد أطلق حملته الانتخابية بشكل رسمي، مساء أمس الاثنين، في لقاء مع مؤيديه المتزايدين. لكن طروحاته السياسية وردت في خطاب له أمام مجلس «الحوار الاستراتيجي الإسرائيلي الأسترالي» في القدس الغربية، الليلة قبل الماضية، فقال إن «نتنياهو كان قد رضخ للإدارة الأميركية في زمن الرئيس باراك أوباما سنة 2009، فألقى خطاب ولاء لليسار في جامعة بار إيلان وحظي بسببه على شهرة عالمية كمن يعمل على حل الدولتين. ونحن في الليكود حاربنا ذلك النهج وعملنا كل ما وسعنا من أجل منعه من تطبيق هذا الحل ومنع إقامة دولة فلسطينية».
وجاء خطاب ساعر، في إطار معركته الانتخابية المحتدمة داخل حزب الليكود، أمام نتنياهو، بغرض الفوز برئاسة الحزب ومن ثم ليكون مرشحه لرئاسة الحكومة. فاستخدم أسلوب نتنياهو نفسه، اتهام خصمه باليسارية. فقال: «في العالم كله يقولون إن حل الدولتين لا يزال هو المسار الأفضل للتوصل لاتفاق. وأنا أقول لكم إن هذا الموقف لا يساعد أحدا ولا يحقق شيئا. إنه ليس حلا في الحقيقة. إنه وهم حل الدولتين، وهمٌ حاولوا تطبيقه منذ 81 عاما وفشلوا فشلا ذريعا. لقد بدأوا العمل عليه في العام 1937 في عهد الانتداب البريطاني، وطرحوه مرة تلو الأخرى وتابعناه في المفاوضات التي جرت في عهد رئيس الحكومة، (إيهود) باراك، وعهد (إيهود) أولمرت وللأسف، أيضا في عهد بنيامين نتنياهو. فالفلسطينيون لم يكونوا قادرين أبدا على الموافقة على تسوية، حتى عندما اقترحت عليهم مقترحات سخية. حتى نتنياهو، كرئيس حكومة، منح عددا لا نهائيا من لفتات النية الحسنة لأبو مازن. لقد جمّد البناء في يهودا والسامرة (من المستوطنات في الضفة الغربية)، لكن الفلسطينيين لم يأتوا أبدا بصورة جدية إلى المفاوضات. إنهم غير جديين إزاء إنهاء الصراع. إنهم جديون بتعليم أولادهم كيف يكرهون وكيف يقتلون اليهود. بالحجارة والسيارات والسكاكين والأسلحة والقذائف الصاروخية».
وأما «الحل» الذي يراه ساعر ملائماً للصراع، فهو حسب قوله «حل سياسي يكون على شكل حكم ذاتي مرتبط بمملكة الأردن وتحالفات اقتصادية لإسرائيل والأردن مع سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية. فما بين النهر (نهر الأردن) والبحر (الأبيض المتوسط) لن تكون دولة مستقلة أخرى».
وكانت هيئة البث الإسرائيلي «كان»، قد نشرت نتائج استطلاع رأي جديد أجرته لفحص قوة ساعر الجماهيرية في مواجهة نتنياهو، فوجدت أن الليكود سيخسر الانتخابات أمام قائمة «كحول لفان» برئاسة بيني غانتس. فلو بقي نتنياهو رئيسا، تحصل قائمة غانتس على 35 مقعداً، ونتنياهو على 31 مقعداً. ولكن، إذا ما ترأس ساعر قائمة الليكود، فستحصل «كحول لفان» على 34 مقعداً، ويحصل الليكود على 27 مقعدا، إلا أن الأصوات التي يخسرها الليكود في حالة تولي ساعر، لن تذهب إلى أحزاب الوسط أو اليسار بل إلى اليمين المتطرف. وبهذه الحالة يبقى معسكرا اليمين واليسار بنفس النتائج الحالية: 55 لليمن و58 للوسط يسار مع العرب و7 مقاعد لحزب اليهود الروس بقيادة أفيغدور ليبرمان.
ويحمل نتنياهو هذه النتائج ويلف البلاد طولا وعرضا ليؤكد لأعضاء حزبه الليكود بأن ساعر سيؤدي إلى ضعف الليكود ويقول إن النتيجة الوحيدة التي يحققها هي الحفاظ على نتائج الانتخابات الحالية مع ضعف كبير لقوة الليكود. ويقيم نتنياهو اجتماعات شعبية في كل ليلة. ويقابله أعضاء الليكود في هذه اللقاءات بالهتاف «بيبي ملك إسرائيل». وهو يرد عليهم: «أنا أحبكم». ويحظى ساعر بالمقابل بتأييد متزايد، لكن غالبية النواب والوزراء يؤيدون نتنياهو.
وشكا مؤيدو ساعر، أمس، من تلقي تهديدات بالقتل من نشطاء في الليكود يتصلون بهم ويتهمونهم بالخيانة. وقالت عضو الكنيست، شيران هشكيل إن مؤيدي نتنياهو أبلغوها أنها ستصفى سياسيا. وتوجه وزير الاتصالات، ديفيد أمسالم، إلى ساعر داعيا إياه إلى الانسحاب من التنافس. وقال له: «أنت لا تقارن نفسك مع نتنياهو. فإذا كنت أنت سيارة سوسيتا (وهي سيارة من صنع إسرائيلي أنتجت في الستينات من القرن الماضي وفشلت) فإن نتنياهو سيارة مرسيدس».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.