جازان السعودية... طبيعة جاذبة للسياح

من جزر فَرَسان إلى جبال فيفا وعذوبة وادي لجب ومهرجانات السواحل

مدرجات جبال فيفا تصنع لوحة جمالية
مدرجات جبال فيفا تصنع لوحة جمالية
TT

جازان السعودية... طبيعة جاذبة للسياح

مدرجات جبال فيفا تصنع لوحة جمالية
مدرجات جبال فيفا تصنع لوحة جمالية

من مرتفعات جازان إلى سواحلها، الجمال ليس فقط الظاهر، بل يكمن في التفاصيل الصغيرة والبسيطة، حيث يتنوع هذا الإقليم الذي يقع في جنوب غربي السعودية بمناخه وطبيعته، من جزر فرسان التي يتجاوز عددها 200 جزيرة إلى جبال فيفا التي تتميز بزراعة وتجارة البن والعسل وأنواع الورود، مروراً بوادي لجب بشلالاته وطبيعته التي تتميز بنحت المياه لصخوره.
وتعد جازان، علاوة على تميزها السياحي، مركزاً تجارياً مهماً. فمن سواحلها، تُصدر مختلف أنواع الأسماك إلى الأسواق الخارجية والمحلية على حد سواء، مثل سمك الهامور أو الحريد أو غيرهما. ومن مرتفعات جبالها، على أريج الورود والريحان والفل والكادي، ينتج البن ليصدر إلى محامص القهوة، والعسل، وغيرهما، من دون أن نتجاهل العسل الصادر من وادي لجب الذي يصعب الوصول إليه.
جزر فرسان... جنة البحر الأحمر
تمتزج الغيوم مع نقاء البحر، وتتنوع ألوان الشواطئ لتتماهى مع جمال الطبيعة، لتكون النتيجة لوحة فنية تتمثل في أرخبيل جزر ذات شواطئ رملية جميلة، يتجاوز عددها 200 جزيرة، كانت محطة لالتقاء واستراحة الرحلات البحرية للسفن التجارية والعسكرية.
هذه هي «جزر فرسان» الواقعة جنوب البحر الأحمر بالقرب من جازان. وتتميز بـأسلوب حياة بحرية فريدة، تتجلى في موائد طعامهم ونكهاتها، ووسائل نقلهم، وغيرها من أساليب الحياة.
وأهم هذه الجزر المتعددة جزيرة فرسان الكبرى، حيث يعيش معظم سكان الجزيرة، وجزيرة زفاف التي تتميز بشاطئ السلاحف، وجزر السقيد ودوشوك وكيرة وجزيرة سلوبة. وكل جزيرة من هذه الجزر تحتوي على بصمات تاريخ وتراث يعود لفترات قديمة وضعتها سفن الرحلات البحرية لدول وإمبراطوريات، مثل القلعة البرتغالية والقلعة العثمانية، وبيت الرفاعي، ومسجد النجدي الذي شيده تاجر لؤلؤ من منطقة نجد وسط السعودية، إضافة إلى تاريخ صناعي يتمثل في مستودع الفحم الألماني خلال الحرب العالمية الثانية. كل هذا يُضفي على هذه الجزر، التي يقدر إجمالي مساحتها بنحو 1050 كيلومتراً مربعاً، أهمية تاريخية. هذا عدا عن موقعها بالقرب من مضيق باب المندب.
رحلة من جازان إلى جزر الفرسان
وفي رحلة بحرية لـ«الشرق الأوسط» في هذه الجزر، كانت البداية من جازان، وتحديداً من ميناء جازان، للوصول إلى جزر فرسان عبر سفن كبرى يطلق عليها اسم «عبّارة»، تنقل الركاب ومركباتهم وغيرها من البضائع، في رحلة بحرية على بعد نحو 40 كيلومتراً تصل إلى رصيف عبارة جزيرة فرسان، وهي الجزيرة الأكبر بين أكثر من 200 جزيرة.
