إسرائيل تقصف مواقع لـ«حماس» في غزة رداً على إطلاق صواريخ

غارة جوية إسرائيلية على خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
غارة جوية إسرائيلية على خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تقصف مواقع لـ«حماس» في غزة رداً على إطلاق صواريخ

غارة جوية إسرائيلية على خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
غارة جوية إسرائيلية على خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

قصف الجيش الإسرائيلي، اليوم (السبت)، مواقع لـ«حماس» في غزة، بعدما بقيت الحركة التي تسيطر على القطاع المحاصر في منأى عن الضربات في دوامة العنف الأخيرة، ما يؤكد هشاشة اتفاق التهدئة، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وبعيد الساعة الخامسة (03:00 ت.غ)، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن ضربات في قطاع غزة بعد اعتراضه صاروخين بفضل منظومته الدفاعية؛ «القبة الحديدية».
لكن في تغيير مهم منذ مطلع الأسبوع الحالي، قالت إسرائيل إنها قصفت «مواقع لـ(حماس)» وليس لحركة «الجهاد الإسلامي».
وأوضح الجيش الإسرائيلي في رسالة عبر تطبيق «واتساب» أن «صاروخين أُطلقا من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، واعترضهما نظام (القبة الحديدية)». وأضاف أنه قصف على الأثر مواقع لـ«حماس» في غزة.
من جهتها، قالت مصادر أمنية فلسطينية إنّ الضربات الإسرائيلية استهدفت موقعين لـ«حماس» في شمال القطاع، حيث يعيش مليونا فلسطيني تحت الحصار الإسرائيلي.
وأكد صحافيون من «وكالة الصحافة الفرنسية» حدوث الضربات الإسرائيلية وتحدثوا عن رد عليها من القطاع.
وأطلق الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء الماضي، سلسلة ضربات استهدفت على حد قوله، عناصر من حركة «الجهاد الإسلامي» في غزة، متجنباً في الوقت نفسه ضرب «حماس» التي أبرمت منذ أشهر اتفاق تهدئة مع إسرائيل.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دوناتان كونريكوس: «خلال العملية ميّزنا بين (حماس) و(الجهاد الإسلامي)»، موضحنا: «أردنا إبقاء (حماس) خارج المعارك».
من جهتها، قررت «حماس» على ما يبدو عدم مساندة حركة «الجهاد الإسلامي» حتى لا تعرض اتفاق تهدئة أبرمته مع إسرائيل بعد التفاوض بشأنه، وينص على تقديم مساعدة شهرية بملايين الدولارات.
وبعد مواجهات استمرت يومين وأسفرت عن سقوط 34 قتيلاً في قطاع غزة، ولم تسفر عن قتلى في إسرائيل التي استهدفت بـ450 صاروخاً، وافقت حركة «الجهاد الإسلامي» وإسرائيل على وقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ، صباح أول من أمس (الخميس).
لكن وقف إطلاق النار هذا يبقى هشّاً إذ إن الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارات على غزة أمس (الجمعة) بعد إطلاق صواريخ من القطاع بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ.
وقبيل دخول التهدئة حيز التنفيذ صباح الخميس، أدى قصف إسرائيلي إلى مقتل ثمانية من أفراد عائلة واحدة في دير البلح بجنوب قطاع غزة.
وأسفرت الغارة عن مقتل رسمي أبو ملحوس الذي قالت القوات الإسرائيلية إنه «قيادي» في حركة «الجهاد الإسلامي»، مع زوجتيه وخمسة أطفال. لكن الحركة نفت ذلك موضحة أنه كان «محسوباً عليها».
لكن إسرائيل اعترفت بأن هذه الغارة على عائلة أبو ملحوس أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين «لم يكونوا متوقعين».
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان أنه «ضرب الخميس بنية تحتية عسكرية لـ(الجهاد الإسلامي) في دير البلح»، لكنه قال إنه «حسب المعلومات المتاحة للجيش في وقت الغارة، لم يكن من المتوقع أن يتعرض أي من المدنيين للأذى نتيجة لها».
وأضاف البيان أن الجيش الإسرائيلي الذي كان قد اتهم حركة «الجهاد الإسلامي» باستخدام «دروع بشرية» للوقاية من الضربات و«يحقق في الأذى الذي لحق بالمدنيين جراء الغارة».
ونُقل ناجون من الضربات، وبينهم أطفال أصبحوا أيتاماً، إلى مستشفى محلي.
وقال أحد أقاربهم عيد أبو ملحوس: «هل هؤلاء إرهابيون؟». ويضيف عيد: «كان الأولاد في المنزل وسقطت عليهم الصواريخ. إنهم أبرياء ولم يتبقّ لهم سوى الذكريات المؤلمة التي ستحتاج لوقت من أجل التعافي من آثارها».
ودوامة العنف التي استمرت من الثلاثاء إلى الخميس أسفرت عن أكبر حصيلة للقتلى منذ الصدامات بين جنود إسرائيليين وفلسطينيين التي سقط فيها نحو ستين قتيلاً في منتصف مايو (أيار) 2018، يوم افتتاح سفارة الولايات المتحدة في القدس.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.