«هايكلير كاسل» قصر ينقذه مسلسل «داونتون آبي» من الإفلاس

تحول إلى واحد من أهم المعالم السياحية في بريطانيا

قصر «هايكلير» يجذب السياح من كل أصقاع الأرض
قصر «هايكلير» يجذب السياح من كل أصقاع الأرض
TT

«هايكلير كاسل» قصر ينقذه مسلسل «داونتون آبي» من الإفلاس

قصر «هايكلير» يجذب السياح من كل أصقاع الأرض
قصر «هايكلير» يجذب السياح من كل أصقاع الأرض

يعد قصر «هايكلير كاسل» من أعرق القصور أو القلاع البريطانية التي يعود تاريخها إلى القرن العاشر الميلادي، وتتوارثه عائلة كارنافرون الأرستقراطية ذات الشهرة التاريخية الخاصة بها. يحتوي القصر على 200 غرفة والكثير من القاعات ومتحف خاص وعشرات اللوحات الأصلية الثمينة والفازات والموبيليا الفاخرة. ويحيط بالقصر 5 آلاف فدان من الحدائق. ولكن مع حلول عام 2009 كان القصر في حالة يرثى لها من التهدم، حيث سقط السقف في عدد من الغرف وتفتت أحجاره بسبب الرطوبة. وبلغ من حالة القصر المتردية، أن 50 غرفة داخله لم تكن تصلح للسكن الآدمي، مما دفع الإيرل الثامن لعائلة كارنافرون للسكن في كوخ صغير على حافة القصر. وبلغت تقديرات أعمال الترميم اللازمة للقصر والحدائق نحو 12 مليون إسترليني (19.2 مليون دولار).
ولكن حظ الأسرة الأرستقراطية تحول فجأة عندما وقع اختيار القناة الثالثة في التلفزيون البريطاني على القصر ليكون مسرحا لإخراج مسلسل تاريخي اسمه «داونتون آبي» كانت له شعبية واسعة بين المشاهدين في بريطانيا وحول العالم بلغت 9 ملايين مشاهد لكل حلقة.
وبعدها تقاطر الزوار بالآلاف على القصر لتفقد أركانه لقاء دفع ثمن تذاكر (20 جنيها للفرد) وارتفع الإقبال على الهدايا والكافيتريات المتاحة في القصر. وأكدت العائلة أن هذا الإقبال كان بسبب الحلقات التلفزيونية، فقررت فتح القصر للسياح والزوار كل صيف، مع بعض الأيام خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) من كل عام. وخلال هذه الفترات استمرت عائلة كارنافرون في سكن الكوخ الصغير، ولكن مع قناعة بأن إخلاء القصر للسياح خلال فترات الذروة السياحية هو الوسيلة الوحيدة للإنفاق على مصروفاته ما بين صيانة وتأمين وتشغيل فريق العمل الكبير.
وتعيش الأسرة المكونة من الإيرل جوردي، وهو الإيرل الثامن لعائلة كارنافرون، وزوجته فيونا وابنهما الوحيد في القصر خلال فترات من العام. وتقول فيونا، إن الابن لا يفضل البقاء في القصر طويلا لأنه «لا يحتوي على واي فاي»! وهي تعترف بفضل الحلقات التلفزيونية في إنقاذ القصر، وزيادة عدد الزوار بنسب كبيرة يوميا.
وتقول فيونا لـ«الشرق الأوسط»، إنها تشعر بالسعادة لاستقبال الزوار والأصدقاء من كل أنحاء العالم، وإن لديها الكثير من الأصدقاء من خلال تبادل القصص حول مصر القديمة. وتشير إلى أنها استضافت الكثير من سفراء دول الشرق الأوسط في هايكلير للتمتع بالريف الإنجليزي. وتضيف أنها تشعر بالفخر أن لورانس العرب أقام فترة في القصر في عام 1921.
من ناحيتها، قالت مسؤولة الإعلام في القصر كانديس بوفال، إن القصر مفتوح للمناسبات الخاصة، ويجري ذلك عن طريق الحجز مع المشرفة على الحفلات الخاصة واسمها إيمي نوتلاند.
وأخيرا طرحت فيونا كتابها الثاني في الأسواق، بعد نجاح سابق لكتابها الأول عن حياة نساء أرستقراطيات من عائلة كارنافرون في حقب ماضية. الكتاب المطروح في الأسواق حاليا اسمه «ليدي كاثرين وداونتون آبي الحقيقي»، وهو يحكي قصة حياة وريثة أميركية حسناء عاشت في هايكلير كاسل وكانت وجها لامعا في دوائر لندن الأرستقراطية في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، وهي بعد في التاسعة عشرة من العمر.
ووجدت كاثرين نفسها مسؤولة عن طاقم خدمة مكون من 80 شخصا. وكان أول ما فعلته هو إقناع زوجها بتحسين أحوال المعيشة لعمال القصر. ولكن مهام إدارة القصر كانت أقوى من احتمال كاثرين، وخصوصا أن زوجها كان عربيدا وعبدا لنزواته وصولاته في لندن وراء نجمات السينما الصامتة حينذاك. واندلعت الحرب العالمية الثانية وتحول القصر إلى قاعدة جنود أميركيين به مئات من الجنود وبعض اللاجئين المرحلين من شرق لندن. واعتمدت فيونا على صور من الأرشيف ومذكرات واقعية من مكتبة القصر في هذا الرواية الشيقة. وأسهمت كتب فيونا في الإقبال على زيارة القصر.
وبلغ من شدة الإقبال على الزيارة أن القصر محجوز بالكامل خلال موسمي 2014 و2015 بالنسبة للمجموعات. ويجري استقبال الزوار في القصر يوميا خلال الصيف حتى الساعة الخامسة عصرا، بينما تغلق الحدائق بواباتها في الساعة السادسة عصرا. ويقدم القصر المشروبات والوجبات الخفيفة من خلال كافيتريات تسمى «غرف الشاي» أو «تي رومز»، ويجري تحضير كل المأكولات في المطابخ الملحقة بالقصر. ولا تسمح إدارة القصر بالتصوير الفوتوغرافي داخله، ويمكن التصوير للاستعمال الشخصي في حدائق القصر فقط.
ولمستخدمي المقاعد الطبية المتحركة تسمح إدارة القصر بدخولها إلى الطابق الأرضي والمعرض المصري، ولكنها تمنع دخول المقاعد الكهربائية المتحركة. ويمكن حجز بعض المقاعد المتحركة قبل الزيارة للاستخدام داخل القصر.
الزائر للقصر يمكنه التجول بين الأرجاء والتنزه في الحدائق المحيطة وتناول المشروبات وشراء بعض الهدايا التذكارية. كما توجد بعض المنشآت مثل البوابات التي يصل ارتفاع إحداها إلى 18 مترا، بنيت على حقب مختلفة من التاريخ وتوفر مشاهدات غير عادية للزائر.
ولكنّ هناك سببا آخر قد يدفع البعض لزيارة هذا القصر التاريخي، فصاحب القصر في بداية القرن العشرين كان الإيرل الخامس للعائلة والجد الأكبر للإيرل الحالي، وكانت هوايته الطاغية هي التنقيب عن الآثار المصرية القديمة. وبالتعاون مع الباحث الآخر، هاورد كارتر، استطاع كارنافرون وكارتر الكشف عن مقبرة توت عنخ آمون التي تعد أعظم اكتشاف على الإطلاق لمقبرة فرعونية لم تمسها يد إنسان لآلاف السنين، وذلك في عام 1922. وتوفي كارنافرون بعد الاكتشاف بـ6 أشهر فقط معززا نظرية لعنة الفراعنة في تلك الحقبة.

