أنقرة تطالب موسكو بوقف هجمات دمشق في إدلب

فصائل مقاتلة تصد قوات النظام في قرية استراتيجية

TT

أنقرة تطالب موسكو بوقف هجمات دمشق في إدلب

طالبت الحكومة التركية روسيا بوقف هجمات النظام على مناطق شمال سوريا، من أجل الحفاظ على الوضع الراهن ومنع تدفق مزيد من اللاجئين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق السلطات الروسية لمنع تحرشات النظام السوري، لأن اتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب لا يزال سارياً.
وأضاف كالين، أمس، أن الوضع في إدلب لا يزال حساساً، وأن اللقاءات مع السلطات الروسية مستمرة، مشيراً إلى ضرورة الحفاظ على الوضع الراهن في إدلب، من أجل منع حدوث أزمة إنسانية جديدة فيها.
وينفذ الجيش السوري بدعم من روسيا حملة عسكرية جديدة في إدلب، وتقصف مقاتلاته قرى وبلدات المحافظة تزامناً مع أنباء عن نية الجيش بدء معركة عسكرية لتوسيع مناطق سيطرته من المحور الجنوبي.
كانت تركيا أعلنت عن قمة رباعية مرتقبة لمناقشة التطورات في سوريا تعقد في لندن في 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بمشاركة قادة كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وتركيا. وفي الوقت ذاته، تواصل تعزيز نقاط مراقبتها العسكرية في منطقة خفض التصعيد في إدلب التي أُنشئت بموجب تفاهمات آستانة.
في الوقت ذاته، نفذت القوات التركية والروسية الدورية البرية المشتركة التاسعة شرق نهر الفرات في سوريا، أمس (الأربعاء).
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إن الدورية البرية جرت وفق ما هو مخطط له في إطار «اتفاق سوتشي»، مع روسيا، الموقع في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في المنطقة بين رأس العين والقامشلي، بمشاركة 4 مركبات برية من كل طرف وطائرات مسيرة، على عمق 9 كيلومترات وطول 38 كيلومتراً.
في السياق ذاته، ذكرت الوزارة أنه تم ضبط 683 منصة إطلاق صواريخ و93 قنبلة مصنعة يدوياً في ورشة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في مدينة رأس العين بمحافظة الحسكة الواقعة ضمن منطقة عملية «نبع السلام» العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا.
في غضون ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بمقتل عدد من أفراد الفصائل المسلحة الموالية لتركيا في انفجار سيارة مفخخة وقع في ريف رأس العين، مشيرة إلى أن الانفجار استهدف عناصر من الفصائل المتحالفة مع الجيش التركي في حاجز تابع لهم بقرية كوع شلاح في ريف رأس العين، وأسفر أيضاً عن سقوط جرحى تم نقلهم إلى تركيا للعلاج.
إلى ذلك، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن 368 ألفاً و217 لاجئاً سورياً عادوا إلى بلادهم من تركيا، بعد تطهير مناطقهم من «الإرهاب» خلال السنوات القليلة الماضية.
وقال صويلو، في كلمة أمام البرلمان التركي في أنقرة، أمس، إن بلاده تحارب بمفردها تنظيمات إرهابية كثيرة في المنطقة، وإنها تمكنت من تحييد 363 إرهابياً خلال 2019.
وأشار صويلو إلى أن نحو 100 ألف سوري يقيمون في إسطنبول بشكل محالف غادروها منذ أوائل يوليو (تموز) الماضي، عندما حددت الحكومة مهلة للسوريين غير المسجلين بالمدينة لمغادرتها إلى ولايات أخرى، حتى 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ونشرت منظمتا «العفو الدولية» و«هيومن رايتس ووتش» تقارير الشهر الماضي، تفيد بأن تركيا ترسل اللاجئين السوريين قسراً إلى شمال سوريا، ووصفت وزارة الخارجية التركية المزاعم الواردة في التقارير بأنها كاذبة.
في الوقت ذاته، انتقد «حزب الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة التركية، سياسات الرئيس رجب طيب إردوغان، وحكومته تجاه سوريا، ورأت أنها عرَّضت الأمن القومي التركي للخطر.
وقال نائب رئيس الحزب سعيد تورون، في مقابلة تلفزيونية، أمس، إن إردوغان تدخل في شؤون سوريا، وقدّم كل أنواع الدعم للمجموعات الإرهابية المسلحة، وهو ما اعترض عليه حزب الشعب الجمهوري منذ البداية مشدداً على ضرورة التواصل المباشر مع الدولة السورية.
إلى ذلك، استعادت فصائل المعارضة السورية قرية استراتيجية في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعد ساعات من سيطرة القوات الحكومية السورية عليها.
وقال الناطق باسم «الجبهة الوطنية للتحرير» النقيب ناجي المصطفى، في بيان صحافي تلقت «وكالة الأنباء الألمانية» نسخة منه: «عند منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء تقدمت القوات الحكومية مدعومة بالطيران الروسي على محور بلدة سنجار بريف إدلب الشرقي وسط تمهيد مدفعي وجوي عنيف، وبدأت بالاشتباك مع مقاتلينا في محاولة للسيطرة على قرية المشيرفة، قواتنا تصدت للهجوم».
وأشار إلى استهداف مجموعة متقدمة بصاروخ موجه تركهم بين قتيل وجريح مما اضطر بقية المجموعات للانسحاب، لافتاً إلى «معاودة تكثيف نيران المدفعية والطيران باتجاه قرية المشيرفة، حيث استخدمت الطائرات الروسية قنابل الفوسفور المحرم دولياً، وبعدها عاود العدو الهجوم البري».
وأكد المصطفى: «قام مقاتلونا بالانحياز عن بعض النقاط وعمل عدة كمائن وانتظار قوات العدو للدخول إلى أطراف القرية ثم الانقضاض عليهم، وسقط خلال الهجوم قتلى وجرحى، وتم أسر سبعة عناصر، واغتنام عدة آليات وأسلحة وذخائر متنوعة، واستعادة السيطرة التامة على المنطقة».
من جانبه، أكد مصدر مقرب من القوات الحكومية السورية سقوط قتلى وجرحى خلال التقدم باتجاه قرية المشرفة، قائلاً: «دخلت قواتنا ووصلت إلى مركز القرية، وقام عناصر المجموعات الإرهابية بنصب كمين لقواتنا أدى لمقتل نحو 15 عنصراً، وإصابة أكثر من 10 آخرين، إضافة إلى وقوع عدد من العناصر أسرى».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.