فصاحة الجموع المقهورة وغياب المثقفين

اللغة في الحراك اللبناني انتصرت للصدق العفوي على البلاغة الشكلية

كسرت طرابلس الصورة النمطية التي ربطتها بالانغلاق والتعصب الأصولي (رويترز)
كسرت طرابلس الصورة النمطية التي ربطتها بالانغلاق والتعصب الأصولي (رويترز)
TT

فصاحة الجموع المقهورة وغياب المثقفين

كسرت طرابلس الصورة النمطية التي ربطتها بالانغلاق والتعصب الأصولي (رويترز)
كسرت طرابلس الصورة النمطية التي ربطتها بالانغلاق والتعصب الأصولي (رويترز)

لطالما اعتقد أهل السلطة في لبنان أنهم يستطيعون أن يتصرفوا بمقدرات وطنهم الصغير كما يشاءون، وأنهم قادرون على التحكم بناصية البلاد ورقاب العباد الذين يعيشون فوقها كما يشاءون. ليس لأنهم يملكون أعتى الجيوش وأجهزة المخابرات والأمن، بل لأن نظامهم السياسي العجائبي الذي تحتمي فيه كل جماعة بلاهوتها المقدس، والذي يقدم الولاء للطائفة والمذهب على الولاء الوطني، يكفل لهؤلاء جميعاً القدرة على النهب المنظم لكل ما تقع عليه أيديهم وأيدي عائلاتهم وبطانتهم، من ثروات منقولة وغير منقولة، دون أن يطالهم القانون أو يجرؤ أحد على محاسبتهم. فحيث تقف كل قبيلة طائفية على متاريسها يكتسب الزعيم السياسي صفات سحرية ويتحول إلى طوطم قابل للعبادة، وإلى مدافع صلب عن روح السلالة ومصالحها. وفي ظل عقدٍ اجتماعي كهذا يتم تحوير المفاهيم وإخراج المعاني من سياقاتها الأخلاقية والدلالية الأصلية، فتصبح السرقة شطارة، والكذب دهاءً، و«التشبيح» فرضاً للهيبة، ويصبح مال الدولة المنهوب غنيمة لا بد من انتزاعها كي لا تقع في يد الآخرين. إلا أن كلاً من هذه الفوضى، وذلك الاهتراء اللذين باتا سمة ملازمة لهذا النظام، لم يفضيا أبداً إلى سقوطه، ولا إلى كسر ذلك التحالف الجهنمي بين الطغمتين السياسية والمالية، اللتين تتلطيان تحت مظلة واسعة من الفتاوى «السماوية» المسوغة للجشع والتسلط والاستحواذ. فهذا النظام على هشاشته استطاع حتى في أعتى لحظات الحرب الأهلية أن يدرأ عن نفسه رياح الهلاك، بحيث كانت السلطة آنذاك أشبه بكرة النار التي تتدحرج من ساحة إلى ساحة، ولا يجرؤ أي من قوى التغيير على التقاطها.
على أن ما حدث في الأسابيع الأخيرة في لبنان لم يفاجئ السلطة الحاكمة وحدها، ولم يفاجئ المجتمعيْن العربي والدولي فحسب، بل بدا بمثابة مفاجأة حقيقية للمنتفضين أنفسهم، وللبنانيين الذين خرجوا فجأة إلى ساحات العاصمة ومدن الأطراف وقراها، متظللين بالعلم اللبناني الذي أُخرج من طابعه الفولكلوري ليكتسب بهاء الدلالة وقوة الرمز.
أما النشيد الوطني الذي لا يكاد يحفظ أحد نصه الكامل، والذي تحول إلى مفتتح طقوسي للمناسبات الرسمية والشعبية، فقد عكس هذه المرة حاجة اللبنانيين إلى نص جامع يشد العصب المشترك ويعصمهم من الانقسام والوهن والتشرذم. صحيح أن ساحات بيروت قد شهدت مثل هذه الحشود المظللة بالعلم نفسه والهاتفة بالنشيد إياه، بُعيْد استشهاد رفيق الحريري قبل أربعة عشر عاماً، ولكن الحشود الحالية التي ملأت الساحات لم تكن هذه المرة واقعة تحت تأثير المفعول السحري للدم المراق آنذاك، بل كانت تعبّر عن غضبها العارم من السلطة التي أذلتها، وعن تصميمها الأكيد على تأسيس وطن آخر قائم على العدالة والحرية، والفرص المتكافئة للعمل، والمساواة أمام القانون.
كما أن الحراك الذي تشكلت طلائعه الأولى في وسط بيروت قبل عشرين يوماً، سرعان ما تطاير شرره في كل اتجاه، ودون سابق إنذار، بحيث تنادت له جيوش كاملة من الفقراء والمهمشين وتلامذة المدارس وطلاب الجامعات والمهنيين، وبقايا الطبقة الوسطى والعاطلين عن العمل وذوي الدخل المحدود. كما تنادى له لبنانيو المغتربات ممن أتيح لهم أن يعاينوا للمرة الأولى انتفاضة أهلهم في الوطن الأم على واقعهم المزري، بعد أن تحول هذا الأخير إلى بلد مفلس وملوث وغارق تحت أكوام نفاياته.
