فلسطين في مواجهة تاريخية مع «المنتخب السعودي» بالضفة الغربية

غياب اللمسة الأخيرة للأخضر تعزز من طموحات أصحاب الأرض

المنتخب الفلسطيني يسعى لمفاجأة الأخضر اليوم (الشرق الأوسط)
المنتخب الفلسطيني يسعى لمفاجأة الأخضر اليوم (الشرق الأوسط)
TT

فلسطين في مواجهة تاريخية مع «المنتخب السعودي» بالضفة الغربية

المنتخب الفلسطيني يسعى لمفاجأة الأخضر اليوم (الشرق الأوسط)
المنتخب الفلسطيني يسعى لمفاجأة الأخضر اليوم (الشرق الأوسط)

يطمح المنتخب السعودي الأول بمواصلة عروضه المميزة عندما يحل مساء اليوم ضيفاً على المنتخب الفلسطيني في مدينة رام الله بالضفة الغربية، لإحكام قبضته على صدارة المجموعة الرابعة في التصفيات المؤهلة لمونديال 2022 وكأس الأمم الآسيوية 2023 بعد العطاء المميز الذي ظهر به في الجولة الثانية أمام ضيفه المنتخب السنغافوري.
ويدخل الأخضر لهذه المواجهة بعد تعادله في الجولة الافتتاحية أمام المنتخب اليمني 2 - 2 قبل أن ينتزع الصدارة من سنغافورة ووصل للنقطة 4، بينما تراجع المنتخب الفلسطيني للمركز الرابع بـ3 نقاط من انتصار وخسارة.
وظهر الأخضر السعودي في الجولة الثانية أمام ضيفه المنتخب السنغافوري بصورة مغايرة تماماً عن المباراة الافتتاحية، بعد تعادله مع نظيره اليمني في المباراة الافتتاحية وأولى المباريات التي يشرف عليها الفرنسي رينارد بصفة رسمية، واستطاع السعوديون التغلب على عثرة البداية بتحقيق انتصار ثمين بثلاثية كانت قابلة للزيادة، ومستوى مطمئن، عطفاً على الأداء الرائع الذي كان عليه اللاعبون طوال شوطي اللقاء.
وواصل المنتخب السعودي تحضيراته لهذه المواجهة في مدينة بريدة شمال الرياض العاصمة السعودية، بعد نهاية الجولة الثانية، قبل أن يتجه لمدينة رام الفلسطينية للمرة الأولى في تاريخه، حيث لم يسبق أن لعب داخل الأراضي الفلسطينية قبل مواجهة هذا المساء، وشهدت الحصة التدريبية الأخيرة للضيوف على ملعب اللقاء وجود جميع اللاعبين الذين شاركوا في المباراة الأخيرة، ولن تبتعد تشكيلة الفرنسي رينارد عن الأسماء التي اعتمد عليها في لقاء سنغافورة.
وانتهج مدرب أصحاب الأرض والجمهور في الجولة الماضية بأسلوبه الفني الاعتماد على الكرة السهلة بتناقل الكرات القصيرة بين أقدام اللاعبين حتى الوصول لمرمى الفريق المنافس، بيد أن اللمسة الأخيرة ظلت غائبة أمام مرمى المنتخب المنافس، وأهدر اللاعبون الكثير من الفرص السهلة أمام المرمى، وهو ما دفع الفرنسي خلال الفترة الأخيرة بالبحث عن اللاعبين القادرين على استغلال الكرات الثابتة، لضمان الوصول للشباك، كونه سيواجه منتخبات تعتمد بشكل كبير على إغلاق المناطق الخلفية، والاعتماد على الهجمات المرتدة، واعتمد على يحيى الشهري، ومن المرجح أن يدفع بسلمان الفرج بصفة أساسية هذا المساء.
ومن المتوقع أن يبدأ اللقاء بمحمد العويس في حراسة المرمى، وعبد الله مادو وزياد الصحافي في متوسط الدفاع، ومحمد البريك وياسر الشهراني على ظهيري الجنب، والأخير قدم نفسه بصورة رائعة في الجولة الماضية على الرغم من ابتعاده عن التدريبات بسبب الإصابة التي تعرض لها مؤخراً، وسيكون من ضمن الخيارات الأساسية للفرنسي نظير ما قدمه من أداء رائع وساهم في بشكل كبير في صناعة الكثير من الفرص الخطرة أمام المرمى.
وسيقود يحيى الشهري العائد من جديد للكتيبة الخضراء خط المنتصف بعد المستويات الرائعة التي قدمها في اللقاء الأخير للأخضر على الرغم من ابتعاده عن أجواء المباريات، وبجانبه عبد الله عطيف، وعبد العزيز البيشي وهتان باهبري على الأطراف الهجومية، بينما سيوكل مدرب الأخضر لعبد الفتاح عسيري مهمة صناعة اللعب والدخول كمهاجم ثان بجانب عبد الله الحمدان، ويمتلك السعوديون أوراقا رابحة خصوصاً في النواحي الهجومية بوجود هارون كمارا وفراس البريكان ويحيى الشهري.
وفي الجانب الآخر، يدرك نور الدين ولد علي المدير الفني لأصحاب الأرض والجمهور قوة الضيوف، وسيعمل على تدعيم خطوطه الخلفية لضمان الخروج بنتيجة إيجابية على أقل تقدير وعدم قبول الخسارة الثانية على التوالي، بعد خسارته في الجولة الأخيرة من المنتخب الأوزبكي بثنائية نظيفة، ويعتمد المنتخب الفلسطيني كثيراً على المهارات الفردية التي يمتلكها سامح مراعبة وإرسال الكرات الطويلة لمحمد يامين صاحب النزعة الهجومية والتسديدات المباشرة على المرمى، ومن المتوقع أن يدخل أصحاب الأرض بتوفيق علي في حراسة المرمى.
وسيعتمدون على أحمد قطيمش ومحمد أبو ميالة وشادي شعبان في متوسط الدفاع، فيما سيوجد خالد سالم ومحمود أبو وردة في الساتر الدفاعي الأول في منطقة محور الارتكاز لمراقبة مفاتيح اللعب السعودية، وللحد من خطورة لاعبي الأطراف، وسيتفرغ محمد يامين وسامح مراعبة للنواحي الهجومية لاستغلال مهارتهما وسرعتهما في الهجمات المرتدة، وسيوكل ولد علي لموسى بشر وصالح شحادة أدوارا دفاعية إلى جانب أدوارهما الهجومية، بينما سيوجد إسلام البطران وحيداً في خط المقدمة، لمحاولة ترجمة الفرص لأهداف أمام المرمى السعودي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».