الصومال: هجوم مسلح يستهدف نقطة أمنية قرب القصر الرئاسي

عناصر «الشباب» استهدفوا فندقاً في مقديشو

TT

الصومال: هجوم مسلح يستهدف نقطة أمنية قرب القصر الرئاسي

تعرضت نقطة أمنية قرب القصر الرئاسي في العاصمة الصومالية مقديشو لهجوم مسلح، مساء أمس الثلاثاء.
وأعلنت قوات الأمن الصومالية، أمس، التصدي لهجوم قرب قصر الرئاسة ومقتل 2 من منفذيه.
وقالت الشرطة الصومالية، في بيان، إن «5 مسلحين هاجموا نقطة أمنية في محيط القصر الرئاسي بالعاصمة مقديشو».
ولم توضح قوات الأمن الصومالية المزيد التفاصيل حول الواقعة، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث.
نقل «راديو دالسان» المحلي أن «إطلاق نار سُمع مساء أمس في مقديشو، بعد هجوم مسلح شنته عناصر من حركة الشباب، على نقطة أمنية تؤدي للقصر الرئاسي وسط المدينة».
وسجل تبادل كثيف لإطلاق النار مساء أمس بين مهاجمين مسلحين وقوات الأمن في وسط العاصمة الصومالية مقديشو، وفق ما أفاد مصدر أمني وشهود.
وقال المسؤول الأمني عبد الرحمن آدن لوكالة الصحافة الفرنسية: «هناك تبادل كثيف لإطلاق النار وانفجار قنابل يدوية على مسافة قريبة من فندق سيل الذي سبق أن تعرض لهجمات متكررة من حركة الشباب الإسلامية».
وأكد شهود كثيرون لوكالة الصحافة الفرنسية حصول تبادل للنار بأسلحة رشاشة في هذه المنطقة من العاصمة.
ويعاني الصومال من هجمات متكررة لحركة «الشباب» الإرهابية، أوقعت 2078 قتيلاً و2507 مصابين، خلال الفترة بين يناير (كانون الثاني) 2016، و14 أكتوبر (تشرين الأول) 2017 فقط، حسب إحصاء للأمم المتحدة.
ويكتنف غموض كبير المشهد السياسي الصومالي، خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي من المقرر أن تجرى في 2020 - 2021.
وأعرب كثير من الأحزاب السياسية المعارضة عن قلقها تجاه محاولات تمديد الفترة الرئاسية للإدارة الحالية.
فيما نقلت «رويترز» عن الشرطة الصومالية قولها إن مسلحين من «حركة الشباب» الصومالية يهاجمون فندقاً قرب مقر إقامة الرئيس في العاصمة مقديشو والقتال مستمر. وكثيراً ما تشن حركة «الشباب» هجمات بشكل منتظم على كينيا المجاورة وفي عام 2013، قتلت 67 شخصاً في مركز تسوق «ويستجيت» في نيروبي. ونقلت مصادر أميركية عن ضابط شرطة صومال قوله إن 5 رجال على الأقل مدججين بالسلاح هاجموا قوات الأمن المتمركزة خارج القصر الرئاسي. وأضافت أنها محاولة لاقتحام المجمع السكني والمكاتب شديدة التحصين. وقال النقيب محمد حسين إن قوات الأمن صدت الهجوم وقتلت اثنين على الأقل من المهاجمين، بينما سمعت أصوات إطلاق نار في المنطقة القريبة. ولم تذكر الشرطة أي تفاصيل أخرى عن الحادث بشأن إصابة أو مقتل أشخاص. وفي وقت سابق من أمس، أعلن مسؤولون في وكالة الأمن والمخابرات الصومالية مقتل أحد قادة حركة الشباب البارزين في غارة جوية نفذتـها طائرة من دون طيار في منطقة جنوب الصومال.


مقالات ذات صلة

مسؤولون في «طالبان أفغانستان» يعترفون بتأثير إغلاق معبر حدودي مع باكستان

آسيا تنتظر الشاحنات التي تحمل البضائع للتجارة عبر الحدود مع استمرار إغلاق المعبر الحدودي في «تورخام» بأفغانستان يوم 25 فبراير 2025 (إ.ب.أ)

مسؤولون في «طالبان أفغانستان» يعترفون بتأثير إغلاق معبر حدودي مع باكستان

اعترف مسؤولون من حركة «طالبان» في إقليم ننغارهار الأفغاني بأن إغلاق معبر «تورخام» الحدودي مع باكستان تسبب في مشكلات خطيرة لهؤلاء الذين يعتمدون عليه في السفر.

«الشرق الأوسط» (كابل )
آسيا يحمل أنصاره نعش ضحية التفجير الانتحاري حميد الحق حقاني رئيس مدرسة دار العلوم الحقانية خلال مراسم جنازته بعد يوم من هجوم انتحاري في أكورا ختك شرق بيشاور في 1 مارس 2025 (أ.ف.ب)

قوات الأمن الباكستانية تقضي على 6 إرهابيين

قضت قوات الأمن الباكستانية على 6 مسلحين من العناصر الإرهابية خلال عملية نفذتها الأحد في مقاطعة وزيرستان شمال غربي البلاد

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
شؤون إقليمية نساء كرديات في ديار بكر جنوب شرقي تركيا يعبرن عن ابتهاجهن بدعوة أوجلان لحل العمال الكردستاني (إ.ب.أ)

«العمال الكردستاني» قَبِل دعوة أوجلان.. والكرة في ملعب إردوغان

فتح إعلان حزب العمال الكردستاني قبول دعوة زعيمه السجين في تركيا، عبد الله أوجلان، لحله وإلقاء أسلحته الباب أمام التساؤلات عما سيأتي بعد هذا الإعلان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية أكراد في ديار بكر جنوب شرقي تركيا يتظاهرون ابتهاجاً بدعوة أوجلان حل «حزب العمال الكردستاني» (رويترز)

أوجلان... قاتل أم بطل وداعية سلام؟

يبقى زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان، رغم استمرار سجنه منذ 26 عاماً، كلمة السر ومفتاح حل المشكلة الكردية في تركيا والمنطقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية أكراد في ديار بكر جنوب شرقي تركيا يرفعون صورة كبيرة لأوجلان دعماً لدعوته لحل «العمال الكردستاني» (رويترز)

رسالة أوجلان ليست النهاية... شكوك وتحديات على طريق السلام في تركيا

فجرت الدعوة «التاريخية» من زعيم «العمال الكردستاني»، المسجون عبد الله أوجلان، لحل الحزب وإلقاء أسلحته، تساؤلات وجدلاً في تركيا وخارجها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».