«الجيش الوطني الليبي» لمحاصرة مصراتة ... وإطلاق نار قرب مقر «الوفاق»

TT

«الجيش الوطني الليبي» لمحاصرة مصراتة ... وإطلاق نار قرب مقر «الوفاق»

في الوقت الذي بدأت فيه «قوات الجيش الوطني» الليبي محاصرة مدينة مصراتة، معقل الميليشيات المسلحة غرب البلاد، أفادت مصادر محلية بأن مسلحين تابعين لـ«ميليشيات حكومة الوفاق الوطني»، أطلقوا النار في الهواء أمام مقر رئاسة الوزراء بطرابلس.
وأعلن المركز الإعلامي لـ«غرفة عمليات الكرامة»، التابع للجيش عن تقدم قواته أمس، وسيطرتها على منطقة السدادة الواقعة بين سرت ومصراتة، لكن وسائل إعلام محلية موالية لحكومة «الوفاق الوطني»، التي يرأسها فائز السراج، نقلت عن العقيد أحمد هاشم، آمر المحور الجنوبي بعملية «بركان الغضب»، التي تشنها «الميليشيات» التابعة للحكومة، نفيه تواجد قوات «الجيش الوطني»، وقال إن «عناصر (الكتيبة 166 مشاة)، التابعة للجيش التي ظهرت في فيديو لتؤكد سيطرتها على منطقة السدادة هربت من المكان... ودورياتنا لم تجد إلا آثارهم بعد تعقبنا المكان ضمن دوريات روتينية، وما قاموا به مجرد بروباجاندا».
من جهة أخرى، أعلن «الجيش الوطني» في بيان مقتضب عن استهداف تمركز للميليشيات تحت «كوبري الدرن» في منطقة قرجي، فيما وصفه بـ«عملية نوعية وسط حالة من الرعب»، قال إنها «تسود الميليشيات داخل العاصمة طرابلس».
بدوره، أعلن طه حديد، الناطق باسم قوة حماية وتأمين مدينة سرت الموالية لحكومة الوفاق، استمرار الدوريات الثابتة والمتحركة للقوة شرق وجنوب المدينة لـ«الحفاظ على الأمن وحماية على الممتلكات العامة والخاصة وفرض الاستقرار»، مشيراً في بيان له إلى أن «القوة على أهبة الاستعداد لأي طارئ، وجاهزة لصد أي عدوان يعرّض حياة المدنيين للخطر».
وفي طرابلس، قال أحد أعضاء «إدارة التواصل والإعلام» بمجلس الوزراء في ليبيا، إن «مقاتلين تابعين لحكومة الوفاق أطلقوا النار في الهواء أمام مقر حكومة الوفاق».
وأضاف العضو لوكالة الأنباء الألمانية، أن «بعض المقاتلين التابعين لحكومة الوفاق أبدوا استياءهم من سوء دعم الحكومة لهم في جبهات القتال؛ ما دفعهم إلى القدوم لمقر رئاسة الوزراء بطريق السكة في طرابلس، وقاموا بالرماية في الهواء (إطلاق النار) تعبيراً عن الاستياء». وأكد العضو عدم وجود أي ضحايا نتيجة إطلاق النار. ونقلت وسائل إعلام محلية، أن «اشتباكات مفاجئة وقعت بين حرس السراج ومجموعة مسلحة، قامت بمحاصرة مقر الحكومة في العاصمة طرابلس، وسماع دوي إطلاق نار أمام المقر».
على صعيد آخر، نظمت «وزارة الحكم المحلي» في «حكومة الوفاق»، المدعومة دولياً، اجتماعاً تشاورياً في طرابلس للوزارات والبلديات بحضور بعثة الأمم المتحدة لبحث أزمة النازحين جراء النزاع الدائر في البلاد. وشارك ممثلو 19 بلدية، وعدد من الوزارات في الاجتماع الذي يهدف إلى تحسين الاستجابة للنزوح الناجم عن النزاع الحالي. وقال بيان للبعثة الأممية، إن «رؤساء البلديات وممثلي المجالس البلدية استعرضوا التحديات المتزايدة، التي يواجهونها في تعاملهم مع أزمة النزوح».
وكان قائد الجيش المشير خليفة حفتر قد التقى مساء أول من أمس في مدينة بنغازي مشايخ وأعيان قبائل الأمازيغ، الذين جدّدوا دعمهم لقيادة الجيش الوطني، وباركوا العمليات العسكرية لتحرير العاصمة من الجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية المسلحة، كما أكدوا على أهمية دور القيادة العامة في المصالحة الوطنية بين مُدن المنطقة الغربية وقبائلها.
إلى ذلك، قال فتحي باش أغا، وزير الداخلية بحكومة السراج، الذي وصل مساء أول من أمس إلى قطر على رأس وفد من الحكومة، في زيارة لم يسبق الإعلان عنها، إن أمير قطر، تميم بن حمد عبر خلال اجتماعهما، أمس، عن «مواقفه الداعمة للحكومة، حـيث اعتبر أنها الحكومة الشرعية في ليبيا والمعترف بها دولياً»، ومؤكداً أن «بلاده لن تتراجع عـن دعمها».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.