النواب المصري: قرار البرلمان الأوروبي عن حقوق الإنسان «غير مقبول»

شجب التدخل في شؤون بلاده أو الإساءة لسلطتها القضائية

TT

النواب المصري: قرار البرلمان الأوروبي عن حقوق الإنسان «غير مقبول»

رد مجلس النواب المصري (البرلمان) أمس، على قرار للبرلمان الأوروبي أدان فيه «ما وصفه بانتهاكات حقوقية بمصر». وأعلن مجلس النواب المصري «رفضه القرار باعتباره صادراً عن طرف غير ذي صفة للتعليق على هذه المسألة، ويمثل استمراراً لنهج (غير مقبول) من القرارات المشابهة التي لا يعيرها مجلس النواب، أو الشعب المصري أي اعتبار». كما أعلن النواب المصري «رفضه أي تدخل في الشأن الداخلي لمصر، وأي إساءة للسلطة القضائية المصرية»، مديناً «الروح الاستعلائية التي كشف عنها القرار، والتي لا تشجع على أي تفاعل أو حوار بناء».
وكان البرلمان الأوروبي قد أصدر قراراً «انتقد فيه توقيف نشطاء» على خلفية مظاهرات محدودة وقعت في سبتمبر (أيلول) الماضي بمصر، داعياً إلى «الإفراج الفوري عن جميع السجناء».
وقالت النائبة مارجريت عازر، وكيل لجنة «حقوق الإنسان» بمجلس النواب لـ«الشرق الأوسط»، إن «مثل هذه الادعاءات والاتهامات، لن تثني مصر عن المضي قدماً في طريق التنمية والتحول الديمقراطي المدعوم بإرادة شعبية، ورغبة حقيقية في تحقيق الاستقرار في مصر والمنطقة».
وأكد «النواب» المصري في بيان له أمس، أنه «لا يعلم من أين أعطى البرلمان الأوروبي نفسه الحق في تقييم الآخرين، بينما كان الأولى به أن يركز اهتمامه على دول الاتحاد الأوروبي، وما يشوب حالة حقوق الإنسان فيها لدى بعضها من نقائص، وما أكثرها، وهو ما ينبئ عن ازدواجية واضحة في النظر وانتقائية مقصودة في التعامل لتحقيق أغراض ليس لها أي علاقة بحقوق الإنسان»، على حد وصف البيان. وأدان مجلس النواب المصري بأشد العبارات «ما تضمنه القرار من مغالطات تجعله غير ذي قيمة، كما تجعله والعدم سواء... فمصر دولة كبيرة ومهمة ومؤثرة في محيطها الجغرافي والإقليمي، ولا يؤثر فيها مثل هذه البيانات المغلوطة غير الصحيحة».
بينما قال النائب علاء عابد، رئيس لجنة «حقوق الإنسان» بمجلس النواب المصري، إن «إجراءات التوقيف والاحتجاز في مصر تتم وفق الإجراءات القانونية، بتعاون كامل بين الشرطة المدنية والنيابة العامة، ولا توجد حالات احتجاز خارج إطار القانون».
وذكر «النواب» المصري في بيانه، أنه «كان يتوقع من البرلمان الأوروبي أن يكون عند مستوى المسؤولية التي تفرضها المصالح المشتركة والعلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين الاتحاد الأوروبي ومصر، وأن يتبنى مدخلاً بناء لخلق أرضية مشتركة لحوار وتعاون مشترك يسمح بتحقيق أهداف الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومصر؛ إلا أن البرلمان الأوروبي اختار أن يسير في فلك أطراف - وصفها البيان بالمغرضة - هدفها تحقيق مصالح ضيقة، وتنفيذ مخططاتهم العدائية ضد الدولة المصرية».
وأعرب مجلس النواب المصري عن أسفه على أن «يصبح البرلمان الأوروبي مطية في أيدي عدد من الأطراف والمنظمات غير الحكومية ذات الأهداف - التي وصفها بالمشبوهة - والارتباط بتنظيمات إرهابية معروفة للجميع»، موضحاً أن «مصر سوف تستمر في جهودها الوطنية لتعزيز حقوق الإنسان، ولن يثنيها عن ذلك أي أصوات مغرضة، وأنه من المعلوم أن مصر سوف تتقدم في الأسابيع القليلة المقبلة بتقريرها الوطني لجلسة الاستعراض الدوري الشامل لمجلس حقوق الإنسان في جنيف».
وشدد «النواب» على أن «ما تقوم به مصر من إجراءات لتطوير حقوق الإنسان لم يكن يوماً مدفوعاً برأي هذا الطرف الأجنبي أو ذاك، وأن مصر ليست في حاجة إلى تقييم أو شهادة بحسن السير أو السلوك من جانب البرلمان الأوروبي»، موضحاً أن «ما تقوم به الدولة المصرية من خطوات إنما ينبع عن إرادة سياسية ووطنية أكيدة وقناعة ذاتية راسخة بأن حقوق الإنسان جزء لا يتجزأ من عملية التنمية الشاملة؛ ولذا فإنها حريصة كل الحرص على تنفيذ التزاماتها الدولية بموجب الاتفاقيات الدولية والإقليمية لحقوق الإنسان». في غضون ذلك، قال النائب عابد، إن «موقف البرلمان الأوروبي الأخير ينحاز بشكل مرفوض لمواقف بعض المنظمات الحقوقية التي أثبتت دوماً عداءها لاستقرار الأوضاع في مصر، من خلال إثارة العداء والكراهية وكتابة التقارير المليئة بالادعاءات التي لا تساندها حقائق». وسبق أن طالبت مصر، منظمة «هيومن رايتس ووتش» الأميركية بتوخي الدقة فيما تنشره من بيانات بشأن حقوق الإنسان في البلاد. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي اتهمت وزارة الخارجية المصرية المنظمة، بأنها «منحازة وتعبر عن مصالح جهات ودول معينة». ونفى عابد «صحة الأرقام التي ينشرها البرلمان الأوروبي عن المقبوض عليهم بتهم التعدي على الملكيات العامة والخاصة أثناء التظاهر غير القانوني بمصر». يشار إلى أن «النواب» المصري سبق أن شكل لجنة من أعضائه لزيارة السجون وأقسام الشرطة، ونقل صورة صحيحة من داخل السجون. وقالت النائبة عازر إن «اللجنة تزور السجون ولم ترصد أي تجاوزات». في حين قال مصدر أمني، إن «وزارة الداخلية المصرية عملت على تحسين أوضاع السجناء، في إطار احترام قيم وحقوق الإنسان، وارتقت بأوضاعهم الاجتماعية والثقافية والنفسية والصحية». وأول من أمس، زار وفد من «المجلس القومي لحقوق الإنسان» بمصر، سجني النساء بالقناطر والمرج العمومي. وتبادل أعضاء الوفد النقاش مع النزيلات حول أحوالهن المعيشية والرعاية المقدمة لهن. حيث أشدن بمستوى الرعاية، وحسن المعاملة. وقدم أعضاء الوفد، الشكر لوزارة الداخلية لاهتمامها بأوضاع النزلاء داخل السجون.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.