لجنة المال النيابية تنهي دراسة موازنة 2020 من دون ضرائب إضافية

TT

لجنة المال النيابية تنهي دراسة موازنة 2020 من دون ضرائب إضافية

أنهت لجنة المال والموازنة درس موازنة عام 2020، فيما بقي البتّ في التخفيضات إلى جلسة الأسبوع المقبل؛ حسبما أعلن رئيس اللجنة النائب إبراهيم كنعان.
وقال كنعان إنه «تم إقرار كل الموازنات، ويبقى البتّ بالتخفيضات»، موضحاً: «لقد وردتنا الإيضاحات والتقارير من الوزارات والإدارات وسندققها في اليومين المقبلين، لننهي العمل الثلاثاء على ضوء الإيرادات الجديدة».
وأكد أن ما حكي عنه بالأمس في مؤتمر باريس لناحية ضرورة أن تكون هناك موازنة موثوقة، «هو هدفنا وعملنا في لجنة المال، والتدقيق الذي نقوم به هو لتحقيق هذه الغاية».
ولفت إلى أن «وزير المال في حكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل أبلغهم انخفاض الإيرادات بنسبة 40 في المائة، وهو أمر خطير، ولكن بعض توقعات الحكومة لا تزال قائمة، وهو ما سيدرس بعناية».
وأكد أن «التخفيض الذي نطرحه ويصل إلى 543 مليار ليرة ليس غوغائياً أو سياسياً، بل يخضع للتبريرات اللازمة بالمستندات والوثائق، وقد درسنا كل إدارة ووزارة ومؤسسة، لجهة عدم الاستمرار باعتمادات لا حاجة لها، أو لم تصل للأهداف التي رصدت من أجلها وتحولت إلى إنفاق غير مجد». وأكد أن «التدقيق الذي قمنا به بلغ درجة عالية من القساوة بالتكامل مع دوائر الدولة، وعلى الجميع أن يقتنع بأن أي بند يتعلق بالإنفاق في وزارة أو إدارة أو مؤسسة عامة يجب أن يترافق مع التبريرات اللازمة».
ومع تأكيده على أنه لا ضرائب جديدة، وصف الموازنة الجديدة بـ«الاستثنائية وإشارة حياة، والدولة تقول من خلالها إنها موجودة، والمجلس النيابي يعمل بشكل جدي جداً، ولن نستسلم لأي قدر أو شائعات أو واقع، ولن نستسلم؛ أكنّا في الانهيار أم على حافته».
وقال كنعان: «سنقاوم مالياً ومؤسساتياً لحماية البلد والاقتصاد ومواطنينا بالفعل لا بالقول، وجلساتنا ليست شكلية، وقادرون على الإنقاذ، شرط أن يفكر الجميع بهذا التوجه بعيداً من المماحكات وتسجيل النقاط».
وأوضح أننا «نأخذ أسوأ الاحتمالات خلال دراستنا، وستكون الجلسة الختامية الثلاثاء مع تبريرات اقتراحات التخفيض التي درسناها في كل وزارة وإدارة»، مشيراً إلى أن «التدقيق كان على درجة من القساوة»، قائلاً: «المجلس النيابي سيد نفسه، وما نقرره يسري على الجميع، واحترام القوانين عملية إلزامية».
وفيما يتعلق بوزارة الشؤون الاجتماعية التي تندرج ضمنها موازنات الجمعيات، أوضح كنعان أن «موازنتها تتضمن زيادات على السنة الماضية، وهناك أولوية بالتعاطي معها وتحتاج لشرح للسياسات والأهداف»، معلناً أنه سيتوجه للوزير بكتاب «للحصول على تقرير مفصل لنبتّ الأمور بضوئها خدمة للمواطن».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.