ألمانيا تسابق هولندا على صدارة التصفيات وصراع ثلاثي على بطاقة في المجموعة الخامسة

إنجلترا اختتمت مشوارها بمهرجان تهديفي والبرتغال ضمنت فرصة دفاعها عن لقبها بطلة لأوروبا

هاري كين (يسار) يسجل لإنجلترا في مرمى كوسوفو ليتصدر قائمة الهدافين (أ.ب)  -  غاريث بيل يحمل آمال ويلز للتأهل للنهائيات (إ.ب.أ)
هاري كين (يسار) يسجل لإنجلترا في مرمى كوسوفو ليتصدر قائمة الهدافين (أ.ب) - غاريث بيل يحمل آمال ويلز للتأهل للنهائيات (إ.ب.أ)
TT

ألمانيا تسابق هولندا على صدارة التصفيات وصراع ثلاثي على بطاقة في المجموعة الخامسة

هاري كين (يسار) يسجل لإنجلترا في مرمى كوسوفو ليتصدر قائمة الهدافين (أ.ب)  -  غاريث بيل يحمل آمال ويلز للتأهل للنهائيات (إ.ب.أ)
هاري كين (يسار) يسجل لإنجلترا في مرمى كوسوفو ليتصدر قائمة الهدافين (أ.ب) - غاريث بيل يحمل آمال ويلز للتأهل للنهائيات (إ.ب.أ)

