الجيش الألماني يحقّق مع أفراد من قوات النخبة بسبب ميولهم «النازية»

«إيرباص» تطرد 16 موظفاً للاشتباه بتجسسهم على برنامج عسكري

TT

الجيش الألماني يحقّق مع أفراد من قوات النخبة بسبب ميولهم «النازية»

يتّجه الجيش الألماني لإصدار قرار بتعليق عمل عنصر في قوات النخبة «كي إس كي» للاشتباه بميوله اليمينية المتطرفة، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية أمس، في فضيحة جديدة تضرب القوات المسلحة.
وقالت صحيفة «بيلد إم تسونتاغ»، إن الجيش يجري تحقيقات سرية مع الجندي ومع جنديين آخرين، وتلقى تعليمات باتخاذ إجراء ضد الجندي بعد تسرب التحقيق، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وتم تجريد واحد من الجنديين الآخرين من حقه في ارتداء الملابس العسكرية الألمانية، فيما صُنّف الآخر أنه «حالة مريبة».
وذكرت الصحيفة أنّ الاثنين سبق أن أدّيا التحية النازية المحظورة خلال حفل خاص، استضافه المشتبه به الأول، الذي سيتم تعليق عمله الأسبوع المقبل.
وقوات النخبة مسؤولة عن المهمات الحساسة والمحفوفة بالمخاطر، ومنها عمليات إنقاذ الرهائن أو مكافحة الإرهاب خارج البلاد. لكنّها تواجه اتهامات متكررة بأن بعض عناصرها يميلون إلى اليمين المتطرف. وقال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في الجيش، كريستوف غرام، إن هناك نحو 20 حالة مشتبه بميولها اليمينية المتطرفة في قوات النخبة.
وواجه الجيش الألماني مراراً اتهامات بارتباط بعض عناصره المحرج بماضي ألمانيا العسكري. والعام الماضي، أمرت وزيرة الدفاع حينها أورسولا فون دير لايين، الجيش، بتطهير نفسه من جميع الروابط مع الجيش النازي، بعدما علمت بأن خوذاً وتذكارات لجيش الحقبة النازية وضعت علناً في إحدى الثكنات. كما أمرت بتغيير أسماء ثكنات عسكرية لا تزال تحمل اسم قادة في الجيش الألماني مرتبطين بالحرب العالمية الثانية، مثل المارشال إيروين رومل.
على صعيد آخر، طردت مجموعة «إيرباص» الأوروبية العملاقة للطيران، 16 موظفاً على خلفية قضية دفعت ألمانيا لفتح تحقيق بشبهة التجسس الصناعي، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وسائل إعلام ألمانية.
وأفادت وكالة الأنباء الألمانية، بأن «إيرباص» أكّدت إقالة الموظفين، لكنها لم تكشف تفاصيل إضافية. وذكرت مصادر في الشركة في سبتمبر (أيلول) أن مدّعين ألماناً يحققون في شبهات تتعلق بقيام موظفين في «إيرباص» بعمليات تجسس على صلة بمشروعين متعلقين بالأسلحة مع القوات المسلحة الألمانية.
وقال مصدر إن «بعض موظفينا وثّقوا أموراً ما كان عليهم توثيقها».
كان الموظفون يعملون في «برنامج خط الاتصالات والاستخبارات والأمن» في ميونيخ، المعني بالأمن عبر الإنترنت والأنشطة المرتبطة به. وكانت «إيرباص» أفادت بأنها تجري «مراجعة داخلية بدعم من شركة قانونية خارجية» بشأن القضية. وأضافت، في بيان، حينها، أن «الشركة تتعاون بشكل كامل مع السلطات المعنية لحل المسألة».
وذكرت وسائل إعلام ألمانية، في السابق، أن موظفي «إيرباص» حصلوا على ملفات سرية تابعة للجيش الألماني على صلة بالاستحواذ على منظومة اتصالات، إلى جانب مسائل أخرى.



إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

إردوغان يعلن عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.