جنود إسرائيليون يطلقون النار على متسللين من غزة

TT

جنود إسرائيليون يطلقون النار على متسللين من غزة

أطلق جنود إسرائيليين، أمس، نيران أسلحتهم باتجاه أربعة شبان فلسطينيين من قطاع غزة، اقتربوا من الحدود. وقالت مصادر إسرائيلية إنهم كانوا ينوون التسلل إلى إسرائيل. وأضاف الناطق العسكري الإسرائيلي أنه تم إطلاق النار كما هي العادة عند محاولة إبعاد مشتبهين عن السياج الحدودي ولا يعرف إن كانت هناك إصابات بين المشتبهين. لكنّ مصادر فلسطينية أكدت أن أحد الشبان الأربعة أُصيب بنيران إسرائيلية، دون ذكر مدى إصابته.
وجاءت التطورات بعد يوم قتلت فيه إسرائيل فلسطينياً عند حاجز عسكري في الضفة الغربية. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت النار على فلسطيني كان يركض وهو يحمل سكيناً صوب نقطة تفتيش عسكرية في الضفة الغربية المحتلة. وأضاف ناطق باسم الجيش: «كان يحمل سكيناً في يده بهدف مهاجمة أفراد الأمن فيما يبدو». وتابع في بيان، أن أحد أفراد القوات طالب المهاجم بالتوقف وبعد عدم استجابته لذلك أطلق النار صوبه وحيّده. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن قوات الجيش أحبطت عملية طعن قرب طولكرم، موضحةً أنها أطلقت النار وقامت بـ«تحييد» فلسطيني مسلح بسكين ركض باتجاه الجنود عند معبر «جبارة».
في الأسبوع الماضي تعمد فلسطيني الاصطدام بسيارته بعربة عسكرية مدرعة تُقلّ عناصر من حرس الحدود السريين، حيث تعرضت سيارته لأضرار، ولم يتعرض عناصر حرس الحدود لأذى، وقاموا بتحييد المهاجم، الذي تم نقله إلى المستشفى، ووُصفت حالته بالحرجة. وفي الشهر المنصرم، أُصيب ضابط شرطة إسرائيلي بجروح طفيفة في هجوم طعن بالقرب من مستوطنة موديعين بمحيط القدس، بالقرب من محطة للحافلات، وتم عقب ذلك اعتقال فتى فلسطيني يبلغ من العمر 14 عاماً.
وعلى صعيد متصل، أعلنت إسرائيل أمس، إحباط عمليتي تسلل عن طريق المملكة الأردنية وقطاع غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعتقل 7 مواطنين قَدِموا من الأردن لدى محاولتهم التسلل عبر الحدود الفلسطينية الأردنية. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن قوة من الجيش والشرطة شخّصت محاولة التسلل واعتقلت الأردنيين السبعة وحوّلتهم إلى التحقيق. لكن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، السفير سفيان القضاة، قال إن الأشخاص السبعة يحملون جنسية أجنبية، وتسللوا عبر الحدود الأردنية إلى إسرائيل بهدف البحث عن عمل، وألقت السلطات الإسرائيلية القبض عليهم. ونفى القضاة أن يكون أيٌّ منهم يحمل الجنسية الأردنية، وأن الجهات المعنية تتابع هذا الأمر منذ وقوعه للوقوف على تفاصيله وحيثياته كافة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.