في الوقت الذي ضمنت فيه البرتغال فرصة الدفاع عن لقبها بطلة لأوروبا، بتأهلها إلى النسخة الـ16، في الجولة الأخيرة التي شهدت مهرجاناً تهديفياً آخر لإنجلترا المتأهلة أصلاً، تسعى ألمانيا اليوم إلى إنهاء التصفيات في صدارة المجموعة الثالثة أمام غريمتها هولندا، فيما تشهد المجموعة الخامسة صراعاً ثلاثياً على البطاقة العشرين الأخيرة المؤهلة مباشرة إلى النهائيات القارية، المقررة في 12 مدينة احتفالاً بالذكرى الستين لانطلاقها.
وعلى ملعب «كومرتسبانك أرينا»، تبدو الفرصة ملائمة تماماً أمام ألمانيا للإبقاء على صدارتها لترتيب المجموعة الثالثة، وما يترتب على ذلك من وضعها في المستوى الأول خلال قرعة النهائيات المقررة في الـ30 من الشهر الحالي، وذلك عندما تستضيف آيرلندا الشمالية في فرانكفورت، لا سيما أن رجال المدرب يواكيم لوف قد فازوا ذهاباً خارج قواعدهم (2-صفر).
وتدخل ألمانيا لقاء فرانكفورت وهي ضامنة لتأهلها إلى النهائيات للمرة الثالثة عشرة (رقم قياسي) في تاريخها المتوج بثلاثة ألقاب (1972 و1980 و1996)، بصحبة غريمتها هولندا، بعد فوزها في الجولة السابقة على بيلاروسيا (4-صفر)، وتعادل هولندا مع آيرلندا الشمالية من دون أهداف.
وانتزعت ألمانيا الصدارة من هولندا بفارق نقطتين، نتيجة تعادل الأخيرة، وبالتالي تحتاج إلى الفوز بمباراة اليوم للبقاء أولى، لأن تعادلها وفوز فريق المدرب رونالد كومان على ضيفهم الإستوني في أمستردام سيمنح المنتخب الهولندي الصدارة مجدداً، بفارق المواجهتين المباشرتين، بما أنه خسر ذهاباً على أرضه (2-3)، وفاز إياباً في هامبورغ (4-2).
وبعد الفوز الكبير على بيلاروسيا، السبت، لمح لوف إلى إمكانية إجراء تعديلات على تشكيلته، بالقول: «أعتقد أني سأجري تغييراً من أجل منح بعض اللاعبين الذين لم يلعبوا هذه المرة، أو التي سبقتها، فرصة اللعب».
وبعد أن اكتفت بالفوز في 4 مباريات فقط من أصل 16 خاضتها، إن كان ودياً أو في مونديال روسيا 2018 ودوري الأمم الأوروبية، استعادت ألمانيا شيئاً من هيبتها التي فقدت، خصوصاً بعد تنازلها عن اللقب العالمي بخروج مخزٍ من الدور الأول صيف 2018، بتحقيقها الفوز في 6 من مبارياتها الثمانية الأخيرة (هزيمة واحدة خلال هذه السلسلة، كانت ضد هولندا في التصفيات الحالية).
ورغم خروجها من سباق التأهل المباشر إلى النهائيات، لا تزال آيرلندا الشمالية، كما حال بيلاروسيا الرابعة، أمام فرصة بلوغ البطولة القارية عبر ملحق دوري الأمم الأوروبية، المقرر في مارس (آذار) المقبل.
وكان مدرب آيرلندا الشمالية مايكل أونيل فخوراً بما حققه لاعبوه في هذه المجموعة، ووجودهم في المركز الثالث بفارق 3 نقاط فقط عن هولندا (حسمت الأخيرة التأهل قبل جولة اليوم الختامية، بفضل المواجهتين المباشرتين بين المنتخبين)، موضحاً: «لقد تواجهنا مع اثنين من أفضل المنتخبات في أوروبا، وضد لاعبين من الأفضل في أهم الأندية الأوروبية، ولم نخسر بسهولة في أي من مبارياتنا».
وأضاف: «نشعر بالخيبة لخسارتنا ضد ألمانيا (صفر-2) ذهاباً. ويجب علينا لدى خوضنا الملحق (المخصص لدوري الأمم الأوروبية الذي يمنح البطاقات الأربعة الأخيرة إلى النهائيات) أن يكون مستوانا فعالاً؛ هذا هو الدرس الذي تعلمناه».
وفي أمستردام، وبعد ضمان العودة إلى ساحة الكبار، وتعويض خيبة الغياب عن كأس أوروبا 2016 ومونديال روسيا 2018، تخوض هولندا مباراتها وضيفتها إستونيا دون أي ضغوط، مما يرجح أن يلجأ المدرب كومان إلى منح فرصة لبعض اللاعبين الذين لم يشاركوا كثيراً في هذه التصفيات.
ويمني الهولنديون النفس بأن يتكرر سيناريو 1988، حين توجوا أبطالاً لأوروبا، بعد أن غابوا عن البطولات الكبرى الثلاث التي سبقتها، أي نهائيات مونديالي 1982 و1986 وكأس أوروبا 1984.
وفي المجموعة الخامسة، تتنافس ويلز وضيفتها المجر على البطاقة العشرين الأخيرة المؤهلة مباشرة إلى النهائيات، واللحاق بكرواتيا وصيفة بطل العالم.
وضمنت كرواتيا صدارة المجموعة بـ17 نقطة، وأنهت مبارياتها، فيما تحتل المجر المركز الثاني بـ12 نقطة، بفارق نقطة فقط عن مضيفتها ويلز، مما يعني أن فوز أي من المنتخبين سيمنحه بطاقة العبور إلى النهائيات.
وستكون سلوفاكيا الرابعة متربصة، إذ إن التعادل بين ويلز والمجر سيمنحها فرصة التأهل، في حال فازت بدورها على ضيفتها أذربيجان الأخيرة. وتتخلف سلوفاكيا بفارق نقطتين عن المجر، ونقطة عن ويلز، مما يعني أن انتهاء مباراة كارديف بالتعادل، وفوزها على أذربيجان، سيجعلها على المسافة ذاتها من المجر، مع أفضلية المواجهتين المباشرتين مع الأخيرة، بما أنها فازت عليها ذهاباً وإياباً (2-صفر) و(2-1) توالياً.
وتقام مباريات هامشية في المجموعتين التاسعة والسابعة اللتين حسمت بطاقاتها الأربعة المؤهلة مباشرة إلى النهائيات والصدارة أيضاً. وتبدو بلجيكا مرشحة لإنهاء المجموعة التاسعة بالعلامة الكاملة، وتحقيق فوزها التاسع توالياً، عندما تستضيف قبرص في بروكسل، باحثة عن تعزيز غلتها الهجومية، بعد أن سجلت 34 هدفاً، في 9 مباريات، فيما اهتزت شباكها مرتين فقط.