وفي فرسان، يعتمد أسلوب الحياة والأنشطة، بشكل رئيسي، على الحياة البحرية، بدءاً من شواطئها التي يصل طولها إلى 300 كم، ومياهها الملونة المترقرقة على ضفافها تحبس أنفاس الناظرين، إلى جمال الغوص بها، حيث يتجلى جمال الشعب المرجانية والتكوينات الصخرية في أسفل البحر، إلى جانب كم هائل من أنواع السمك، مثل الحيتان والدلافين وأسماك القرش والسلاحف والحريد والهامور والناجل وغيرها.
وكأن كل هذا الثراء الطبيعي لا يكفي لشد الأنفاس، فهناك غابة لا يعلم عنها كثيرون، وهي «غابة القندل» الواقعة شمال جزيرة فرسان، التي تتميز بأشجار المانجروف.
ومن بحار الجزر إلى موائد سكانها يبرز فن الأكل البحري. فبحكم أن مصدر غذائهم الرئيسي هو صيدهم من مياه البحر الأحمر، مثل الحريد أو الهامور أو الناجل أو الشعور أو غيرها، فإنهم يتفننون في طبخها عادة عبر «التنور» (إناء للطبخ عبر الحطب).
«الحريد» مهرجان فريد
وفي البحر الأحمر، ومع حلول فصل الربيع، وحين يكتمل القمر تحديداً في شهر أبريل (نيسان) من كل عام، يقام مهرجان موسمي في جزر فرسان، بطله سمك «الحريد» ذو الألوان المختلطة بين أزرق وأخضر وأحمر وأبيض. مهرجان يمتد لستة أيام، ويعود تاريخه إلى مئات السنين، حيث يتوافد عليه سكان الجزيرة وزوار من خارجها لاصطياده. ففي هذا الشهر، تظهر الأسماك على الشاطئ بكثرة في «ساحل الحريد».
فيفا... جارة القمر
وعند الحديث عن جازان، لا بد من الوقوف عند مرتفعات جبال فيفا بين الورود والرياحين، وتأمل هذه الجبال الشامخة التي تعانق السحاب، والتي يمكن لمن يقف في قمة أي جبل منها أن يرى السحاب أسفله. وتسمى جبال فيفا بـ«جارة القمر»، نظراً لارتفاعها البالغ نحو 1800 متر فوق سطح البحر. وتبعد محافظة جبال فيفا نحو 100 كيلومتر من مدينة جيزان.
وتجدر الإشارة إلى أنه لجبال فيفا أهمية اقتصادية كبيرة. فالمحافظة تشتهر بإنتاج البن والعسل والفواكه والورود بمختلف أنواعها. ويعتمد أهالي فيفا على الزراعة وتربية الماشية كمصدرين للدخل، حيث تتنوع جبال فيفا في زراعتها، مثل زراعة البن والرمان والعنب والورد والفل والريحان والكادي، إضافة إلى غيرها من الفواكه والخضراوات، فضلاً عن تربية النحل. وليس غريباً أن تشتهر جبال فيفا بجودة منتجاتها من العسل بأنواعه «السدرة والقتاد والسمرة وغيرها». وكأن هذا لا يكفي، تشتهر هذه الجبال أيضاً بمتنزهاتها وقممها العالية التي من أشهرها «العبسية واللغثة والكدرة وبقعة الوشل والسرة وقرضة والسماع» التي تكشف للناظر من أعالي تلك القمم جمالها وجمال المحافظات الأخرى المجاورة لها، مثل محافظة الدائر بني مالك ومحافظة العيدابي ومحافظة العارضة، في منظر مهيب يزينه منظر الأودية التي تحيط بالمحافظة من جميع الجوانب في لوحة جمالية.
ولمدرجات جبال فيفا الزراعية، من الوادي إلى القمة، جمالها الخاص، ووظيفتها المهمة أيضاً في حفظ التربة من الانجراف بسبب مياه الأمطار والسيول. فالمياه هنا يتم تصريفها بطرق هندسية، توصلها من قمم الجبال وأسطح المنازل إلى خزانات أُنشئت خصيصاً لحفظ المياه، والاستفادة منها في السقي وري المزارع، خصوصاً في فصول الجفاف.