* متحف داخل القصر
يحتوي قصر «هايكلير كاسل» على متحف كامل خاص بالآثار المصرية القديمة منها قطع منسوخة طبق الأصل لآثار توت عنخ آمون الكاملة كما اكتشفت. ويحكي المتحف قصة الاكتشاف التاريخي وكيف جرى التخطيط له من القصر في صيف عام 1921 السابق للاكتشاف.
ولم تكن الحلقات التلفزيونية الأخيرة هي الوحيدة التي صورت في القصر المرموق، فقد ظهر من قبل في الكثير من الأعمال السينمائية منها أفلام: «ذا مشيناري»، و«ذا سيكريت غاردن» و«كنغ رالف» و«آيز وايد شط»، و«فور فيزرز» و«هيفن أونلي نوز» و«برايد آند بريجديس». كما صورت فيه أيضا بعض الأفلام الهندية.
ويفتح القصر أبوابه للزوار خلال فصل الصيف سنويا، ولكنه سوف يفتح أبوابه بصورة استثنائية خلال 4 أيام، هي أيام 3 و4 و6 و7، من شهر ديسمبر المقبل. ويمكن الحصول على التذاكر من موقع القصر الإلكتروني. وبالإضافة إلى هذه الأيام يستضيف القصر حدثا خيريا هذا الخريف للمشاركة في ماراثون لمسافة 10 كيلومترات لصالح مرضى ترقق العظام. ويستقبل القصر أيضا حفلات الزفاف والمناسبات الخاصة ويجري فيها الاتفاق مباشرة مع إدارته. ويمكن لقاعة واحدة فيه استقبال 40 ضيفا على مائدة الطعام.
ويقع القصر غرب لندن على مقربة ساعة ونصف الساعة بالسيارة، في منطقة ريفية خضراء يحدها من الشمال مدينة أكسفورد، ومن الجنوب مدينة وينشستر، وكلتاهما من المدن السياحية التي توفر يوما سياحيا من الطراز الأول لزوار العاصمة لندن. وتعد مدينة نيوبري هي الأقرب للقصر، بينما تبعد بلدة هانغرفورد 10 أميال فقط من القصر. وتوفر البلدة معرضا للأنتيكات أسبوعيا بالقرب من قناة مائية تتخللها. وبعد 10 أميال أخرى يجد الزائر نفسه في بلدة مارلبورو التي تتميز بجمالها الريفي الطبيعي. أما نيوبري فهي تشتهر بمضمار لسباقات الخيول التي تقام فيها دوريا. وهناك أيضا مصنع صغير لغزل الحرير في المدينة.