وحسمت بلجيكا الصدارة، بتقدمها بفارق 6 نقاط عن روسيا الثانية المتأهلة أيضاً إلى النهائيات قبل مباراتها الختامية اليوم ضد مضيفتها سان مارينو، فيما تلعب اسكتلندا التي تشارك في ملحق دوري الأمم الأوروبية على أمل الحصول على إحدى بطاقته الأربعة إلى النهائيات، مع ضيفتها كازاخستان.
ولا يختلف الوضع في المجموعة السابعة، لأن بولندا ضامنة للصدارة، حتى في حال خسارتها أمام ضيفتها سلوفينيا في وارسو، وذلك بسبب أفضلية المواجهتين المباشرين مع وصيفتها النمسا التي تتخلف عنها بفارق 3 نقاط، قبل اختبارها الأخير اليوم في ضيافة لاتفيا.
وفي سكوبيي، تتواجه مقدونيا الشمالية مع ضيفتها إسرائيل، في مباراة هامشية لمنتخبين سيشاركان في ملحق دوري الأمم الأوروبية الربيع المقبل، على أمل نيل إحدى البطاقات الأربعة.
وكانت البرتغال حاملة اللقب قد ضمنت بطاقة التأهل للنهائيات، بفوزها على مضيفتها لوكسمبورغ (2-صفر) في الجولة الأخيرة للمجموعة الثانية التي حسمت أوكرانيا بطاقتها الأولى.
وضمنت أوكرانيا الصدارة، كونها كانت متقدمة على البرتغال الثانية بفارق 5 نقاط، وقد تقلص الفارق إلى 3 الأحد، بعد تجنبها الهزيمة الأولى في هذه التصفيات، وتعادلها القاتل مع مضيفتها صربيا (2-2)، بفضل هدف في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع للبديل أرتيم بيسيدين.
وبتأهل البرتغال، ارتفع عدد المنتخبات التي ضمنت بطاقاتها إلى النهائيات المقررة في 12 مدينة، احتفالاً بمرور 60 عاماً على انطلاق البطولة القارية، إلى 17، بعدما لحقت بكل من: أوكرانيا، وبلجيكا، وروسيا، وإيطاليا، وفنلندا، وبولندا، والنمسا، وإسبانيا، والسويد، وتركيا، وفرنسا، وإنجلترا، وتشيكيا، وكرواتيا، وهولندا، وألمانيا.
وحسمت البرتغال، المتوجة عام 2016 بلقبها القاري الأول، ثم تلته في يونيو (حزيران) الماضي بلقب النسخة الأولى من دوري الأمم الأوروبية، البطاقة الثانية على حساب صربيا، وتأهلت إلى النهائيات للمرة السابعة توالياً، بتحقيقها الفوز الخامس الذي جاء رغم صعوبة اللعب على أرضية ملعب «جوسي بارتيل» بسبب رداءة العشب الذي وصفه النجم كريستيانو رونالدو بأنه حقل بطاطس وليس ملعباً.
وهذا ما تطرق إليه المدرب فرناندو سانتوس أيضاً بالقول: «لم نقدم أداء جيداً بسبب أرضية الملعب، لكن في نهاية المطاف أثبتنا أننا أحد أكبر الفرق في أوروبا والعالم». ووجد المنتخب البرتغالي صعوبة في الوصول إلى منطقة مضيفه المتواضع، لكن الفرج جاء في الدقيقة 39، عندما مرر برناردو سيلفا الكرة باتجاه القائد كريستيانو رونالدو، لكنها وصلت عن غير قصد إلى برونو فرنانديس الذي تقدم بها قبل أن يطلقها في الشباك، ثم جاء هدف الاطمئنان الثاني، حين سجل رونالدو من عرضية برناردو سيلفا في الدقيقة 86.
ورفع رونالدو رصيده إلى 11 هدفاً في المباريات الثمانية التي خاضها في هذه التصفيات، معززاً مركزه كثاني أفضل هداف على الصعيد الدولي بـ99 هدفاً في 164 مباراة، خلف الإيراني علي دائي (109 في 149).
وفي المجموعة الأولى، أنهى المنتخب الإنجليزي مشواره بفوز سابع، جاء بنتيجة كبيرة على حساب مضيفه الكوسوفي (4-صفر).
وكان فريق المدرب غاريث ساوثغيت قد حسم بطاقته إلى النهائيات القارية في الجولة الماضية، بعد أن خرج منتصراً من مباراته الدولية الألف، بنتيجة كاسحة أيضاً على مونتينيغرو بسباعية نظيفة، ضامناً تأهله بصحبة تشيكيا، وصدارة المجموعة بفارق 7 نقاط عن الأخيرة التي منيت بهزيمة ثانية على يد مضيفتها بلغاريا، بهدف سجله فاسيل بوجيكوف. ورغم هامشية المباراة، لم يتراخَ منتخب «الأسود الثلاثة» الذي عاد إليه جناح مانشستر سيتي رحيم سترلينغ، بعد أن استبعد عن مباراة الخميس ضد مونتينيغرو بسبب إشكال في التمارين مع مدافع ليفربول جو غوميز. ولعب سترلينغ دوراً بهذا الفوز، بتمريرتين حاسمتين لهاري كين الذي رفع رصيده إلى 12 هدفاً في هذه التصفيات في الدقيقة 79، وماركوس راشفورد (83)، فيما كان الهدفان الآخران من نصيب لاعبي وسط توتنهام وتشيلسي هاري وينكس في الدقيقة (32)، والبديل مايسون ماونت (90)، اللذين افتتحا رصيدهما الدولي.
ووفقاً للإحصاءات، سجل المنتخب الإنجليزي 38 هدفاً في 2019، وهي ثاني أعلى نتيجة تهديفية له خلال عام بعد 1908، حين سجل 39 هدفاً.
وقال القائد كين الذي انفرد في صدارة هدافي التصفيات: «كنا ضامنين لتأهلنا، وبالتالي لم يكن من السهل ذهنياً أن ندخل في الأجواء مجدداً، لكننا أحسنا القيام بعملنا، وتقدمنا (1-صفر). مررنا بلحظات صعبة، حيث وضعونا تحت الضغط، لكننا استوعبنا الأمر، وكنا حاسمين في نهاية اللقاء؛ (4-صفر) نتيجة رائعة».
وفي المجموعة الثامنة، حسمت فرنسا بطلة العالم الصدارة، وما يترتب عنها من وضعها في المستوى الأول خلال القرعة المقررة في الـ30 من الشهر الحالي، وذلك بفوزها على مضيفتها ألبانيا (2-صفر). وكانت فرنسا ضامنة تأهلها إلى النهائيات عن هذه المجموعة، بصحبة تركيا التي بقيت ثانية بفارق نقطتين عن رجال المدرب ديدييه ديشامب، رغم فوزها على مضيفتها المتواضعة أندورا بهدفين.