وادي «لجب»
ومن الجبال إلى الأودية، حيث «وادي لجب» الذي يعد شقاً صخرياً تخترقه مياه السيول، بحيث نحت تدفق المياه طريقه، وصنع تجاويف جميلة فيه. ويقع هذا الوادي في محافظة الريث، بمنطقة جازان، ويُعد شديد الخطورة في حال السيول.
ويبدأ «وادي لجب» بالتقاء واديين، أحدهما يسمى «معرى» الذي ما إن تدخله حتى تشعر بالخوف المشوب بالحذر لارتفاع جانبيه وضيق مجراه الذي تسلكه، بعرض يتراوح في منعطفاته من 4 - 6 أمتار، وارتفاعاته الحادة من 300 إلى 800 متر، وعندها لا تشاهد إلا ما يقابلك من السماء، ثم جريان ينابيعه الباردة العذبة المذاق. أما طوله فيصل إلى 15 كيلومتراً، قبل أن يصب في وادي بيش العملاق. والجميل واللافت هنا جوانبه الخضراء التي تنبت على شكل أشجار وعُشب في الصخر.
وفي وسط هذا الارتفاع، تشاهد الحديقة المعلقة على ارتفاع يزيد على 200 متر من الوادي، ثم يعلوها ارتفاع آخر يصل إلى 400 متر، مشكلاً بالفعل حديقة معلقة يصل ارتفاع أشجارها إلى أكثر من 10 أمتار. وتشاهد في أثناء السير في وسطه المخيف عدة طبقات صخرية، منها الجرانيت والرخام والبازلت والصخور المتحولة والصخور النارية، وتتخذ النحل من بعض الصخور خلايا تسكنها، وتملأها مما تفرزه بطونها من العسل.
تصدير للأسماك واللؤلؤ
وتعرف جازان وجزر فرسان، إلى جانب تجارة الأسماك التي يتم تصديرها لعدد من الدول، بصيد اللؤلؤ، حيث تمتلئ الرمال البيضاء لشواطئ جزر فرسان بالقواقع والصدف، وتصدر لكثير من الدول. وقد برز منذ القدم عدد كبير من تجار اللؤلؤ في جزر فرسان قبل فترة من الزمن، أبرزهم إبراهيم النجدي الذي بنى مسجداً شهيراً له في الجزيرة، يعرف باسم مسجد النجدي، أصبح معلماً في قصته وتاريخه وتصميمه ذي الطابع النجدي الإسلامي.
بصمات لتراث وتاريخ
وفي تراث جزر فرسان عدد من المعالم التاريخية التي مرت بها حضارات مختلفة للتجارة، أو لبناء قلاع عسكرية، كونها تقع في موقع استراتيجي بالقرب من باب المندب ودول القرن الأفريقي، حيث تمثل هذه المعالم مركز جذب سياحي مهم. ويبرز في التراث القديم للجزيرة «منزل الرفاعي» الذي تم بناؤه على يد أحد تجار اللؤلؤ في الجزيرة، ويدعى أحمد الرفاعي. ويتميز المنزل بجمال تصميمه ونقوشه، إلى حد أنه أصبح يُعد تحفة تمثل تاريخ جزيرة فرسان. وهناك أيضاً القلعة العثمانية الأثرية التي تقع في شمال الجزيرة، وهي بيت محصن يحتضن حصوناً وآباراً تعود إلى العهد العثماني الذي استخدمت خلاله كقاعدة عسكرية.
وحتى الألمان تركوا آثارهم في هذه الجزر، وليس أدل على هذا من «بيت الجرمل» الذي يقع على ساحل جزيرة قماح. ووفقاً لما يقوله بحار من أبناء جزيرة فرسان، فإن الهدف من بنائه كان جعله مستودعاً للذخيرة والفحم في أثناء الحرب العالمية الأولى، إلا أنه بقي شاهداً على ما هو أكثر من ذلك.



جولة على أجمل وأشهر أسواق القاهرة الشعبية

زوار بين التحف والأنتيكات والقطع الفنية في سوق "ديانا" بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)
زوار بين التحف والأنتيكات والقطع الفنية في سوق "ديانا" بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

جولة على أجمل وأشهر أسواق القاهرة الشعبية

زوار بين التحف والأنتيكات والقطع الفنية في سوق "ديانا" بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)
زوار بين التحف والأنتيكات والقطع الفنية في سوق "ديانا" بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)

توفر أسواق القاهرة الشعبية، فرصة لزائرها أن يستكشف جانباً آخر في رحلته إلى العاصمة المصرية؛ فزيارة الأسواق المحلية تعد فرصة للتسوق بين بضاعتها التقليدية، وتجربة فريدة لاستكشاف ثقافة وتراث وتاريخ القاهرة النابضة بالحياة، والتعرف على ملمح من الأجواء المحلية والعادات والتقاليد عن قرب.

وما بين أسواق السلع المُصّنعة يدوياً على أيدي الحرفيين والصناع المهرة، وتلك المخصصة لبيع السلع المستعملة والمقتنيات القديمة، يمكنك العثور على ما يمكنك أن تهادي به أحبابك وتخلِّد به ذكرى رحلتك، سواء من التحف والأزياء والإكسسوارات والمنسوجات وغيرها.

في السنوات الأخيرة، أصبحت هذه الأسواق جزءاً من الجولات السياحية لكثير من السياح من جنسيات مختلفة، لأنها توفر العديد من المنتجات النادرة وبأسعار تناسب الجميع، ولكونها مكاناً يجمع بين التسوق والمتعة والمعرفة والتفاعل الاجتماعي. «الشرق الأوسط» تستعرض بعض هذه الأسواق، التي يمكنك إضافتها إلى برنامج زيارتك إلى القاهرة.

قطع ديكورية من الخوص في سوق الفسطاط للفنون والحرف اليدوية بالقاهرة (الهيئة العامة للتنمية السياحية)

خان الخليلي

هو السوق الأشهر على الإطلاق لكل السياح من مختلف الجنسيات، وهو أحد أقدم وأشهر أسواق القاهرة، في قلب ما تعرف بـ«القاهرة الإسلامية»، وهو عبارة عن أزقَّة ضيقة تصطف على جانبيها بازارات بيع التحف والأنتيكات والمجوهرات والمنسوجات المصرية المصنوعة يدوياً، إلى جانب الشيشة والأواني الزجاجية والأطباق النحاسية، والفضيات والإكسسوارات، والبرديات، والإكسسوارات ذات الطابع الفرعوني، لذا إن كنت تبحث عن تجربة تسوُّق فريدة لشراء الهدايا التذكارية الصغيرة، فلا بد لك من زيارة خان الخليلي.

"خان الخليلي" السوق الأشهر على الإطلاق في القاهرة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

يعود تاريخ خان الخليلي إلى عام 1382، حاملاً رائحة العصر المملوكي، بما يجعل زيارتك له انتقالاً إلى الماضي البعيد، خصوصاً عندما تأخذك قدماك من زقاق إلى آخر، وفي كل خطوة تستكشف تراثاً غنياً، وتأسرك جماليات عمرانه، التي يزيد منها الألوان والإضاءات المنبعثة من وحدات الإضاءة ومن المتاجر.

قطع ديكورية من الخوص في سوق الفسطاط للفنون والحرف اليدوية بالقاهرة (الهيئة العامة للتنمية السياحية)

ولا يعد الخان مجرد سوق سياحية، فهو من أجمل الأماكن للتجول حتى إن لم تشترِ الهدايا، ففيه يمكنك أن تلتقط صوراً رائعة، كما سيكون محبباً لك الاسترخاء في العديد من المقاهي وأشهرها «مقهى الفيشاوي» التاريخي الشهير، الذي لا يغلق أبوابه على مدار الـ24 ساعة.

يمكن الوصول إلى خان الخليلي بسهولة من خلال المواصلات العامة، التي تعمل على مدار اليوم.

سوق الفسطاط

تعد سوق الفسطاط للفنون والحرف اليدوية أكبر تجمع لحرف التراث المصري والحرف اليدوية تحت سقف واحد، فالسوق المقامة على مساحة 3 آلاف متر في منطقة مصر القديمة (حي مجمع الأديان)، تضم 40 محلاً تجارياً تجمع الفنانين والمصممين والحرفيين لعرض إبداعاتهم، التي تتسم بالذوق والتناسق. ويمكن من خلال زيارة السوق شراء منتجات الخوص والخزف والفخار، والمنسوجات اليدوية والجلدية، والقطع الديكورية ووحدات الإضاءة، والأعمال النحاسية والفضية، والكليم والسجاد.

أحد صّانع الخیامية يعكف على قطع القماش لحیاكتھا وتطريزها (الهيئة العامة للاستعلامات)

لا تتوقف تجربة الفسطاط على التسوق، بل تتسع لخلق مناخ ثقافي لتشجيع تعلم الحرف اليدوية، بهدف عدم اندثارها واكتساب المهارات الحرفية، وهو ما تمكن مشاهدته عن قرب عند زيارة السوق.

تعمل السوق من الساعة 11 صباحاً حتى 7 مساءً. ويسهل الوصول إلى موقعها كونه ملاصقاً لمحطة الأوتوبيس العام الرئيسية بمصر القديمة، وكذلك يسهل الوصول إليها عبر محطة مترو «مارجرجس».

سوق الخيامية

الخيامية هي حرفة مصرية أصيلة اشتقَّت صناعتها من صناعة قماش الخيام، وتطورت لجعل الخيام أكثر جمالاً وفخامةً، وبمرور الوقت أصبحت من أجمل النقوش في الفن المصري، لتتحول حديثاً تلك الأقمشة المزينة إلى استخدامات أخرى مثل دخولها في المفروشات المتنوعة والقطع الديكورية واللوحات التشكيلية.

تُنسب السوق إلى حي «الخيامية»، وهي كلمة مشتقة من «خيمة»، وفيها تباع أقمشة الخيام الملونة والمفروشات المبهرة المصنوعة يدوياً بجودة عالية، وهي مزار لعشاق الفنون والمشغولات اليدوية على مدار العام سواء من السياح الأجانب أو من المصريين، بينما يكون شهر رمضان موسمها السنوي الأكبر إقبالاً.

تقع السوق العتيقة بالقرب من باب زويلة بالقاهرة الفاطمية، وتحتفظ بطابعها التراثي العتيق، فهي مشيدة على الطراز العربي والإسلامي، حيث تجد الورش متراصَّة، والسوق مسقوفة بألواح خشبية مغطاة بالزخارف، وداخل الورش أو أمامها یجلس صنّاع الخیامية، معتكفين على قطع القماش لحیاكتھا وتطريزها، حيث تحتاج الحرفة إلى مھارة عالیة في حیاكة الأقمشة، ومن ثم يمكن التعرف على مهارتهم، أو التجول بين بضاعتهم، لشراء ما يناسب حاجتك، وفق ذوقك، سواء كان يميل إلى الزخارف العربية القديمة أو الإسلامية أو النباتية أو الهندسية.

يسهل الوصول إلى السوق إذا قصدت منطقة الغورية بوسط القاهرة، ومنها تبدأ جولة سيراً على الأقدام مروراً بشارع المعز وباب زويلة، حتى الوصول إلى السوق.

إقبال من محبي القراءة على سوق "سور الأزبكية" بالقاهرة (الصفحة الرسمية لسور الأزبكية)

سوق ديانا

تعد تلك السوق بمثابة جوهرة خفية في وسط القاهرة، وباتجاهك نحوها فأنت تسافر عبر الزمن إلى عهد آخر، وستجد نفسك محاطاً بجمال وتنوع المنتجات، التي تتعدد بين التحف والأنتيكات والقطع الفنية النادرة، والعملات المعدنية القديمة، والأوراق النقدية القديمة، والطوابع والكتب النادرة، وأسطوانات التسجيلات القديمة وأشرطة الكاسيت، والأثاث الخشبي المنحوت يدوياً، والتماثيل والمشغولات النحاسية، والمجوهرات والإكسسوارات الفريدة، والمصنوعات اليدوية من النحاس والفضة.

ستكون «سوق ديانا»، الشهيرة أيضاً بـ«سوق السبت» نسبةً إلى اليوم الأسبوعي الوحيد الذي تستقبل جمهورها فيه، وجهةً محبَّبة لك إن كنت من محبي اقتناء الأشياء القديمة، التي يفترشها الباعة على الأرض بكميات كبيرة، وحتى إن لم ترغب في الشراء سيكون التجول بين تلك المعروضات في حد ذاته ضرباً من المتعة.

ما يميز سوق ديانا هي جودة المنتجات، وأسعارها المناسبة التي تناسب جميع الميزانيات، مما يجعلها مكاناً مثالياً لشراء الهدايا التذكارية، كما يمكن فيها مصادفة عشاق التحف والأنتيكات والتعرف على ما لديهم من مقتنيات نادرة.

يسهل الوصول إلى السوق لكونها في وسط القاهرة، ويسهل الوصول إليها عبر محطات مترو محطة مترو «جمال عبد الناصر»، و«أحمد عرابي»، و«العتبة».

منسوجات يدوية بأيادي مصرية في سوق خان الخليلي (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

سوق الجُمعة

تعد من أقدم وأشهر الأسواق بمنطقة السيدة عائشة بالقاهرة، وتشتهر ببيع كل ما هو نادر ومستعمَل، وستجد فيها كل ما يخطر ببالك وأكثر، أما ما يميزها فهو بيع الحيوانات الأليفة والطيور والزواحف، حيث يتردد عليها الزوار من مختلف الأعمار بحثاً عن الشراء أو مشاهدة الطيور الجارحة، مثل الصقور والبوم، والزواحف مثل الثعابين والسلاحف والسحالي، كما يمكن العثور في السوق على أنواع مختلفة من العصافير الملونة وأسماك الزينة.

استقت السوق مسماها من اليوم الذي تُعقد فيه، رغم أنها تقام يومَي الجمعة والأحد من كل أسبوع، لكن يوم الجمعة هو الذي يحظى بعدد ضخم من الزوار، الذين يترددون عليها لشراء ما يلزمهم من احتياجات بنصف الثمن.

عند زيارة السوق سوف تغوص في عالم نابض بالألوان والأصوات والروائح، لذا كن مستعداً لقضاء اليوم بأكمله دون ملل، حيث ستستمتع بتجربة تسوّق فريدة من نوعها، وستكتشف كنوزاً لا حصر لها، وتتعرف على ثقافات جديدة.

أسواق العطارة

يستولي عليك مزيج من الروائح المختلفة، تختلط فيها التوابل مع الأعشاب، وأدخنة البخور مع العطور والزيوت، إذا قصدت شارع «العطارين» القريب من شارع المعز لدين الله الفاطمي، في القاهرة التاريخية، حيث تكثر محال بيع العطارة، التي تجد فيها مرادك من الأعشاب والبهارات، والوصفات الطبية الطبيعية التي أساسها الأعشاب المجففة، بعيداً عن المواد الكيميائية.

كما تكثر مستحضرات العناية بجمال السيدات والفتيات؛ فهذه وصفة سحرية لعلاج السمنة وأخرى لعلاج النحافة، وتلك خلطة لتساقط الشعر وأخرى لتقويته وفرده، إلى جانب الزيوت والدهانات والكريمات وأصناف الحناء وماسكات الوجه والعطور، وجميعها تزيد من الإقبال عليها أسعارها الرخيصة التي تعد في متناول الجميع.

عند زيارة السوق ستجد الأعشاب والبهارات المصرية والمستوردة القادمة من الهند وسنغافورة وسريلانكا والمغرب، لكن الأغلبية تُزرع في مصر، مثل الكركديه والنعناع والكزبرة والسمسم، والحلبة والبردقوش، وزهر البابونغ، والكمون، وجميعها أصناف يمكنك حملها معك لاستخدامها عند الحاجة.

سور الأزبكية

بعكس الأسواق السابقة تأتي هذه السوق حاملة ملمح الأدب والثقافة، فالجمهور الزائر لـ«سور الأزبكية»، الواقع بالقرب من ميدان العتبة في القاهرة، سيجد العارضين وأصحاب المكتبات المتخصصين في بيع الكتب القديمة أو النادرة ذات الأسعار الرخيصة، والخرائط والمطبوعات والصحف، في أكبر معرض مفتوح ودائم للكتاب في مصر، مما يجعله وجهة محببة لعشاق الكتب والمهتمين بالثقافة.

إقبال من محبي القراءة على سوق "سور الأزبكية" بالقاهرة (الصفحة الرسمية لسور الأزبكية)

بزيارة السور ستجد إقبالاً لافتاً من محبي القراءة، وجامعي المخطوطات النادرة، وسيحكي لك أصحاب المكتبات عن زبائنهم من الأدباء حديثاً وقديماً، الذين كان أبرزهم أديب نوبل نجيب محفوظ، حيث ستجد رواياته على الأرفف، تجاورها روايات عالمية لكبار كتاب العالم، مثل تشارلز ديكنز وإرنست همنغواي وغابرييل غارسيا ماركيز، وجميها بأسعار رخيصة.

تأسس «سور الأزبكية» عام 1907، ويصنفه البعض بأنه من أهم ثلاثة أسوار ثقافية بارزة في العالم. ويمكن الوصول إليه باستقلال مترو الأنفاق إلى محطة «العتبة»، حيث يوجد السور أعلاها مباشرةً.