قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، إن الوضع في شمال شرقي سوريا «معقد للغاية». مضيفاً على هامش اجتماعات وزراء دفاع الحلف في بروكسل، التي انطلقت الخميس، وتستغرق يومين، أن هذا الملف «محور نقاشات الوزراء».
وعلّق الأمين العام على مقترح ألماني بنشر قوات تحت غطاء دولي في منطقة آمنة على الحدود بين سوريا وتركيا، بأن طرح مقترحات وأفكار من هذا النوع هو أمر جيد وإيجابي، لكن هناك كثيراً من الأسئلة حول المقترح الألماني، والحلف «يؤيد أي جهود ترمي إلى التوصل إلى حلّ سياسي للأزمة».
وأعاد ستولتنبرغ التذكير بالشعور بالقلق، بسبب العمل العسكري التركي، لكنه عاد وأشاد بالخطوات التي تحققت عقب الإعلان التركي - الأميركي لوقف إطلاق النار. وشدد أيضاً على أهمية الحفاظ على المكاسب التي تحققت في الحرب ضد «داعش».
وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، إن تركيا «تتحرك في الاتجاه الخاطئ»، مشيراً إلى أنه «في كثير من القضايا نراها تدور أقرب إلى المدار الروسي منه إلى المدار الغربي». وناشد الحلفاء للسعي إلى تعزيز الشراكة مع تركيا.
وأطلع وزير الدفاع التركي خلوصي آكار نظراءه من دول الحلف على أحدث التطورات بشأن العملية. كما أبلغت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب - كارنباور نظراءها بمزيد من التفاصيل حول مقترحها نشر قوات دولية لإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا؛ حيث تجري مناقشة فكرتها بشكل محتدم في برلين، لكنها لم تحصل على موافقة حكومية بعد، وقوبلت بردود أفعال هادئة بين الحلفاء.
ورحّب إسبر بالفكرة الخميس، وقال إنه سيكون داعماً «سياسياً» لتحرك الدول الأوروبية لتحسين أمنها في المنطقة. غير أنه قال إنه لم يقرأ المقترح، وقال إن الولايات المتحدة لن تنوي المساهمة في قوات برية.
وقالت ترينا برمسين، وزيرة الدفاع في الدنمارك، إن الحالة معقدة في شمال شرقي سوريا، في أعقاب العمل العسكري التركي أحادي الجانب. ونوّهت إلى أن المقترح الألماني هو اقتراح جيد، ويحتاج إلى مزيد من النقاش، ولهذا الغرض ستنعقد النقاشات في الاجتماع الوزاري، للوصول إلى موقف موحد حول هذا الصدد.
فيما قال بروكس تيغنر، المحلل المتخصص في شؤون الناتو والاتحاد الأوروبي، إن ما قدمته الوزيرة الألمانية ليس مقترحاً، بل «مجرد فكرة حظيت بردود فعل إيجابية في الظاهر، لكن في الحقيقة لم يُبْدِ أي من الأطراف الاستعداد للمشاركة فيها». وقال ستولتنبرغ، بعد لقائه وزير الدفاع الأميركي، إنه «يرحب بمشاركة الوزير الأميركي في الاجتماعات». ولم يفت الأمين العام أن يكرر أمام الوزير الأميركي أن الإنفاق الدفاعي لدول الناتو قد ارتفع، ووصل إلى 100 مليار أميركي. وسيكون هناك عمل أكثر لزيادة الإنفاق الدفاعي.
وإلى جانب ملف الوضع في سوريا، تتضمن أجندة الاجتماعات ملفات تتعلق بملف الأمن السيبراني، والوضع في أفغانستان، والعمليات العسكرية الخارجية التي يشارك فيها الحلف. كما أن اجتماعات وزراء الدفاع شكّلت فرصة للتحضير الجيد لقمة قادة دول الحلف، المقررة في لندن في ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
«الوضع المعقد» شمال شرقي سوريا يهيمن على اجتماع حلف «ناتو»
«الوضع المعقد» شمال شرقي سوريا يهيمن على اجتماع حلف «ناتو»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة