«الثائرة» لناصر الجاسم

«الثائرة» لناصر الجاسم
TT
20

«الثائرة» لناصر الجاسم

«الثائرة» لناصر الجاسم

عن «نادي الجوف الأدبي»، صدرت للقاص والروائي السعودي ناصر الجاسم، مجموعته القصصية القصيرة السادسة بعنوان «الثائرة»، بعد 3 روايات وكتاب نقدي واحد و5 مجموعات قصصية سابقة.
المجموعة الجديدة تتوج تجربة الجاسم بسرد متقدم فنياً، ويعود زمن تأليف القصص في هذه المجموعة القصصية لعام 1990، واحتوت عناصر فنية وموضوعية متقدمة عن حركة السرد السعودي التي عاصرتها في مطلع التسعينيات.
كما أن الموضوعات لم تنفصل عن مجمل الأصوات التي شغلت الساحة الثقافية وقتها، مثل قصتي «موت البذور» و«الثائرة» (التي تحمل عنوان المجموعة)، حيث تناقشان قضيتي حرية الفتاة والإثنية المذهبية.
جاءت المجموعة في 92 صفحة من القطع المتوسط، وحظيت بطباعة فاخرة، وقد قام الفنان محمد المشعشع، بتصميم لوحة الغلاف والرسومات الداخلية والإخراج الفني للكتاب.
يذكر أن الجاسم أصدر العام الماضي مجموعة قصصية بعنوان «العدو بالأيدي» عن «النادي الأدبي الثقافي» بالحدود الشمالية، بالتعاون مع «دار الانتشار العربي».
وسبق للجاسم أن أصدر مجموعات قصصية، بينها «النوم في الماء»، و«العبور 1438»، و«الموت في المدينة»، و«هكذا يزهر الحب». و3 روايات هي «الغصن اليتيم» و«الجنين الميت» و«العاصفة الثانية»، وكتاب نقدي واحد هو «صورة البطل في روايات إبراهيم الناصر الحميدان».



جمعة اللامي... خرج من السجن أديباً وصحافياً متميزاً

جمعة اللامي
جمعة اللامي
TT
20

جمعة اللامي... خرج من السجن أديباً وصحافياً متميزاً

جمعة اللامي
جمعة اللامي

لم يأتِ رحيل المبدع العراقي جمعة اللامي في السابع عشر من هذا الشهر مفاجئاً لمعارفه ومحبيه. إذ لم تحمل السنوات الأخيرة الراحة له: فقد سكنه المرض، وتلبدت الذاكرة بضغوطه، فضاع كثير من الوهج الذي تميزت به كتاباته. وتجربة جمعة اللامي فريدة؛ لأنه لم يكن يألف الكتابة قبل أن يقضي سنواتٍ عدة سجيناً في عصور مضت. لكنه خرج من هذه أديباً، وصحافياً متميزاً.

ربما لا يعرف القراء أنه شغل مدير تحرير لصحف ومجلات، وكان حريصاً على أن يحرر الصحافة من «تقريرية» الكتابة التي يراها تأملاً بديعاً في التواصل بين الذهن واللغة. خرج من تلك السنوات وهو يكتب الرواية والقصة. وكانت روايته «من قتل حكمت الشامي» فناً في الرواية التي يتآلف فيها المؤلف مع القتيل والقاتل. ومثل هذه المغامرة الروائية المبكرة قادت إلى التندر. فكان الناقد الراحل الدكتور علي عباس علوان يجيب عن تساؤل عنوان الرواية: من قتل حكمت الشامي؟ جمعة اللامي. لكن الرواية كانت خروجاً على الرواية البوليسية وإمعاناً في المزاوجة ما بين ماورائية القص وواقعتيه (ما بعد الكولونيالية). وسكنته روح المغامرة مبكراً. وكان أن كتب مسرحية بعنوان «انهض أيها القرمطي: فهذا يومك»، التي قادته أيضاً إلى محنة أخرى، لولا تدخل بعض معارفه من الأدباء والمفكرين. وجاء إلى القصة القصيرة بطاقة مختلفة جزئياً عن جيله. إذ كان جيل ما بعد الستينات مبتكراً مجدداً باستمرار. وكان أن ظهرت أسماء أدبية أصبحت معروفة بعد حين وهي تبني على ما قدمه جيلان من الكتاب: جيل ذو النون أيوب، وما اختطه من واقعية مبكرة انتعشت كثيراً بكتابات غائب طعمة فرمان، وعيسى مهدي الصقر وشاكر خصباك، وجيل عبد الملك نوري وفؤاد التكرلي، والذين بنوا عليه وافترقوا عنه كمحمد خضير، وموسى كريدي، وأحمد خلف، وعبد الستار ناصر، وعدد آخر. وكان جمعة اللامي ينتمي إلى هذا الجيل، لكنه استعان بهندسة القصة لتكون بنية أولاً تتلمس فيها الكلمات مساحات ضيقة تنوء تحت وقع أي ثقل لغوي. ولهذا جاءت قصصه القصيرة بمزاوجة غريبة ما بين الألفة والتوحش، يتصادم فيها الاثنان، ويلتقيان في الأثر العام الذي هو مآل القص.

وعندما قرر اللامي التغرب وسكن المنفى، كان يدرك أنه لن يجد راحة البال والجسد. لكنه وجد في الإمارات ورعاية الشيخ زايد حاكم الدولة، وبعده عناية الشيخ الدكتور سلطان القاسمي ما يتيح له أن يستأنف الكتابة في الإبداع الأدبي وكذلك في العمود الصحافي. ولمرحلة ليست قصيرة كان «عموده» الصحافي مثيراً لأنه خروج على المألوف، ومزاوجة ما بين العام والشخصي، اليقظة والحلم، المادية والروحانية. وعندما ينظر المرء إلى مسيرة طويلة من الكد الذهني والجسدي فيها الدراية والعطاء، يقول إن الراحل حقق ذكراً لا تقل عنه شدة انتمائه لمجايليه وأساتذته وصحبه الذين لم يغيبوا لحظة عن خاطره وذهنه، كما لم يغب بلده الذي قيَّده بحب عميق يدركه من ألِفَ المنافي وسكن الغربة.

سيبقى ذكر جمعة اللامي علامة بارزة في أرشيف الذاكرة العراقية والعربية الحيّة.

 كانت روايته «مَن قتل حكمة الشامي؟» خروجاً على الرواية البوليسية وإمعاناً في المزاوجة ما بين ما ورائية القص وواقعتيه (ما بعد الكولونيالية)