المغرب: الأساتذة المتعاقدون ينهون إضراباً استمر يومين

TT

المغرب: الأساتذة المتعاقدون ينهون إضراباً استمر يومين

خاض الأساتذة المتعاقدون في المغرب إضراباً وطنياً لمدة 48 ساعة، انتهى أمس، جددوا فيه التأكيد على رفضهم اجتياز امتحانات التأهيل المهني بـ«النظام الأساسي لموظفي الأكاديميات»، الأمر الذي يعيد للواجهة الاحتقان، الذي عاشه قطاع التعليم خلال الموسم الماضي، بسبب الاحتجاجات التي دامت لأشهر.
ونظمت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين وقفات احتجاجية في عدد من مدن وأقاليم المملكة خلال اليومين الماضيين، عبروا فيها عن رفضهم لنظام التعاقد مع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، وجددوا تمسكهم بمطلب الإدماج في سلك الوظيفة العمومية. كما أكد أساتذة التعاقد على صفحاتهم الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي نجاح الإضراب «الإنذاري»، الذي تجاوزت نسبة المشاركة فيه أكثر من 90 في المائة، في الوقت الذي لم تصدر فيه وزارة التربية والتعليم المغربية أي أرقام حول هذا الإضراب الأول من نوعه بالموسم الدراسي الجديد.
من جهتها، جددت النقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلية، وهي (النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والجامعة الحرة للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين، والنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، والجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، والجامعة الوطنية للتعليم «التوجه الديمقراطي»، المنشقة عن الاتحاد المغربي للشغل)، عن «دعمها اللامشروط لنضالات الأساتذة، الذين فُرِض عليهم التعاقد، وللمعارك الاحتجاجية حتى تحقيق مطلب إسقاط مخطط التعاقد، وإدماج كافة الأساتذة في الوظيفة العمومية».
واعتبرت النقابات التعليمية الخمس في بيان مشترك، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن ملف التعاقد «ما زال يُراوح مكانه، والوزارة - الحكومة ما زالت منفردة به منذ 2016 رغم الجلستين اللتين عقدتهما الوزارة مع النقابات التعليمية خلال 2019 بحضور ومشاركة لجنة حوار، ممثلة لتنسيقية الأساتذة الذين فُرِض عليهم التعاقد بالمغرب».
واتهمت النقابات التعليمية الحكومة بالاستمرار فيما سمته «تأجيج الأمور في علاقتها بمطالب الأساتذة، الذين فُرِض عليهم التعاقد، بسبب تنكرها وعدم التزامها بالاتفاقات، التي سبق أن التزمت بها مع ممثلي الأساتذة، الذين فُرض عليهم التعاقد، والتضييق والترهيب والتخويف، والتعسف ضد الأساتذة وممثليهم».
ودعت النقابات في البيان ذاته الحكومة، ووزارة التربية الوطنية إلى «إلغاء كل الإجراءات الزجرية والتعسفية، والقطع مع أسلوب التخويف والتهديد والتسويف»، مطالبة بفتح حوار «جاد ومسؤول حول الملف مع النقابات التعليمية، وذلك بحضور ومشاركة لجنة الحوار الممثلة للتنسيقية، والاستجابة لمطالب الأساتذة الذين فُرِض عليهم التعاقد». كما طالبت النقابات بتوحيد المعارك من أجل «جبهة اجتماعية موحدة للدفاع عن التعليم العمومي والمرفق العمومي، والتصدي لما يحاك ضده من مؤامرات». ويعد ملف الأساتذة المتعاقدين من الملفات الساخنة التي تدافع عنها النقابات التعليمية، والتي تعتبر إدماجهم في النظام الأساسي لوزارة التربية الوطنية الحل الأنسب للملف وإنهاء الاحتقان، الذي يسيطر على المنظومة التعليمية بالبلاد، في الوقت الذي تعتبر فيه حكومة سعد الدين العثماني التوظيف الجهوي «خيارا استراتيجيا لا محيد عنه».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».