كان المشهد بالفعل أجمل من يوصف. وما خيّل لنا قبل حين بأنه مستحيل الحدوث صار واقعاً على الأرض. ومن رفعوا قبالة الآخرين متاريس العداء والتقاتل زمن الحرب، بدوا وكأنهم يكتشفون بعضهم بعضاً للمرة الأولى، ويكفّرون عما ارتكبوه بحق أنفسهم من خطايا وذنوب.
أما الكدر الذي كان يعلو ملامح اللبنانيين بسبب شعورهم في السنوات الأخيرة باليأس وانسداد الأفق، فسرعان ما تحول إلى فرح غامر ونشوة عارمة وثقة بالمستقبل. وكما كسرت طرابلس الصورة النمطية التي ربطتها بالانغلاق بالتعصب الأصولي، فقد خرجت النبطية وصور وسائر مدن الجنوب لتؤكد من جهتها أن تحرير الأرض يظل ناقصاً ما لم يستتبعه تحرير للإنسان من المهانة والقهر والبطالة والعوز.
وليس من الإنصاف في شيء أن يُتّخذ من الشتائم والكلمات النابية التي أطلقها البعض في وجه أهل السلطة، ذريعة لشيطنة الحراك وقمعه والتحريض عليه، لأن الطهارة الكاملة لا تكون إلا للينابيع المغلقة على نفسها، فيما لا بد للأنهار التي تجري أن تختلط بالكثير من الأدران. لا بل إن انتفاضة في بلد عربي يخرج فيها مئات آلاف إلى الشوارع، دون أن تراق فيها قطرة دم واحدة، أو تشهد أي حادثة نهبٍ أو تحرّشٍ أو اغتصاب، لهي أمر لافت وغير مسبوق وينبغي دراسته واستخلاص أسبابه ودلالاته. كما أن الحضور الكثيف للنساء، وبفاعلية ونشاط دائبين، أسهم إلى حد بعيد في «تأنيث» الحراك، وخفف من وطأته الذكورية، ومنح تلك المشهدية الحاشدة تنوعها وجماليتها وطابعها الإنساني والتنويري.
على أن أكثر ما يلاحظه المتابع للحراك اللبناني هو الغياب الصارخ للمثقفين، الذين طالما أنيطت بهم في حالات مماثلة مهمة التحضير الفكري والرؤيوي للثورات وتهيئة الأرض الملائمة للتغيير السياسي والاجتماعي. ومع أن الساحات ومنصات الخطابة والإعلام قد أظهرت حضوراً ملحوظاً لبعض الفنانين والمغنين، كما لبعض الأكاديميين والخبراء الاقتصاديين، إلا أن المثقفين والكتاب والشعراء، عدا قلة قليلة وأفرادية، كانوا غائبين تماماً عن المشهد، وهم الذين صنعوا قبل ستة عقود عصر لبنان الذهبي وصورة عاصمته الزاهية. وهذا الغياب المحزن لم يقتصر على اتحاد كتابهم «الرسمي» وحده، بل انسحب على معظم الروابط والجمعيات والأندية الثقافية المنتشرة على مساحة الوطن. وإذا كان بعض المثقفين قد استقالوا من أدوارهم ونضالاتهم السابقة، بفعل التعب والتقدم في السن واليأس من التغيير، فإن الأدهى والأمرّ هو التحاق البعض الآخر بركب السلطة وتحوّلهم، طمعاً بالمناصب وفتات الموائد، إلى أبواق لها ومسوغين لانحرافها وفسادها المستشري. على أن ما يثير الدهشة، أخيراً، هو أن اللغة في الحراك كانت تنتصر للصدق العفوي على البلاغة الشكلية، وللقلب على الافتعال والتصنع المفرط. فحيث كان بعض البلاغيين وحراس النحو يقعون لدى استصراحهم في فخ الحذلقة والتكلف وتلعثم اللسان، كان البشر البسطاء يعبّرون بطلاقة عن آلامهم ومراراتهم وهواجسهم المختلفة. وكما عثرت الثورة التونسية على أيقونتها عبر ذلك الرجل الكهل، الذي أطلق في ساحة خالية صرخته الشهيرة «لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة»، فإن أحداً من اللبنانيين لن ينسى الصرخات المماثلة التي أطلقها بالحرقة نفسها رجال ونساء كثيرون على مسامع الحشود المنتفضة. أما أيقونة الحراك الأبلغ فقد جسدها ذلك الرجل الأشيب، الذي استطاع من فوق جلجلة آلامه، وقبل أن يسقط مغشياً عليه، أن يقدم للعالم أمثولة في البلاغة والصدق التعبيري والشجاعة الأخلاقية قلّ نظيرها.



