من أرض القصيم... الأخضر يشرق بثلاثية وينتزع الصدارة الآسيوية

المنتخب السعودي حقق فوزه الأول مع رينارد وتألق «ميدانياً» رغم الغيابات

الأمير فيصل بن مشعل في حديث مع رينارد قبل المباراة (تصوير: علي الظاهري)
الأمير فيصل بن مشعل في حديث مع رينارد قبل المباراة (تصوير: علي الظاهري)
TT

من أرض القصيم... الأخضر يشرق بثلاثية وينتزع الصدارة الآسيوية

الأمير فيصل بن مشعل في حديث مع رينارد قبل المباراة (تصوير: علي الظاهري)
الأمير فيصل بن مشعل في حديث مع رينارد قبل المباراة (تصوير: علي الظاهري)

أحرز المنتخب السعودي أول انتصاراته الرسمية مع مدربه الفرنسي هيرفي رينارد، وذلك على حساب ضيفه السنغافوري 3-0، في المباراة التي جمعتهما على ملعب مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الرياضية في بريدة بمنطقة القصيم، ليقتنص صدارة المجموعة الرابعة في تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2022.
وسجل عبد الفتاح عسيري هدفين، في الدقيقتين 28 و67، وعبد الله الحمدان في الدقيقة 62، فيما أنقذت العارضة الضيوف من نتيجة تاريخية بعد ضياع أهداف محققة على مدى الشوطين. في الوقت الذي تفوق الأخضر ميدانيا وبشكل لافت رغم غياب عدد من نجومه الأساسيين.
ورفع الأخضر رصيده إلى 4 نقاط في الصدارة، متفوقا على سنغافورة بفارق المواجهات المباشرة.
وحظيت المباراة بمؤازرة جماهيرية كبيرة من أهالي منطقة القصيم، يتقدمهم الأمير فيصل بن مشعل أمير المنطقة، والذي تواجد إلى جانب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل في المقصورة الرئيسية.
وفي نفس المجموعة خسر منتخب اليمن 5 - صفر على أرض أوزبكستان ضمن المجموعة ذاتها، ليتجمد رصيده عند نقطتين من ثلاث مباريات ويتراجع إلى المركز الخامس والأخير خلف فلسطين التي تملك 3 نقاط.
وساد الحذر دقائق المباراة الأولى مع أفضلية أصحاب الأرض والجمهور بفرض سيطرتهم الميدانية بفضل تحركات خماسي خط المنتصف وظهيري الجنب، في الوقت الذي تراجع فيه الضيوف لمناطقهم الخلفية، واعتمادهم على الكرات الطويلة المرسلة للاعبي الأطراف، وجاء التهديد الصريح الأول من قدم هتان باهبري الذي أطلق قذيفة من مسافة بعيدة ارتطمت بالقائم، وعاد السعوديون من جديد لشن هجمة منظمة قادها عبد الفتاح عسيري من الطرف الأيسر ومرر لعبد الإله المالكي الذي لعب كرة عرضية رائعة للأول الذي وضعها مباشرة في مرمى الضيوف.
وظهرت خطورة عبد الفتاح عسيري من جديد وتخطى أكثر من مدافع سنغافوري وتعرض لإعاقة صريحة داخل منطقة الجزاء لم يتردد الحكم في احتساب ركلة جزاء تقدم لها عبد الله الحمدان، لكن إزوان حارس الضيوف تألق بالتصدي لركلة الجزاء السعودية، وانتظر الضيوف حتى مرور النصف ساعة الأولى لتظهر خطورتهم وصوب فارس رملي مهاجم سنغافورة كرة تصدى لها محمد العويس حارس الأخضر.
ورفضت العارضة السنغافورية هدفاً سعودياً ثانياً من رأسية عبد الله مادو، وعاند الحظ عبد الله الحمدان بعدما صوب كرة زاحفة ارتدت من القائم ولم تجد المتابعة من بقية لاعبي الأخضر السعودي وانتهت خطورتها، وفي الدقائق الخمس الأخيرة من هذا الشوط واصل السعوديون بحثهم عن هدف تعزيز تقدمهم، ولكن تسرع اللاعبين وغياب اللمسة الأخيرة حالا دون زيارة مرمى الضيوف، ولم تشكل الهجمات المرتدة السنغافورية خطورة على مرمى محمد العويس الذي لم يختبر بشكل جدي طوال الـ45 دقيقة.
وجاءت بداية شوط المباراة الثاني مشابهة تماماً لنهاية سابقة، واندفع السعوديون بكامل ثقلهم للمناطق الأمامية بحثاً عن تعزيز تقدمهم، وأهدر عبد الله الحمدان فرصة محققة بعدما وجد نفسه مواجهاً للمرمى حاول لعب الكرة ساقطة لكنها اعتلت العارضة بقليل، وسرعان ما عوض الحمدان إخفاقه السابق وإهدار الفرص وعزز من تقدم منتخب بلاده بالهدف الثاني، وتحصل أصحاب الأرض على ركلة ثابتة على مشارف منطقة الجزاء نفذها يحيى الشهري ارتقى لها عبد الله مادو من بين الجميع لكن رأسيته مرت بجوار القائم.
ومن جملة فنية على الطريقة السعودية تبادل اللاعبون كرة من منتصف الملعب حتى وصلت لعبد الله الحمدان الذي قدمها على طبق من ذهب لعبد الفتاح عسيري والأخير صوبها في سقف المرمى هدفاً ثالثاً للأخضر، وتناوب هتان باهبري وعبد الفتاح عسيري تضييع هدفين على التوالي بعد انفراد تام في مرمى الفريق السنغافوري الذي سلم المباراة في الربع ساعة الأخير، وغابت خطورته تماماً بسبب هبوط المخزون اللياقي للاعبيه.
ومن جانبه حقق المنتخب الإماراتي فوزاً كبيراً على حساب ضيفه الإندونيسي 5 - صفر، ضمن مباريات المجموعة السابعة والتي شهدت فوز فيتنام على ماليزيا -1 صفر.
وارتقى المنتخب الإماراتي إلى صدارة المجموعة السابعة برصيد ست نقاط، فيما واصل المنتخب الإندونيسي تذيله لترتيب المجموعة من دون رصيد من النقاط.
من جانبه اكتفى المنتخب الأردني وضيفه الكويتي بالتعادل السلبي في مباراتهما ضمن الجولة الثالثة، والتي شهدت متابعة أستراليا مشوارها الناجح على أرضها بسحق نيبال المتواضعة 5 - صفر.
وتتصدر أستراليا الترتيب برصيد ست نقاط من مباراتين، بفارق نقطتين عن الكويت (أربع نقاط من ثلاث مباريات)، والأردن (4 من مباراتين)، ونيبال (3 نقاط من ثلاث مباريات)، وتايوان (صفر من مباراتين).
ومن جانبه حقق منتخب سوريا فوزا على ضيفه منتخب جزر المالديف بنتيجة 2 - 1 ضمن المجموعة الأولى.
وحافظ المنتخب السوري على مركزه الثاني خلف الصين التي حققت بدورها فوزها الثاني، وذلك بنتيجة ساحقة على ضيفتها غوام 7 - صفر.
ويدين المنتخب السوري الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بفوزه لمهاجمه عمر السومه الذي سجل هدفي فريقه في مباراة متقلبة المستوى بدأها «نسور قاسيون» بهجوم ضاغط وسط تكتل دفاعي مكثف من المالديف.
وحقق المنتخب القطري فوزا صعبا على مضيفه منتخب بنغلادش 2 - صفر ضمن المجموعة الخامسة.
ورفع قطر رصيده إلى سبع نقاط وواصل انفراده بصدارة المجموعة، في حين ظل رصيد منتخب بنغلادش خاليا من النقاط من مباراتين.


