الوزراء الكرد يؤدون اليمين الدستورية الخميس

أحزابهم تجدد دعمها لحكومة العبادي

نيجيرفان بارزاني
نيجيرفان بارزاني
TT

الوزراء الكرد يؤدون اليمين الدستورية الخميس

نيجيرفان بارزاني
نيجيرفان بارزاني

جددت الأطراف الكردية الخمسة المشاركة في تشكيل الحكومة العراقية أمس تأييدها لحكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، وأكدت على المشاركة الفاعلة في العملية السياسية في العراق، في حين بيّن عضو في تحالف الكتل الكردستانية أن الوزراء الكرد سيؤدون اليمين الدستورية الخميس المقبل ليباشروا مهامهم في الحكومة الجديدة.
وقال نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة الإقليم في مؤتمر صحافي مشترك مع قادة وممثلي الأطراف الكردستانية المشاركة في الحكومة الاتحادية، عقب انتهاء اجتماع مشترك بينها أمس: «اتفقت الأطراف الكردستانية اليوم (أمس) على دعم حكومة رئيس الوزراء الاتحادي حيدر العبادي من أجل إنجاح كابينته، وسنعمل مع هذا الدعم على حل كل المشكلات العالقة بين الإقليم وبغداد، من خلال طاولة الحوار». وتابع بارزاني: «سنحاول إجراء عدد من التغييرات في المناصب الوزارية التي أعطيت للجانب الكردي في الحكومة الاتحادية، المهم أننا حصلنا على خمس وزارات، أي أن جميع الأطراف المشاركة في اجتماع اليوم ستنال حقيبة وزارية في الحكومة الاتحادية الجديدة».
وشدد بارزاني على المهلة التي منحها الجانب الكردي للعبادي لكي يحل كل المشكلات العالقة بين أربيل وبغداد، وقال: «نحن مصرون على مهلة الأشهر الثلاثة التي حددناها لبغداد، نتمنى أن نستطيع حل مشكلاتنا خلال هذه المدة». وأضاف بارزاني أنه لا توجد أي ضمانة لحل هذه المشكلات مع بغداد، مضيفا أن «الضمانة الوحيدة حي وحدة الصف الكردي، لأننا سنشارك في العملية السياسية العراقية بهذه الوحدة الموجودة الآن».
بدوره قال الأمين العام للاتحاد الإسلامي الكردستاني، محمد فرج: «إن الاجتماع بحث حصة الأكراد في تشكيلة الحكومة الاتحادية»، مبينا أن الكرد يمهلون حكومة العبادي وقتا لتجاوز الأزمات العالقة بين أربيل وبغداد».
وكانت الأحزاب الكردية الخمسة المشاركة في الحكومة الاتحادية اجتمعت صباح أمس في المكتب السياسي للاتحاد الإسلامي الكردستاني في أربيل، بحضور الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف، من أجل مناقشة التحاق الوزراء الكرد بالحكومة الاتحادية وآخر المستجدات على الساحات الكردستانية والعراقية والإقليمية.
وقال علي بابير، أمير الجماعة الإسلامية في كردستان، إن «مشاركة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في الاجتماع كانت عبارة عن مشاركة داعمة، إذ أكد إن الأمم المتحدة تؤيد كل المطالب العادلة لإقليم كردستان، ونحن الذين وجهنا إليه الدعوة للحضور».
من جانبه قال ملا بختيار، عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، إن «الأطراف المشاركة في الاجتماع ستصدر بلاغا نهائيا تسلط من خلاله الضوء على مجريات الاجتماع، وأهم المبادئ التي تدخل من خلالها أحزابنا ووزراؤنا في مسؤولية جديدة في العراق ليستطيعوا من خلالها تطبيق الواجبات التي أنيطت بهم من قبل شعب كردستان، وحل المشكلات العالقة بين الإقليم والمركز».
وفي الشأن ذاته قال عضو في تحالف الكتل الكردية في بغداد، فضل عدم الكشف عن اسمه، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الوزراء الكرد سيلتحقون بالحكومة العراقية بعد أن يؤدوا اليمين يوم الخميس المقبل». وكشف المصدر عن أن وفد حكومة الإقليم الذي سيترأسه نيجيرفان بارزاني سيتوجه إلى بغداد خلال الأيام المقبلة لبحث المشكلات العالقة بين أربيل وبغداد، والعمل على إيجاد حل لهذه المشكلات في أسرع وقت ممكن، ورجح المصدر يوم الثلاثاء المقبل موعدا أقصى لهذه الزيارة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.