سوريا الماضي والمستقبل في عيون مثقفيها

هاني نديم
هاني نديم
TT

سوريا الماضي والمستقبل في عيون مثقفيها

هاني نديم
هاني نديم

بالكثير من التفاؤل والأمل والقليل من الحذر يتحدث أدباء وشعراء سوريون عن صورة سوريا الجديدة، بعد الإطاحة بنظام الأسد الديكتاتوري، مشبهين سقوطه بالمعجزة التي طال انتظارها... قراءة من زاوية خاصة يمتزج فيها الماضي بالحاضر، وتتشوف المستقبل بعين بصيرة بدروس التاريخ، لواحدة من أجمل البلدان العربية الضاربة بعمق في جذور الحضارة الإنسانية، وها هي تنهض من كابوس طويل.

«حدوث ما لم يكن حدوثه ممكناً»

خليل النعيمي

بهذا العبارة يصف الكاتب الروائي خليل النعيمي المشهد الحالي ببلاده، مشيراً إلى أن هذه العبارة تلخص وتكشف سر السعادة العظمى التي أحس بها معظم السوريين الذين كانوا ضحية الاستبداد والعَسْف والطغيان منذ عقود، فما حدث كان تمرّداً شجاعاً انبثق كالريح العاصفة في وجه الطغاة الذين لم يكونوا يتوقعونه، وهو ما حطّم أركان النظام المستبد بشكل مباشر وفوري، وأزاح جُثومه المزمن فوق القلوب منذ عشرات السنين. ونحن ننتظر المعجزة، ننتظر حدوث ما لم نعد نأمل في حدوثه وهو قلب صفحة الطغيان: «كان انتظارنا طويلاً، طويلاً جداً، حتى أن الكثيرين منا صاروا يشُكّون في أنهم سيكونون أحياءً عندما تحين الساعة المنتظرة، والآن قَلْب الطغيان لا يكفي، والمهم ماذا سنفعل بعد سقوط الاستبداد المقيت؟ وكيف ستُدار البلاد؟ الطغيان فَتّت سوريا، وشَتّت أهلها، وأفْقرها، وأهان شعبها، هذا كله عرفناه وعشناه. ولكن، ما ستفعله الثورة المنتصرة هو الذي يملأ قلوبنا، اليوم بالقلَق، ويشغل أفكارنا بالتساؤلات».

