إسرائيل تعزل أسيراً فلسطينياً أمضى في سجونها 40 عاماً

الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي شاباً وكما هو الآن (وفا)
الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي شاباً وكما هو الآن (وفا)
TT

إسرائيل تعزل أسيراً فلسطينياً أمضى في سجونها 40 عاماً

الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي شاباً وكما هو الآن (وفا)
الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي شاباً وكما هو الآن (وفا)

عزلت إدارة سجون الاحتلال، الأسير نائل البرغوثي (62 عاماً) في زنازين معتقل «بئر السبع - إيشل»، وهددته بالنقل إلى معتقل آخر.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، أمس، إن إدارة المعتقلات تذرعت بصدور تصريحات عن الأسير البرغوثي بمناسبة دخوله عامه الـ40 في الأسر، وعلى خلفية ذلك عزلته. واعتبر نادي الأسير أن هذه الخطوة ما هي إلا عملية انتقامية تنفذها إدارة المعتقلات بحق الأسير البرغوثي.
ويقضي البرغوثي أطول فترة اعتقال في الأسر، ومدتها 40 عاماً، حيث قضى (34 عاماً)، بشكل متواصل، وتحرر في صفقة «وفاء الأحرار» عام 2011، إلى أن أُعيد اعتقاله مجدداً عام 2014 إلى جانب العشرات من المحررين، قبل أن تعيد إسرائيل له حكمه السابق، ومدته المؤبد و18 عاماً.
ولد البرغوثي في 24 أكتوبر (تشرين الأول) 1957، واعتقل في الرابع من أبريل (نيسان) عام 1978، بتهمة قتل جندي إسرائيلي. ويوم الأحد دخل البرغوثي، عامه الأربعين، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لتكون فترة أسره أطول فترة اعتقال يقضيها أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
وقال نادي الأسير إن البرغوثي البالغ من العمر (62 عاماً) من بلدة كوبر قرب رام الله، واجه الاعتقال منذ عام 1978، منها 34 عاماً، بشكل متواصل؛ حيث تحرر في صفقة التبادل 2011، ثم أُعيد اعتقاله 2014 إلى جانب العشرات من المحررين بالصفقة. ولفت البيان إلى عدة رسائل كان البرغوثي قد وجهها عبر محامين وعائلته، أكد فيها على أن المخرج الأول لتحرير المعتقلين هي الوحدة الوطنية، معتبراً أن الوحدة هي المنطلق الأول لاستعادة الهوية الفلسطينية، كما وجه في وقت سابق رسالة في ذكرى ميلاده الـ62، قال فيها: «يوم ميلادي يذكرني بميلاد كل ثورة تطالب بالحرية، وأشعر كأني أُولد من جديد».
وأضاف نادي الأسير: «خلال سنوات اعتقاله، فقدَ البرغوثي والديه، وتوالت أجيال، ومرت العديد من الأحداث التاريخية على الساحة الفلسطينية»، علماً بأنه تزوج عقب تحرره في صفقة التبادل عام 2011 من الأسيرة المحررة، إيمان نافع، إلى أن أُعيد اعتقاله عام 2014.
وصدر بحقه حُكم مدته 30 شهراً، وبعد قضائه مدة محكوميته أعاد الاحتلال حُكمه السابق، وهو المؤبد و18 عاماً، إلى جانب العشرات من محرري صفقة «وفاء الأحرار» الذين أُعيدوا إلى أحكامهم السابقة، وغالبيتهم يقضون أحكاماً بالسّجن المؤبد.
وُلد البرغوثي في قرية كوبر قضاء رام الله في 23 أكتوبر 1957. واعتقل للمرة الأولى عام 1978، (19 عاماً حينها)، وحُكم عليه بالسجن المؤبد و18 عاماً، وقد رفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه رغم مرور العديد من صفقات التبادل والإفراجات التي تمت في إطار المفاوضات.
خلال مكالمته الأخيرة مع زوجته، قال لها: «اعتقلت شاباً وخرجت أشيباً، وعدت مرة أخرى، لا أعرف كم سيحتمل هذا الجسد، ولا متى ستشرق شمس الحرية مرة أخرى».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.