مقالات ذات صلة

بريست يتألق أوروبياً ويعاني محلياً

رياضة عالمية فرحة لاعبي بريست بالفوز الأخير أوروبياً على آيندهوفن (رويترز)

بريست يتألق أوروبياً ويعاني محلياً

مع إحدى أصغر الميزانيات في الدوري الفرنسي، يحقق فريق بريست نجاحا كبيرا في النسخة الحالية بدوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (بريست)
رياضة عالمية دافيدي كالابريا قائد ميلان الإيطالي (د.ب.أ)

كالابريا قائد ميلان: أرفض التشكيك في التزامي

رفض دافيدي كالابريا قائد ميلان الإيطالي الانتقادات التي واجهها عبر الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية ميكل أرتيتا مدرب آرسنال (إ.ب.أ)

أرتيتا: سأمنح سترلينغ مزيداً من دقائق اللعب

قال ميكل أرتيتا، مدرب آرسنال، إنه يعتزم منح رحيم سترلينغ فرصة اللعب مزيداً من الدقائق خلال فترة الأعياد المزدحمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

السيسي يهنئ السعودية باستضافة «مونديال 2034»

وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التهنئة إلى المملكة العربية السعودية، بعد الفوز بتنظيم «كأس العالم 2034».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (رويترز)

ماريسكا: تشيلسي لا ينافس على «البريميرليغ»

قال ماريسكا إنه ولاعبي تشيلسي لا يشعرون بأنهم دخلوا في إطار المنافسة على لقب «البريميرليغ» بعد.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».