* الإقامة
يوجد الكثير من الفنادق متعددة النجوم في مدينة نيوبري لمن يرغب في قضاء وقت أطول في هذه المنطقة الساحرة من الريف الإنجليزي.

* تاريخ عريق
يقع «هايكلير كاسل» على أسس قصر تاريخي يعود تاريخه إلى القرن الثامن، وكان يملكه أسقف وينشستر، وجرى تسجيل القصر ضمن الممتلكات المذكورة في كتاب الإحصاء التاريخي «دومزداي بوك».
انتقلت الملكية في عام 1692 إلى روبرت سوير الذي ورثت عنه القصر ابنته الوحيدة مارغريت. وبدأ ابنها روبرت سوير هربرت في جمع اللوحات الثمينة والعناية بحدائق القصر، حتى وفاته. وورث القصر ابن أخته هنري هربرت الذي أنعم عليه الملك جورج الثالث بلقب «إيرل أوف كارنافرون». وبدأت بعد ذلك سلسة الورثة في عائلة كارنافرون، حيث كان الإيرل الخامس هو مكتشف توت عنخ آمون مع هاورد كارتر، بينما يسكن الإيرل الثامن القصر حاليا مع زوجته وابنه.

* المتحف المصري في «هايكلير كاسل»
يتكون المتحف المصري في «هايكلير كاسل» من قاعتين تشمل الأولى منهما تحف مصرية أصلية بعضها يرجع تاريخه إلى 4 آلاف سنة، والبعض الآخر يعود إلى العصر البطلمي. ويجد الزائر الكثير من النقوش الهيروغليفية وبعض التوابيت المحفوظة.
أما القسم الثاني فهو يحكي قصة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون الشهيرة مع نماذج طبق الأصل للكنوز التي أسفر عنها هذا الكشف. ويفتح المتحف أبوابه لطلاب المدارس الابتدائية في بريطانيا، خارج أوقات الزيارة العامة، وذلك للتعرف على التاريخ المصري القديم والذي هو جزء من المنهج الدراسي العام في بريطانيا.

* بعض الأسرار من قصر «هايكلير كاسل»
*يعود تاريخ بناء المبنى الحالي إلى عام 1842، وصممه السير تشارلز باري الذي صمم أيضا مبنى البرلمان البريطاني في لندن. ولكن القلعة الأصلية تعود إلى العصور الوسطى. وتملك عائلة كارنافرون هذا القصر منذ عام 1670.
*تربط عائلة كارنافرون روابط وثيقة بالملكة إليزابيث الثانية، وهناك غرفة خاصة مخصصة للملكة أثناء زيارتها للقصر.
*أحد جيران القصر هو الثري البريطاني الموسيقار آندرو لويد ويبر، وقد حاول في عام 2010 أن يشتريه حينما كان القصر يواجه متاعب مالية.
*يوم التصوير في مسلسل «داونتون آبي» يبدأ في السابعة صباحا لمدة 12 ساعة، ولا ينتج عن كل هذا الجهد إلا 5 دقائق فقط من أحداث المسلسل. وتتكلف الحلقة الواحدة من المسلسل مليون إسترليني (1.6 مليون دولار).
*بعض جدران الغرف مغطاة بالحرير وبالجلود الإسبانية التي يعود تاريخها إلى القرن الـ16.
*يزور القصر نحو 1200 زائر يوميا في الأيام المفتوحة للزيارة.
*أثناء الحرب العالمية الثانية سقطت 3 طائرات «بي 17» على الأراضي المحيطة بالقصر ونجا جميع طياريها الأميركيين ما عدا واحدا فقط.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».