العراق يرحب باستمرار الجهود الدولية لمحاربة «داعش»

أكد استعداده لاستقبال مواطنيه في مخيم الهول بعد التدقيق الأمني

TT

العراق يرحب باستمرار الجهود الدولية لمحاربة «داعش»

رحب العراق باستمرار الجهود الدولية لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، وذلك خلال المؤتمر الدولي الخاص بذلك الذي عقد في واشنطن أول من أمس. وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان لها، إن وزير الخارجية محمد علي الحكيم شارك في هذا المؤتمر الذي جاء بعد أقل من شهر على مقتل زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي.
وأضاف البيان أن الحكيم «أعرب عن شكر العراق لدول التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركيّة للمُساندة في هزيمة تنظيم داعش الإرهابيّ، والجُهُود المبذولة في دعم إعادة الاستقرار، وتقديم الخدمات الأساسية إلى المُدُن المُحرَّرة، وعودة النازحين إلى مُدُنهم، وتعزيز جُهُود الإعمار، وإلى بعثة الناتو (حلف شمال الأطلسي) لجُهُودها في مجال بناء القدرات الأمنيّة، والتدريب، والمشورة». وأشاد الوزير الحكيم «بالجُهُود الاستخباريّة التي بذلها جهاز المُخابَرات الوطني العراقيّ، ودوره الأساسي في عمليّة قتل الإرهابي أبو بكر البغداديّ»، مُوضِحاً: «أثمر التعاون، وتبادل المعلومات الاستخباريّة، والتنسيق عالي المُستوى بين دول التحالف عن تحديد مكان زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغداديّ، والقضاء عليه».
وأكّد الحكيم في كلمته «أهمية تعزيز العمل، وتوحيد الجُهُود الدوليّة لإيجاد حلٍّ سياسي للأزمة في سوريا بما يضمن وحدتها، وسيادتها، وتأثيره المُباشِر في الأمن، والاستقرار الإقليمي»، داعياً إلى «معالجة الوضع الإنساني للعائلات في مُخيَّم الهول في سوريا، ومنع تنظيم داعش من اختراق مُخيّمات النازحين، ونشر فكره الإرهابيّ، وإعادة تنظيم صُفوفه». وعن موقف العراق من العوائل في مُخيَّم الهول؛ بيّن: «يُبدي العراق استعداده لاستقبال العوائل العراقـيّة في مُخيَّم الهول بعد إجراء التدقيق الأمنيِّ، والتأكّد من جنسيتهم العراقية».
ودعا الوزير الحكيم دول التحالف إلى «المُساعَدة في عملية نقلهم، ووضع برامج إعادة الاندماج والتأهيل»، مضيفاً: «يحثّ العراق الدول على تحمُّل مسؤوليّاتها، وتسلّم رعاياها، وضمان مُحاسَبة المُتورِّطين منهم في بلدانهم». وجدد الدعوة إلى «الدول كافة للتعاون بشكل فوري مع العراق؛ تنفيذاً لالتزاماتها في تسلّم رعاياها من عوائل الإرهابيين المُحتجَزين في العراق، أو من المُقاتِلين الذين لم تُسجَّل بحقهم أحكام قضائيّة جنائيّة؛ بسبب مُشارَكتهم في الأعمال الإرهابيّة، مُثمِّناً مُبادَرات الدول التي تعاونت معنا في هذا المجال».
في سياق ذلك، أعلنت المفوضة الروسية لحقوق الطفل، آنا كوزنيتسوفا، أنها ستتوجه في القريب العاجل إلى العراق لإعادة أطفال مواطنين روس مرتبطين بـ«داعش»، مؤكدة أنه تم التوافق على الرحلة مع وزارة الطوارئ الروسية. وقالت كوزنيتسوفا في تصريحات: «يتم الإعداد للسفر في المستقبل القريب، وبالضبط، سيكون 32 طفلاً على متن هذه الرحلة. وقريباً سيتم تحديد موعد المغادرة، نحن في انتظارهم في المستقبل القريب... هذه الرحلة قد تم الاتفاق عليها مع وزارة الطوارئ».
وأفادت كوزنيتسوفا بأنه يوجد أيضاً أطفال آخرون على أرض العراق، نواصل إعداد وثائقهم، وسيتم إرسالهم لاحقاً برحلات جوية مدنية.
وكانت بدأت عملية عودة النساء والأطفال الروس من منطقة الصراع في الشرق الأوسط بعد أن نشر رئيس الشيشان، رمضان قديروف، فيديو على تطبيق «إنستغرام»، عن أطفال روس انضم آباؤهم إلى تنظيم «داعش»، وتم التخلي عنهم بعد تحرير مدينة الموصل من الإرهاب.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.