الملاكم جوشوا: بالعِلم سأسقط خصمي في «نزال الدرعية»

قال إن الخسارة الثانية أمام منافسه في 7 أشهر سيكون وقعها كارثياً

الملاكم جوشوا تعهد بالثأر لخسارته الماضية من آندي رويز جونيور (أ.ب)
الملاكم جوشوا تعهد بالثأر لخسارته الماضية من آندي رويز جونيور (أ.ب)
TT

الملاكم جوشوا: بالعِلم سأسقط خصمي في «نزال الدرعية»

الملاكم جوشوا تعهد بالثأر لخسارته الماضية من آندي رويز جونيور (أ.ب)
الملاكم جوشوا تعهد بالثأر لخسارته الماضية من آندي رويز جونيور (أ.ب)

أقرّ بطل العالم السابق العالم للملاكمة في الوزن الثقيل أنتوني جوشوا بأنه أقبل على الدراسة بنفس الجهد الذي يبذله في صالات التدريب خلال فترة استعداده التي استمرت 6 أشهر للمشاركة في نزال الدرعية التاريخي السبت المقبل بمدينة الرياض.
وأشار الملاكم البالغ من العمر 30 عاماً إلى أنه وبجانب التمارين التي تضمنت مواجهة 5 ملاكمين في وقت واحد، فقد التزم بدراسة علوم الملاكمة ضمن إطار تحضيراته للثأر من الهزيمة التي تلقاها خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي على يد خصمه المكسيكي - الأميركي أندي رويز جونيور.
وسيتواجه الملاكمان غداً السبت في نزال الدرعية التاريخي برعاية صندوق الاستثمارات العامة ضمن فعاليات موسم الدرعية الذي يقام في المملكة العربية السعودية، حيث تباع تذاكر الحضور (بأسعار تبدأ من 999 ريالا سعوديا فقط) بسرعة كبيرة نتيجة للطلب العالي عليها.
ويشكل النزال المرتقب بالنسبة إلى جوشوا الفرصة الوحيدة لاستعادة اللقب في أعقاب الخسارة المفاجئة التي تلقاها في حلبة «ماديسون سكوير جاردن» بمدينة نيويورك. ولذلك لم يدخر جوشوا جهداً لتقديم أفضل أداء له خلال النزال الذي يرتقبه عشاق الملاكمة بشغف حول العالم يوم 7 ديسمبر (كانون الأول).
وحول ذلك، قال جوشوا: «أدركت أخطائي جيداً بعد ذلك النزال. ولذلك قلت: «لقد كنتَ ملاكماً أفضل في ذلك اليوم يا رويز جونيور، وأنا أقرّ لك بذلك. وكنت أول بطل مكسيكي على الإطلاق، وأرفع القبعة احتراماً لك... ورغم ذلك، لم تكن معنوياتي منخفضة لأني كنت أعلم بأنني أمتلك الكثير لأقدمه. ولذلك، فقد عدت إلى جدول تماريني وبدأت التدريبات في شهر يونيو. وقد أدركت بأني كنت مختلفاً عن رويز جونيور في جميع الجوانب، وأن الأمر الوحيد الذي نشترك به هو الوقت المتاح لنا. ومن هنا، قررت الاستفادة من الوقت المتاح لي».
وأضاف: «تعيّن علي استخدام الوقت بحكمة لأني كنت أعلم بأنني سأنجح هذه المرة. وكنت أعرف جيداً الجوانب التي ينبغي أن أعمل عليها، والتي تمثلت في التخطيط الاستراتيجي. لقد رافقني الشعور بالقوة والسيطرة منذ دخولي عالم الملاكمة، بدءاً من مشاركتي في بطولات الهواة والفوز بها، إلى أن أصبحت ملاكماً محترفاً وأحرزت البطولات. ولكننا لا نقدر قيمة الشيء حتى نفقده».
وواصل الملاكم جوشوا حديثه: «بعدها، تسنى لي الوقت للتفكير، وبدأت فعلياً بدراسة علوم الملاكمة مجدداً. ولا شك أني قادر على معاودة النزال. وأصبح لدي الآن متسع من الوقت للتفكير بشكل صحيح والتركيز على اللعبة، والارتقاء بمهاراتي مجدداً لاستعادة مرتبة الصدارة في هذه الرياضة، ومعاودة ما اعتدت القيام به قبل عشرة أعوام».
