بوتين والسيسي يبحثان التعاون الأمني وقضايا الشرق الأوسط

على هامش ترؤسهما «منتدى أفريقيا ـ روسيا» في سوتشي

TT

بوتين والسيسي يبحثان التعاون الأمني وقضايا الشرق الأوسط

يبحث الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائهما اليوم (الأربعاء) في سوتشي، سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتعاون الأمني ومكافحة الإرهاب، فضلا عن التطورات الجارية في منطقة الشرق الأوسط، وفقا للسفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية.
ويلتقي الرئيسان على هامش منتدى (أفريقيا - روسيا)، وقال راضي في تصريحات صحافية، أمس، إن «العلاقات المصرية الروسية متشعبة وتغطي جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والأمنية والثقافية»، لافتا إلى أن روسيا تستثمر في مشروعات ضخمة في مصر من بينها المنطقة الصناعية الروسية شرق قناة السويس وهي أول منطقة صناعية تشيدها روسيا خارج أراضيها.
وأوضح أن المباحثات بين السيسي وبوتين ستركز على الاستثمارات الروسية في مجال البنية التحتية الأفريقية علاوة على رؤية مصر تجاه قضايا التنمية الأفريقية والتعاون الأمني ومكافحة الإرهاب في ضوء التطورات الجارية في منطقة الشرق الأوسط والتي أتاحت للجماعات الإرهابية الانتقال إلى مناطق أخرى، مشيرا إلى أن الزعيمين سيبحثان أيضا آخر تطورات المباحثات حول استئناف الرحلات الروسية إلى المناطق السياحية المصرية، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن روسيا التي تشارك مصر القلق إزاء التهديدات الإرهابية، تتعاون مع مصر في المجال الأمني من خلال تبادل المعلومات والتعاون العسكري لمواجهة تلك التهديدات.
وقال السفير راضي إن القمة المصرية الروسية ستركز أيضا على تطورات تنفيذ محطة الضبعة النووية التي تقام في مصر بالتعاون مع روسيا، وسبل زيادة معدلات التبادل التجاري بين البلدين، وخاصة زيادة الصادرات المصرية لروسيا، بالإضافة إلى دعم التعاون في مجال الدفاع والنقل، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس السيسي الحالية إلى روسيا هي السابعة.
وأشار إلى أن العلاقات الثنائية تشهد زخما قويا؛ حيث تكتسب أهمية استراتيجية في ضوء التطورات الحالية التي تشهدها المنطقة وتهديدات الإرهاب، بالإضافة إلى الحوار الاستراتيجي بين البلدين في إطار آلية (2+2).
وقال راضي إن البيان الختامي للقمة الأفريقية الروسية سوف يركز على جميع جوانب التعاون بين الجانبين ويقر محاور للتعاون بين الجانبين تشمل آلية مستقبلية لانعقاد القمة وتنسيق المواقف السياسية تجاه المواقف الدولية بين روسيا والدول الأفريقية في إطار احترام القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة إلى جانب تعزيز التعاون بين الأجهزة الأمنية للتصدي للتهديدات الأمنية الإرهابية وضبط الحدود بين دول القارة وتدعيم التعاون التجاري والاقتصادي والاستثمارات المشتركة والتعاون في مجالات التعليم والبحث العلمي والثقافة والفنون، وكذلك تعزيز التعاون بين المراكز العلمية والبحثية بين الجانبين لمكافحة الأوبئة والكوارث الطبيعية والتصحر.



«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: غموض يكتنف مصير المفاوضات وترقب لنتائج «جولة القاهرة»

صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
صبي فلسطيني يحمل فانوساً وهو يمشي في حي دمرته الحرب بجنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

غموض يكتنف مصير الهدنة في قطاع غزة مع انتهاء المرحلة الأولى دون أفق واضح للخطوة التالية، وسط تمسك كل طرف بموقفه، ومحاولات من الوسطاء، كان أحدثها جولة مفاوضات في القاهرة لإنقاذ الاتفاق، وحديث عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، إلى إسرائيل ضمن مساعي الحلحلة، وسط مخاوف من عودة الأمور إلى «نقطة الصفر».

تلك التطورات تجعل مصير المفاوضات بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، في مهب الريح وتنتظر تواصل جهود الوسطاء وخصوصاً ضغوط أميركية حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو؛ للوصول لصيغة مقبولة وتفاهمات بشأن مسار الاتفاق لاستكماله ومنع انهياره، وخصوصاً أن «حماس» لن تخسر ورقتها الرابحة (الرهائن) لتعود إسرائيل بعدها إلى الحرب دون ضمانات حقيقية.

