عون يطلب من الصيارفة الحفاظ على «المصلحة الوطنية»

الرئيس عون خلال استقباله وفد نقابة الصرافين في لبنان برئاسة النقيب محمود مراد (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس عون خلال استقباله وفد نقابة الصرافين في لبنان برئاسة النقيب محمود مراد (الرئاسة اللبنانية)
TT

عون يطلب من الصيارفة الحفاظ على «المصلحة الوطنية»

الرئيس عون خلال استقباله وفد نقابة الصرافين في لبنان برئاسة النقيب محمود مراد (الرئاسة اللبنانية)
الرئيس عون خلال استقباله وفد نقابة الصرافين في لبنان برئاسة النقيب محمود مراد (الرئاسة اللبنانية)

طلب الرئيس اللبناني ميشال عون من الصيارفة المحافظة على «مصلحة الوطن خلال أدائهم لعملهم وعدم الإضرار بسمعته المالية والاقتصادية والسياحية»، مشدداً على أن لبنان يعتمد الاقتصاد الحر الذي ترعاه القوانين والأنظمة المرعية الإجراء. كلام عون جاء خلال استقباله وفد نقابة الصرافين في لبنان برئاسة محمود مراد لمتابعة ملف الصيارفة الذين هددوا قبل يومين بإضراب احتجاجاً على الرقابة عليهم من قبل أجهزة أمنية، قبل أن يعلّقوا الإضراب بانتظار لقاء رئيس الجمهورية أمس.
وشدد عون في اللقاء على «ضرورة الإعلان عن أسعار الصرف لدى الصيارفة»، مقترحاً عليهم الاتفاق على «مسودة أخلاقية سلوكية لتأمين التزام جميع العاملين بهذه المهنة بالأصول والقواعد المرعية، بالتنسيق مع مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف». ووجّه النقيب مراد الشكر إلى عون على معالجة أوضاع الصيارفة خلال «الظروف الاستثنائية» التي مروا بها الأسبوع الماضي، في ظل أزمة الدولار والتي كادت أن تدفعهم إلى إعلان الإضراب بسبب الملاحقات التي تعرض لها بعض الصرافين.
وشرح مراد مع أعضاء النقابة الصعوبات التي تواجه الصيارفة، مؤكدين التزامهم القوانين للمحافظة على قاعدتي العرض والطلب فيما خص تصريف الدولار في مقابل الليرة اللبنانية أو العملات الأخرى. وأكد الوفد الانتظام في العمل نتيجة توافر السيولة في محلات الصيرفة. وأوضح نائب النقيب إيلي سرور، بعد اللقاء، أنهم أكدوا التزام الصيارفة بكل القوانين المرعية الإجراء، وحرصهم على سمعة البلد المالية، وأن يبقى «قدوة» بين الدول المحيطة عبر النظام الليبرالي الذي يتمتع به.
وشدد عون، بحسب سرور، على متابعته الشخصية لطريقة التعاطي مع الصيارفة، «بشكل يليق بهم وبتاريخهم في مزاولة مهنتهم». وأكد أن السيولة متوافرة وكذلك الدولار الأميركي وأن شركات الشحن تنقل يومياً مبالغ كبيرة جداً من الدولارات «فلا داعي للهلع».
وعما تتخوف منه النقابة، أشار سرور إلى أن «الأهم هو عدم التعاطي معنا بشكل يحمّلنا مسؤولية الأزمة. لسنا سوقاً سوداء بل سوق رديف للمصارف، ونطالب بأن نبقى خاضعين لرقابة مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف وليس لرقابة الأجهزة الأمنية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».