وفي جوابه على سؤال يتعلق بفحوى دراسته، قال جوشوا: «شاهدت مجموعة ضخمة من الفيديوهات. أحياناً، يمكننا مشاهدة ملاكمين لهما نفس الطول وذات الوزن، ولكن أحدهما يكون أكثر انضباطاً من الناحية الفنية بالمقارنة مع الآخر. وبالتالي، من الممكن أن نفهم الأسباب التي ساعدتهما على تحقيق النجاح، ويمكننا معرفة أهمية الانضباط من خلال مواصلة الالتزام بتكتيكاتنا الخاصة».
وأضاف: «يمكن أن نعرف الوقت الملائم للتحرك إلى الجهة اليسرى عند مواجهة ملاكم يتبع المنهجية التقليدية، وفيما إذا كانت هذه الحركة تنطوي على مخاطر أم أنها تشكل حركة ذكية للسيطرة عليه. وماذا يعني التحرك إلى الجهة اليمنى، وكيفية التقدم إلى الأمام. وما هي أولى فنون الوضع الدفاعي في الملاكمة؟ يكمن السر في وضعية القدمين، والابتعاد عن طريق المهاجم في اللحظة المناسبة. لقد تضمنت دراستي هذه الأمور والكثير غيرها. وعلى هذا النحو، يمكن لي الخوض في هذه العلوم، وكانت مبارياتي السابقة تتلخص بعبارة: لقد جئت للقتال. أما الآن، فقد اطلعت على علوم الملاكمة، والتي تنطوي على أهمية بالغة أيضاً».
وخلال الفترة التي سبقت الهزيمة التي تلقاها في شهر يونيو الماضي، كان جوشوا قد أمضى 7 أسابيع بعيداً عن مقره في ميامي قبل المباراة. أما في هذا النزال، فقد وصل قبل أسبوعين فقط من موعد المباراة، ما يتيح له فرصة الحفاظ على لياقته البدنية التي اكتسبها من المخيم التدريبي استعداداً للنزال.
ويعتقد جوشوا بأنه الآن على أتم استعداد للنزال، وهو يعترف بأن النزال بحد ذاته يشكل الجزء الأقل إثارة للأعصاب من هذه التجربة وأشار جوشوا «أنا على ثقة تامة من أني سأقدم أداءً جيداً، ولذلك فإني غير متوتر على الإطلاق. لا شك أني سأضغط على خصمي، وأعتقد أن ذلك يشكل النتيجة الطبيعية لتدريباتي الشاقة. وسأقدم أداءً رائعاً دون أدنى شك».
وكان الفوز الذي أحرزه رويز جونيور على حساب جوشوا قد ترك أصداءً واسعة في اللعبة على جميع المستويات، وقد نظر إليه الكثيرون على أنه يشكل واحدة من أكبر المفاجآت في عالم الملاكمة.
فهل يمكن لهذه المفاجأة أن تتكرر مرة أخرى؟ يجيب جوشوا على ذلك بالقول: «أعتقد أن هذا النوع من المباريات يشبه التقدم إلى الامتحانات، إذ من الممكن أن للمرء أن يرسب في المرة الأولى. ويخفق الكثيرون عند خوضهم لاختبارات قيادة السيارات في المرة الأولى، ولكنهم يخوضونها مجدداً بعد أن يستعدوا بشكل أفضل. وأنا أعتقد بأني مستعد بشكل أفضل».
وتعهد جوشوا بالإفصاح عن المزيد من المعلومات حول ذلك بعد النزال الذي سيجمعه مع رويز السبت المقبل، مشيراً إلى أن هناك دائماً سببا للخسارة، منوهاً «قد منحت رويز جونيور التقدير الذي يستحقه، حيث قدّم أداءً أفضل خلال مباراتنا الماضية. ولكن، يتعين علي بالمقابل إجراء تقييم لأدائي وبلورة فهم أعمق حول ما كان بإمكاني القيام به بشكل أفضل. وإذا نجحت في تلافي الأخطاء التي ارتكبتها سابقاً، فلا شك أني سأحقق الفوز».
وفي معرض رده على سؤال حول النتائج المتوقعة إذا ما تعرض لهزيمة ثانية على يد رويز جونيور خلال 7 أشهر، قال جوشوا: «سيكون ذلك كارثياً بالنسبة لي دون أدنى شك، ولكني لا أفكر بالخسارة أبداً، وإنما بتحقيق نجاح كبير والفوز بالنزال. وأنا أواصل التركيز دائماً على تحقيق الفوز».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».