مقالات ذات صلة

مساعد مدرب برشلونة: نعاني من جدول مزدحم بالمباريات

رياضة عالمية يعاني برشلونة في الدوري المحلي منذ أكثر من شهر (أ.ب)

مساعد مدرب برشلونة: نعاني من جدول مزدحم بالمباريات

بعد الهزيمة الثانية على التوالي في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم على أرضه أرجع ماركوس سورغ مساعد مدرب برشلونة معاناة الفريق إلى جدول المباريات المرهق

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (رويترز)

غوارديولا: أتقاضى راتباً ضخماً… يجب أن أجد حلاً!

تحمل بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي مسؤولية النتائج السيئة التي يحققها الفريق.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية نيكولاس جاكسون يحرز هدف تشيلسي الثاني في مرمى برنتفورد (رويترز)

البريمرليغ: تشيلسي يقترب من ليفربول... وصحوة توتنهام

واصل تشيلسي نتائجه الجيدة على ملعب «ستامفورد بريدج» بقيادة مدربه الجديد الإيطالي إنزو ماريسكا، محققاً فوزه الخامس توالياً على حساب ضيفه برنتفورد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية نهضة بركان يحلق في صدارة مجموعته بالكونفدرالية الأفريقية (نادي نهضة بركان)

«الكونفدرالية الأفريقية»: نهضة بركان يحلق في الصدارة... واتحاد الجزائر يستعرض بثلاثية

فاز فريق نهضة بركان بشق الأنفس على ضيفه الملعب المالي بنتيجة 1 - صفر في الجولة الثالثة بالمجموعة الثانية لكأس الكونفدرالية الأفريقية.

«الشرق الأوسط» (بركان)
رياضة عالمية سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان (رويترز)

إنزاغي: أرشح لاتسيو للمنافسة على لقب الدوري الإيطالي

يعتقد سيموني إنزاغي مدرب إنتر ميلان أن ناديه السابق لاتسيو بإمكانه المنافسة على لقب الدوري الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».