قتل 37 شخصاً على الأقل في هجوم إرهابي شنه مسلحون مجهولون، مساء أول من أمس (الأربعاء) على قافلة تابعة لشركة تعدين كندية تعمل في منجم يقع شمال شرقي بوركينا فاسو، البلد الواقع في غرب القارة الأفريقية ويعاني من تصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية منذ نحو خمس سنوات.
وتنشط شركات غربية مختصة في التنقيب عن الذهب واستخراجه من مناجم تقع في شمال وشرق بوركينا فاسو، وهي منطقة غنية بالموارد الطبيعية، ولكنها تعاني من عدم الاستقرار بسبب وجود جماعات إسلامية مسلحة بعضها مرتبط بتنظيم «داعش» والآخر يتبع لتنظيم «القاعدة».
وقالت مصادر شبه رسمية وأمنية لـ«الشرق الأوسط» إن الهجوم الأخير الذي استهدف القافلة المعدنية قد يكون من تنفيذ مقاتلين تابعين لجماعة أصولية متطرفة، وهي تحالف عدة جماعات إسلامية مسلحة تتبع لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب».
ورجحت هذه المصادر التي فضلت حجب هويتها أن يكون هذا الهجوم انتقاماً لمقتل الرجل الثاني في الجماعة على يد الفرنسيين مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، خلال عملية عسكرية نفذتها قوات (برخان) الفرنسية الخاصة، قرب مدينة تمبكتو شمالي مالي، بالتعاون مع الجيش الحكومي المالي.
ويتعلق الأمر بالمدعو (أبو عبد الرحمن المغربي)، الذي يوصف بأنه «المرشد الروحي» لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين ويتولى منصب القضاء فيها، ويوصف من طرف الغربيين بأنه «ثاني أخطر إرهابي ملاحق في منطقة الساحل الأفريقي»، وكان يلاحقه الأميركيون والفرنسيون.
وتقول التقارير الاستخباراتية إن المدعو (أبو عبد الرحمن المغربي) هو مهندس توسع تنظيم «القاعدة في منطقة الساحل الأفريقي»، وهو ثاني أبرز شخصية إرهابية يتم القضاء عليها هذا العام بعد الجزائري جمال عكاشة المعروف بـ«يحيى أبو الهمام» الذي قتل شهر فبراير (شباط) الماضي.
وقالت المصادر إن الهجوم الذي راح ضحيته 37 شخصاً وجرح فيه أكثر من ستين آخرين، وقع على بعد نحو 40 كيلومترا من منجم (بونجو) الذي تديره شركة «سيمافو» الكندية، المختصة في استخراج الذهب.
وفي سياق متصل، ذكرت دائرة الشؤون الدولية الكندية في بيان في ساعة متأخرة من ليلة أول من أمس أنها لم تتلق حتى الآن أي تقارير عن وجود أي مواطن كندي بين الضحايا، وقدمت تعازيها لعائلات الضحايا، وقال متحدث باسم الدائرة: «تتضامن كندا مع شعب بوركينا فاسو وتدعم جهود بوركينا فاسو لتعزيز السلام والاستقرار ومكافحة الإرهاب».
ويعاني شمال وشرق دولة بوركينا فاسو من هجمات إرهابية شبه يومية منذ نحو خمس سنوات، فيما يواجه الجيش المحلي صعوبة كبيرة في وقف هذه الهجمات التي أودت بحياة المئات وأرغمت عشرات الآلاف على الفرار من بيوتهم.
ويتسلل المقاتلون الإرهابيون منذ الغابات والأحراش الموجودة في المثلث الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، الذي يوصف بأنه الخاصرة الرخوة لمنطقة الساحل الأفريقي.
من جهة أخرى قتل على الأقل عشرة جنود نيجيريين وأصيب تسعة آخرون بجروح خطيرة في هجوم على قافلة عسكرية في شمال شرقي نيجيريا نسب إلى جماعة بوكو حرام الإرهابية.
وقال ضابط في جيش نيجيريا طالبا عدم كشف هويته: «خسرنا عشرة جنود في معارك كثيفة ضد الإرهابيين الذين نصبوا كمينا لجنودنا»، وأضاف الضابط أن 12 جنديا آخرين فقدوا.
وخلال عشر سنوات، أدى تمرد «بوكو حرام» إلى مقتل 35 ألف شخص وتسبب بنزوح مليوني شخص في شمال شرقي نيجيريا. وامتدّت أعمال العنف إلى النيجر وتشاد والكاميرون، ما أفضى إلى تشكيل قوة عسكرية إقليمية لمحاربة المتمردين.
«بوكو حرام» توجه ضربة جديدة لجيش نيجيريا
مقتل 37 شخصاً في هجوم إرهابي شمال بوركينا فاسو
«بوكو حرام» توجه ضربة جديدة لجيش نيجيريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة