إشاعات تطال سيناء و«الصندوق السيادي المصري» تُثير قلقاً

خبير اتصالات حدد طُرق المواجهة بـ«التوعية والرقابة والعقوبات»

TT

إشاعات تطال سيناء و«الصندوق السيادي المصري» تُثير قلقاً

حذرت الحكومة المصرية أمس من إشاعات، قالت إنها «تناقلت عبر وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي». وطالبت «بتحري الدقة والموضوعية في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية، للتأكد قبل نشر معلومات لا تستند إلى أي حقائق»، وسط مساع برلمانية لإقرار مشروع قانون لـ«مواجهة الإشاعات».
وطالت إشاعات أمس «سيناء، ومياه الشرب، و«الصندوق السيادي المصري»، وقناة السويس، وأثارت قلقاً وبلبلة بين المصريين»، بحسب مراقبين. وأكدت الحكومة أمس أنها «رصدت 13 شائعة في 7 أيام». وقال الدكتور مقبل فياض، خبير الاتصالات المصري، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مواجهة الإشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي تتطلب أولاً ضرورة توعية المواطنين بعدم تصديق أي خبر يتم تداوله، أو تصديق أي مصدر يتحدث في الشأن العام، وثانياً ضرورة توافر رقابة على هذه المواقع، وهذه الرقابة موجودة، حيث تستطيع الجهات المسؤولة الوصول لمصدر أي شائعة، فضلاً عن تغليظ العقوبات».
وصنف الدكتور فياض من يرجون الإشاعات على مواقع التواصل، إما أن «يكون شخص يريد أن يوقع أذى بمصر عبر إثارة البلبلة والرأي العام، أو شخص قد غرر به ونقل لمجرد النقل». في حين رفض فياض «الدعوات التي تنادي بحجب مواقع التواصل للتصدي للإشاعات»، قائلاً: «هذا غير مطلوب، لأن العالم كله الآن منفتح، وقوانين الحريات تمنح الشخص العادي تصفح مواقع التواصل».
وحول ما تردد من أنباء عن بيع «صندوق مصر السيادي» لأصول وممتلكات الدولة، عن طريق إعادة هيكلتها وتسييلها. أوضح «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» أمس أنه تواصل مع وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، التي نفت تلك الأنباء، مؤكدة أن «(صندوق مصر السيادي) ‏هو صندوق مملوك للدولة، يتكون من أصول مثل الأراضي، أو الأسهم، أو السندات»، مشيرة إلى أن «الهدف الأساسي من إنشاء هذا الصندوق، هو تعظيم قيمة أصول الدولة، واستغلالها استثمارياً بشكل يحقق أعلى عائد للدولة، من خلال تكوين شراكات استثمارية مع القطاع الخاص المحلي والأجنبي، وفقاً لقواعد الحوكمة والاستثمار الدولية، مع وجود رقابة من الجهاز المركزي للمحاسبات بشقيها المالي والقانوني».
«المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» نفى أيضاً ما تردد بشأن منع دخول السلع التموينية إلى محافظة شمال سيناء. وقالت وزارة التموين والتجارة الداخلية، إن «جميع السلع الغذائية متوافرة في المحافظة بشكل طبيعي، وإنه يتم صرف المقررات التموينية لحاملي البطاقات التموينية من أبناء المحافظة كالمعتاد دون توقف»، مشددة على «الأهمية التي توليها الدولة لمحافظة شمال سيناء من خلال تذليل جميع العقبات أمام مواطنيها وتوفير كافة مستلزماتهم»ـ كما نفت الشركة «القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي» ما تردد عن اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي في بعض المحافظات المصرية، مؤكدة «سلامة وأمان مياه الشرب وصلاحيتها للاستخدام»، موضحة أن «شبكتي مياه الشرب والصرف الصحي منفصلتان، ولا يتم وضعهما على مستوى واحد، فشبكات مياه الشرب شبه سطحية وتعمل تحت ضغط، أما الشبكات الخاصة بالصرف فهي عميقة».
ولطالما شكت الحكومة المصرية من انتشار إشاعات تستهدف نشر البلبلة بين المواطنين. وسبق أن قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «بلاده تواجه أنوعاً مختلفة من التحديات منها ما وصفه بـ(حرب نفسية، وأكاذيب) تستهدف (إثارة الشك والحيرة وبث الخوف)».
ويشار إلى أن لجنة «الشؤون الدستورية والتشريعية» بمجلس النواب المصري (البرلمان) تدرس الآن، مشروع قانون لـ«مواجهة الإشاعات»... وينص «على عقوبة السجن مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تزيد عن 3 سنوات، لكل شخص يثبت أنه وراء صنع أو ترويج أو تجنيد أو نشر أي شائعة كاذبة، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تتجاوز 100 ألف جنيه».
وقال مقبل فياض، إنه «مطلوب بالفعل تغليظ العقوبات على من يقوم بترويج الإشاعات، لأن ترويج الشائعة يبدأ من كونه جريمة بسيطة، وقد تصل إلى الخيانة العظمى، وتدخل ضمن الأمن القومي للبلاد، ولا بد أن يكون هناك عقاب شديد».
في غضون ذلك، نفى «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» أمس، ما تردد بشأن اعتزام هيئة قناة السويس زيادة رسوم عبور سفن الصب، وناقلات النفط، التي تزيد حمولاتها عن 20 ألف طن بنسبة تصل إلى 5 في المائة. وأوضح المركز أن «رسوم العبور ثابتة كما هي، ولم يطرأ عليها أي زيادات منذ 5 سنوات، وذلك حرصاً من الهيئة على جعل قناة السويس ممراً أكثر تنافسية مع الطرق البديلة»، مشيرة إلى أن «إقرار رسوم العبور تخضع لدراسات مستفيضة، ولا تتم بطريقة عشوائية، كما يتم الإعلان عنها بمنتهى الشفافية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.