ويشير إلى أن مهمة الثورة ثقيلة، وأساسية، مضيفاً: «نتمنّى لها أن تنجح في ممارستها الثورية ونريد أن تكون سوريا لكل السوريين الآن، وليس فيما بعد، نريد أن تكون سوريا جمهورية ديمقراطية حرة عادلة متعددة الأعراق والإثنيّات، بلا تفريق أو تمزيق. لا فرق فيها بين المرأة والرجل، ولا بين سوري وسوري تحت أي سبب أو بيان. شعارها: حرية، عدالة، مساواة».

مشاركة المثقفين

رشا عمران

وترى الشاعرة رشا عمران أن المثقفين لا بد أن يشاركوا بفعالية في رسم ملامح سوريا المستقبل، مشيرة إلى أن معجزة حدثت بسقوط النظام وخلاص السوريين جميعاً منه، حتى لو كان قد حدث ذلك نتيجة توافقات دولية ولكن لا بأس، فهذه التوافقات جاءت في مصلحة الشعب.

وتشير إلى أن السوريين سيتعاملون مع السلطة الحالية بوصفها مرحلة انتقالية ريثما يتم ضبط الوضع الأمني وتستقر البلد قليلاً، فما حدث كان بمثابة الزلزال، مع الهروب لرأس النظام حيث انهارت دولته تماماً، مؤسساته العسكرية والأمنية والحزبية كل شيء انهار، وحصل الفراغ المخيف.

وتشدد رشا عمران على أن النظام قد سقط لكن الثورة الحقيقة تبدأ الآن لإنقاذ سوريا ومستقبلها من الضياع ولا سبيل لهذا سوى اتحاد شعبها بكل فئاته وأديانه وإثنياته، فنحن بلد متعدد ومتنوع والسوريون جميعاً يريدون بناء دولة تتناسب مع هذا التنوع والاختلاف، ولن يتحقق هذا إلا بالمزيد من النضال المدني، بالمبادرات المدنية وبتشكيل أحزاب ومنتديات سياسية وفكرية، بتنشيط المجتمع سياسياً وفكرياً وثقافياً.

وتوضح الشاعرة السورية أن هذا يتطلب أيضاً عودة كل الكفاءات السورية من الخارج لمن تسنح له ظروفه بهذا، المطلوب الآن هو عقد مؤتمر وطني تنبثق منه هيئة لصياغة الدستور الذي يتحدد فيه شكل الدولة السورية القادمة، وهذا أيضاً يتطلب وجود مشاركة المثقفين السوريين الذين ينتشرون حول العالم، ينبغي توحيد الجهود اليوم والاتفاق على مواعيد للعودة والبدء في عملية التحول نحو الدولة الديمقراطية التي ننشدها جميعاً.

وداعاً «نظام الخوف»

مروان علي

ومن جانبه، بدا الشاعر مروان علي وكأنه على يقين من أن مهمة السوريين ليست سهلة أبداً، وأن «نستعيد علاقتنا ببلدنا ووطننا الذي عاد إلينا بعد أكثر من خمسة عقود لم نتنفس فيها هواء الحرية»، لافتاً إلى أنه كان كلما سأله أحد من خارج سوريا حيث يقيم، ماذا تريد من بلادك التي تكتب عنها كثيراً، يرد قائلاً: «أن تعود بلاداً لكل السوريين، أن نفرح ونضحك ونكتب الشعر ونختلف ونغني بالكردية والعربية والسريانية والأرمنية والآشورية».