وبعد 15 شهراً من الحرب المدمّرة، بدأت الهدنة في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، وانتهت مرحلتها الأولى (42 يوماً)، السبت، وشملت إفراج «حماس» وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن بينهم 8 متوفين، مقابل إطلاق سراح نحو 1700 فلسطيني من سجون إسرائيل، فيما لا يزال 58 محتجزين داخل قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم قد تُوفوا، وسط انتظار لبدء المرحلة الثانية المعنية بانسحاب نهائي ووقف للحرب على مدار 42 يوماً، وأخرى ثالثة معنية بإعمار القطاع.

وأفادت صحيفة «تايمز أوف» إسرائيل، السبت، بأن نتنياهو أجرى، مساء الجمعة، مشاورات مطولة مع كبار الوزراء ومسؤولي الدفاع بشأن الهدنة، على غير العادة، في ظل رفض «حماس» تمديد المرحلة الأولى «ستة أسابيع إضافية» ومطالبتها بالتقدم إلى مرحلة ثانية.

وطرحت المشاورات بحسب ما أفادت به «القناة 12» الإسرائيلية، السبت، فكرة العودة إلى القتال في غزة، في حال انهيار الاتفاق، لافتة إلى أن الولايات المتحدة تضغط لتمديد المرحلة الأولى.

فلسطينيون نزحوا إلى الجنوب بأمر إسرائيل خلال الحرب يشقُّون طريقهم عائدين إلى منازلهم في شمال غزة (رويترز)

بينما نقلت «تايمز أوف إسرائيل»، السبت، عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي، أن وفد بلادها عاد من محادثات تستضيفها القاهرة منذ الخميس بشأن المراحل المقبلة وضمان تنفيذ التفاهمات، كما أعلنت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية الرسمية، لكن المحادثات «ستستأنف السبت»، وفق الصحيفة.

وأكدت متحدث «حماس»، حازم قاسم، السبت، أنه لا توجد حالياً أي «مفاوضات مع الحركة بشأن المرحلة الثانية»، وأن «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي تطرحها إسرائيل مرفوض بالنسبة لنا»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز»، دون توضيح سبب الرفض.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء سمير فرج، أن مصير المفاوضات بات غامضاً مع تمسك إسرائيل بطلب تمديد المرحلة الأولى، ورفض «حماس» للتفريط في الرهائن أهم ورقة لديها عبر تمديد لن يحقق وقف الحرب.

ولا يمكن القول إن المفاوضات «فشلت»، وفق المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، الذي لفت إلى أن هناك إصراراً إسرائيلياً، على التمديد والبقاء في 3 بؤر عسكرية على الأقل في شمال وشرق القطاع و«محور فيلادليفيا»، بالمخالفة لبنود الاتفاق ورفض من «حماس».

لكنّ هناك جهوداً تبذل من الوسطاء، والوفد الإسرائيلي سيعود، وبالتالي سنكون أمام تمديد الاتفاق عدة أيام بشكل تلقائي دون صفقات لحين حسم الأزمة، بحسب الرقب.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مصادر، قولها إنه إذا وافقت «حماس» على تمديد المرحلة الأولى من خلال الاستمرار في تحرير دفعات من الرهائن، فإنها بذلك تخسر النفوذ الرئيسي الوحيد الذي تمتلكه حالياً. وذلك غداة حديث دبلوماسي غربي كبير لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أشار إلى أن نتنياهو يستعد للعودة إلى الحرب مع «حماس».

طفل يسير في حي دمرته الحرب تم وضع زينة شهر رمضان عليه في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

ووسط تلك الصعوبات، استعرض وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، بالقاهرة، مع رئيس وزراء فلسطين، محمد مصطفى مستجدات الجهود المصرية الهادفة لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ كل بنوده خلال مراحله الثلاث، وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة في وجود الفلسطينيين على أرضهم وترتيبات القمة العربية غير العادية المقرر عقدها يوم 4 مارس (آذار) الحالي بالقاهرة، مؤكداً دعم مصر للسلطة الفلسطينية ودورها في قطاع غزة.

ويعتقد فرج أن حل تلك الأزمة يتوقف على جدية الضغوط الأميركية تجاه إسرائيل للوصول إلى حل، مؤكداً أن التلويح الإسرائيلي بالحرب مجرد ضغوط لنيل مكاسب في ظل حاجة «حماس» لزيادة دخول المواد الإغاثية في شهر رمضان للقطاع.

وبعد تأجيل زيارته للمنطقة، ذكر ويتكوف، الأربعاء، خلال فعالية نظّمتها «اللجنة اليهودية-الأميركية»، إنه «ربّما» ينضمّ إلى المفاوضات يوم الأحد «إذا ما سارت الأمور على ما يرام».

ويرجح الرقب أن الأمور الأقرب ستكون تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مع ضمانات واضحة لأن الوسطاء و«حماس» يدركون أن إسرائيل تريد أخذ باقي الرهائن والعودة للحرب، مشيراً إلى أن «الساعات المقبلة بمحادثات القاهرة ستكون أوضح لمسار المفاوضات وتجاوز الغموض والمخاوف الحالية».