ويضيف مروان: «قبل سنوات كتبت عن (بلاد الخوف الأخير)، الخوف الذي لا بد أن يغادر سماء سوريا الجميلة كي نرى الزرقة في السماء نهاراً والنجوم ليلاً، أن نحكي دون خوف في البيت وفي المقهى وفي الشارع. سقط نظام الخوف وعلينا أن نعمل على إسقاط الخوف في دواخلنا ونحب هذه البلاد لأنها تستحق».

المساواة والعدل

ويشير الكاتب والشاعر هاني نديم إلى أن المشهد في سوريا اليوم ضبابي، ولم يستقر الأمر لنعرف بأي اتجاه نحن ذاهبون وأي أدوات سنستخدم، القلق اليوم ناتج عن الفراغ الدستوري والحكومي ولكن إلى لحظة كتابة هذه السطور، لا يوجد هرج ومرج، وهذا مبشر جداً، لافتاً إلى أن سوريا بلد خاص جداً بمكوناته البشرية، هناك تعدد هائل، إثني وديني ومذهبي وآيديولوجي، وبالتالي علينا أن نحفظ «المساواة والعدل» لكل هؤلاء، فهي أول بنود المواطنة.

ويضيف نديم: «دائماً ما أقول إن سوريا رأسمالها الوحيد هم السوريون، أبناؤها هم الخزينة المركزية للبلاد، مبدعون وأدباء، وأطباء، وحرفيون، أتمنى أن يتم تفعيل أدوار أبنائها كل في اختصاصه وضبط البلاد بإطار قانوني حكيم. أحلم أن أرى سوريا في مكانها الصحيح، في المقدمة».

خالد حسين

العبور إلى بر الأمان

ومن جانبه، يرصد الأكاديمي والناقد خالد حسين بعض المؤشرات المقلقة من وجهة نظره مثل تغذية أطراف خارجية للعداء بين العرب والأكراد داخل سوريا، فضلاً عن الجامعات التي فقدت استقلالها العلمي وحيادها الأكاديمي في عهد النظام السابق كمكان لتلقي العلم وإنتاج الفكر، والآن هناك من يريد أن يجعلها ساحة لنشر أفكاره ومعتقداته الشخصية وفرضها على الجميع.

ويرى حسين أن العبور إلى بر الأمان مرهونٌ في الوقت الحاضر بتوفير ضروريات الحياة للسوريين قبل كلّ شيء: الكهرباء، والخبز، والتدفئة والسلام الأهلي، بعد انتهاء هذه المرحلة الانتقالية يمكن للسوريين الانطلاق نحو عقد مؤتمر وطني، والاتفاق على دستور مدني ديمقراطي ينطوي بصورة حاسمة وقاطعة على الاعتراف بالتداول السلمي للسلطة، وحقوق المكوّنات الاجتماعية المذهبية والعرقية، وحريات التعبير وحقوق المرأة والاعتراف باللغات الوطنية.

ويشير إلى أنه بهذا الدستور المدني المؤسَّس على الشرعية الدولية لحقوق الإنسان يمكن أن تتبلور أحلامه في سوريا القادمة، حينما يرى العدالة الاجتماعية، فهذا هو الوطن الذي يتمناه دون تشبيح أو أبواق، أو طائفية، أو سجون، موضحاً أن الفرصة مواتية لاختراع سوريا جديدة ومختلفة دون كوابيس.

ويختتم قائلاً: «يمكن القول أخيراً إنّ مهام المثقف السوري الآن الدعوة إلى الوئام والسلام بين المكوّنات وتقويض أي شكل من أشكال خطاب الهيمنة والغلواء الطائفي وإرادة القوة في المستقبل لكي تتبوّأ سوريا مكانتها الحضارية والثقافية في الشرق الأوسط».